الثلاثاء، 7 فبراير 2017

بطاقة حب الى المفكر جمال القيسي: حول ( الفراغ وقيمة الانسان المعاصر) بقلم غازي احمد ابو طبيخ

بطاقة حب الى المفكر جمال القيسي:
حول ( الفراغ وقيمة الانسان المعاصر)
الغاية : تلطيف الاجواء..ولعلنا من ذلك نصل الي اجابات محتملة صديقي العزيز..
++++++++++++++-++++++++++++++++++
هل تعلم اخي ابا سرى ما هو اغرب ما فيك انت شخصيا?!..
انك ما زلت حتى الآن (بشرا سويا) ..(آدميا نقيا)..وتعلم انني لا اقصد عادية التوصيف هنا ابدا..لكن نبالتك بمعناها الظاهري والباطني ماعادت بالخافية على احد من متابعيك وانت تقدم كل هذا الزخم التوعوي الطيب لا تطلب من احد جزاء ولا شكورا..
ولكنك مع كل ذلك متخم بالاسئلة الكونية حد الإنثيال الفكري..
وذلك يحيلنا علي معنى مقولة آرثر ميللرالمعروفة ( إن الله لا يعنى كثيرا بالخليقة السكونية الإستسلاميه, وإنما يعني كثيرا بالدائبين على البحث والمتفتقين بالاسئلة الكونية الكبرى)..
لكنك وانت المتفتق محق طبعا كما تفضل البروفيسور
Shaker Radhi الذي نتمنى عليه راجين نشر دراسته المشار اليها هنا لغرض تعميم الفائدة وله منا خالص العرفان مقدما..
محق من جهة كون المعرض الذي تفضلت بالاستشهاد به باعتباره نوعا من انواع التعبير عن الفراغ العقلي اونوعا من انواع الضحك على الذقون على طريقة ( ملابس الإمبراطور الجديدة) تلك الحكاية الصينية التي اكثرت شخصيا من الحديث عنها بحكم ضرورتها للتعبير عما ينشر هنا وهناك في هذا العالم الإفتراضي ولربما الكثير من الورقي ايضا مما يظنه اصحابه ابداعا , والإبداع منه براء تمام البراءة , انما لا اخفيك شعوري بأن حادثة المعرض الذي تحدثت ..جنابك الكريم.. عنه مختلفة في امر ما..لست أدعي هنا الجزم بما ساحاول تقديمه من تفسير ربما يجيب عن سؤالك الكبير في الاسطر الاخيرة من خاطرك النبيل الكثيف لكنني اقول إنه خاطر خطر علي بالي ايضا فأحببت من قبيل التواصل والتلاقح معك ان اعرضه عليك ومن خلالك فأقول:
..........
اكمل سلفادور دالي نصب لوحاته في معرض باريس المركزي بطريقته الخاصة حتي اذا وضع اخر اللمسات اوعز بإقفال الباب املا في ان يكون غدا هو يوم العرض الاول..
وحين ذهب الي محل إقامته المعتادة لم يقر له قرار, ودخل في حالة من القلق والتوتر الشديدين , فلم يخطر على باله في تلك اللحظة غير صديقه الاثير المسرحي الفرنسي الكبير( جان جينيه) فاتصل به فورا وفي راسه خاطر عجيب..!!
وصل جان جينيه ملبيا فوجد صديقه في وضع لايحسد عليه..
- مابك يا دالي?! اراك مهموما?!..
- نعم..هو كذلك ..انا مهموم جدا!!
- قل كيف اخدمك ياصديقي?
- تعلم انني نصبت معرضي ?!
- نعم..اعلم بذلك..
- وقد اقفلوا المعرض علي لوحاتي الان..!!
- نعم ..وهذا هو المعتاد ..فالعرض غدا كما تعلم..
-ولكنني اريد ان استرجع لوحاتي الان..!!
- ياللهول?!!!
وكيف يكون ذلك يادالي..?!
- لست ادري.. جد لي طريقة ما..والا فلماذا اتصلت بك اذن?!..
اخلد جان برهة الي الصمت غارقا في التفكير..ثم قفز من مكانه مصفقا..وهو يقول:
-(وجدتها)..
- هات ما عندك يا جان..?!
- في المعرض كوة كافية للدخول من اعلى السقف..
- ماذا?!
- نعم ..كما اقول لك..
وكان ما كان..دراجتان هوائيتان تقومان بسرقة اللوحات ليلا نزولا وصعودا من سطح المعرض عن بكرة ابيه..
وقفا بعد اخلائه في داخله..اخرج دالي ريشته الجبارة ..وكتب على جدار المعرض في مكان اللوحات المسروقه:
لن اسمح لاحد ان يدنس معرضي..
صعدا سلما خفيفا كانا قد نصباه لهذا الغرض..وهبطا من الجهة الثانية للمعرض