الأربعاء، 1 فبراير 2017

سطران بكتاب :( في أجواء Asaad Al-Jabbouri).....بقلم / غازي احمد ابو طبيخ

سطران بكتاب :( في أجواء Asaad Al-Jabbouri).....
***********
كيف يصمت من يقرأ مثل هذا الموجز الصادم من دون ان يرفع لافتة انبهاره هنا وعلى رؤوس الاشهاد ?!..
سطران فقط , ولكنهما مثخنان مكتظان بجراح الخليقة كلها ..
الاول استعارة كونية لاتستثني احدا من الجهات الاربع انطلاقا من الضمير الشخصاني. بقي ان يتبادل المبدع الكبير فعاليات الاسقاط مع محيطه الواسع , فذلك امر له مناخاته الخاصه..لكن ما يهمنا الآن هو تقرير الحال الذي نصبه الجبوري كخيمة تحجب عنا رؤية ماوراء الحدث الشعري الرهيب..
* الليل
منكسر
على الطاولة..!!
كأنه
من سكان بغداد?!..
.........
ماذا ترسم لنا هذه الصورة الجامعة المانعة ?!
الليل رمز مشترك اصلا..يمكن ان يكون مؤنسا ماتعا وحميما..ولكنه الإن منكسر على الطاوله!!..
لاسبيل الى اعتباره مناخا ايجابيا ابدا ..إنه ايحاء بطقس قاتم خائب وحزين..
واية طاولة هذه التي يتحدث عنها أ.اسعد هنا?!
حتى لو افترضناه جالسا مستندا على طاولة المقهى , فذلك الإفتراض مجرد لوحة تعبيرية مجسمة عن العالم الهائل كله مستندا على طاولته الضخمة التي هي الارض برمتها في اصغر الاحوال. .هذه الارض الطاولة التي ينكسر عليها ليل الدنيا بأسرها مثل غمامة مريعة مثقلة بالدم القاني او الماء الأسود الثقيل..
.........
مايغري بالإسهاب أن صاحبنا الغريب الاطوار إبداعيا قد قلب المعادلة البلاغية راسا على عقب , فصار المشبه مشبها به والعكس صحيح..!!
فالاصل في الصورة ان نقول:
(حال الناس في بغداد كانه ليل منكسرعلى الطاوله..)
فدعونا نقارن الآن, كيف تمكن الجبوري بحذق ومكنة وعمق واحتراف من تصعيد وتعميق وتوسعة الصورة بحيث بات واضحا لدينا أن الحال في بغداد هو ما يتوجب ان يكون وحدة القياس وليس العكس..فالوضع هناك خلال اللحظة الراهنة لكتابة النص وقتما كان الشاعر جالسا على طاولة المقهى الحانة المطعم البليارد المنضده وطاولة الرمال الحربيه, معلوم جدا مثل فنار من الدخان الاسود في ميقات ريح في منخفض جوي..
فعمن كان يريد شاعرنا الراهب التعبيري ان يتحدث اصلا..?!
اعني ترى لاي الوجعين المبرحين كان يريد ان يلفت النظر..?!
وجع وطنه الام?!
ام وجع هذا العالم المصاب بالرهاب الشامل?!
ام أنهما رمية حاذق لا تبقي ولا تذر عبر سطرين من الكثافة التي تستفز الموتى لتحذرهم من إمكانية شمولهم بالأحساس بآلام ..فارتر..او المتنبي..او ..السياب..
أقمة العلم ان تحفو شواربكم
ياأمة ضحكت من جهلها الامم
..لقد كنت جارحا يا اسعد..
وإني لأظنك من الجو ارح اصلا..
والسلام
...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق