الخميس، 9 فبراير 2017

تحليل نقدي لرواية - حروف - "ثروة مكايد بقلم / جميلة الكجك

تحليل نقدي
لرواية - حروف - "ثروة مكايد"
بقلم / جميلة الكجك
سأبدا بتحليل نقدي لقصة - حروف - للأديب " ثروت مكايد" من خلال سلسلة من المنشورات ونبدأ بالعنوان. في تصوري أن الكاتب قد اختار هذا العنوان لأن بطل قصته تعرف إلى حبيبته من خلال ما كانت تكتب. إذ ان تلك الحروف جعلته يستشف طريقة تفكيرها ومن ثم يستكشف شخصيتها شيئا فشيئا، إيمانا منه بان "الحرف هو الإنسان الذي يصدر عنه، مرآة تبدي أعمق أعماق صاحبه من خطرات النفس ووسواسهاإلى تقلبات العقل.." هذه فكرة من أفكار الرواية نناقش...
ها عندما نصل إليها. لكن ما يهمنا هنا هو العنوان الذي يعبر عن وسيلة التعارف بين بطلي القصة ومن ثم استحقت في نظر الكاتب ان تكون هذه الوسيلة هي ما تسم القصة كلها بوسمها. وقداكتسب الحرف عنده كل تلك القيمة لأنه ليس مجرد أديب فقط بل هو مفكر وناقد قبل ذلك يدرك أهمية الكلمة في التعبير عن الذات وفي رسم ملامح أي متلفظ بها. ومن هنا استطاع ان يجعل البطل يتواصل مع حبيبته على عدة مستويات عقلية ونفسية ومتخيلة مما جعلهما وكأنهما يعيشان حدث حب كامل الأركان ومن خلال الحروف وحدها بداية مرورا برؤية صورتها والأحاديث التي جرت بينهما ثم سماعه لصوتها حتى اللقاء الذي جمع بينهما.
.. هي "حروف" ولكن هل تأسرنا الحروف حقا؟!
وأجيب أن نعم، فالحروف هي نحن إذ نجمعها أو نفرقها في كلمة ما، في عبارة ما، في نص ما. هي نحن إذ نخطها نرسم ذواتنا، أفكارنا، قيمنا، ما نؤمن به أو نكفر أو ندعي، تظهر حقائقنا، تفضح المستتر فينا، ومن ثم تعرف الآخرين علينا. تتحكم فينا بذات القوة التي نتحكم نحن فيها وربما أكثر. تشكلنا كما نشكلها. فإن طالعناها نستغرب ما جاء فيها، وقد نتساءل أهذا نحن؟ نرى ذواتنا من خلالها بعد أن ت...
رسمنا رؤيا العين بعد أن كانت تختفي خلف الحجب فينا.
من هنا، من خلال تلك "الحروف" تعلق "أحمد" بطل الرواية بتلك "الشخصية"، أحبها وأظن أنه أحبها حقا إذ تعرف عليها في رحلة بدأت من "الحروف" قارب الإبحار إلى ذاتها إذ أنه لم يبدأ رحلته كما هو معتاد ومألوف من خلال شكل القوام إلى ملامح الوجه فالعينين ثم الإبحار من خلالهما إلى العمق. وأنا شخصيا أرى أن إبحارا كهذا مهما طال ومهما تعمق فلن يستكشف شيء ذا جدوى إن لم يتحادث الشخصان او يختبرا بعضهما البعض على عكس ما يحدث في حالة الإبحار بقارب الحروف إلى عمق الذات. الحب بالطريقة المعهودة يبدأ بالإفتتان وقد يلغي العقل أو أقله يضعه جانبا طوال فترة الإفتتان هذه، فإذا ما زال السحر عادت للعقل فاعليته وبدأت محاكمة الذات ومحاكمة الحبيب، وأخذت الحقائق في الظهور، ولك أيها القارئ ان تتصور النتائج. بينما في قصتنا هذه بدأ الحب من خلال قارب من قوارب العقل "الحروف" بل هو أهم قواربه ولذا نادرا ما يخيب ربانه في الوصول أو يتوه.
بدأ أحمد رحلته إليها، إلى من أضحت محبوبته في ذاك القارب الى تلافيف دماغها، إلى مشاعرها، إلى عمقها العميق، إلى حقيقتها، فها هو يتجول في شعاب جناتها. وهنا وجد الفتنة التي لا تلغي العقل ولا تقلل من فعاليته بل وجد الرابط المتين الذي يصله بها يمده إليها فتتقبله باقتناع تام ورضى. هو إذا حب بدأ من "الحروف" من حقائق الذوات ولذا أرى أنه حب العقلاء.
نحن عادة نحب من خلال حواسنا لنبحث في الغالب عن الجمال، لكن هذا لا يكفي فهناك جمال حقيقي وهو الأبقى، هو جمال النفوس والقلوب والعقول. جمال داخلي حقيقي يضفي سحره على الشكل الخارجي ليزيده جمالا فوق جماله. جمال يبقي السحر ذا فاعلية دائمة لأنه جمال عقلي يزيد بطول العمر ولا ينقص.
"حروف" تبدأ ولا تنتهي الا بتوقف نبض الحبيبن. ورحلة نابضة بنبضهما ونبض حروفهما في الحضور والغياب. وصلة لن ينقطع فيها ذاك الحبل المتين. ومن هنا نرى ان العنوان الذي اختاره الكاتب كان خيارا موفقا ودل على ذكاء إذ يلخص حقيقة ذاك الحب الذي أشعلته الحروف. فاشتعلت الذات كلها، اشتعل في عمق الحبيبين ليكتمل في لقاء بينهما، في لقاء على ارض الواقع يحيطان ببعضهما البعض يحققان عين اليقين.. فحق اليقين..
جميلة الكجك
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه مدخل تحليلي رائع د.جميلة الكجك
انما اعطينا فسحة اطول قليلا..
نعم ندرك انك تراعين ميقات التواصل الالكتروني المتسارع,, ولكنك في منتدى محترف يتحمل ان تبث من خلاله مطالعات نقدية كاملة , ولكننا نعلم مشغولياتك , ورغبتك في الايجاز , ومع ذلك , انا شخصيا احسست بالحاجة الى
المزيد, وهذ ا الإحساس يحسب لصالح المبحث النقدي بكل تأكيد, كونه تمكن من شدنا وجذب حواسنا وفكرنا فطلبنا المزيد..
........
اما من الناحية الاخرى..
فلا نجد بدا من المطالبة بعرص موجز كثيف جدا عن الرواية كاملة ولو علي مستوي الحدث بما لا يتجاوز الاسطر القليله , لكي تكون متابعاتنا لدراستك النقدية على بينة من الامر في جانب , ولكي يأخذ عنصر التشويق مداه الارحب ايضا..
.......
كما وان مهمة النشر في المدونة سيكون اكثر يسرا وتعجيلا هو الإخر ..احسنت كثيرا سيدتي , والسلام..
 
رد د.جميلة الكجك
Jamileh Alkujok أجل ما تقوله سيد "غازي" كلام سليم ورائع، لكنني كنت أود ان ابلغ التشويق من طريق آخر، منهجي سيكون من خلال عرض الرواية صفحة صفحة والتعليق على الأفكار الواردة في مضامين عباراتها، وبهذا يتشوق القارئ لمتابعتي ومتابعة الرواية اولا بأول. أتمنى عليك الرد على فكرتي هذه.
بالنسبة للتعمق بالتحليل أرى الفكرة واجبة التنفيذ وسأحاول. والموضوع قابل للنقاش فنحن في بداياته.
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه المتابع الإعتيادي حال مستقل لا ريب سيكون بخير مع منهجيتك التي تفضلت بها د.
لكنني اتحدث عن زميلك في النقد..اي زميل كان..ذلك لانه يريد ان يشارك في الرؤية الإجمالية ايضا كنظرة عامة قبل الخوض في التفاصيل..
لهذا فهل يمكنكم الأحالة على Pdfللنص الاصلي, لكي نلجا اليه فلا نلجئك للعرض الموجز..

دعينا اذن نعطي لكل ذي حق حقه بالمتابعة الجادة, فما رايك..تقديري..
 
رد د.جميلة الكجك
Jamileh Alkujok حسنا سأفعل الإثنتين. حبا وكرامة
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق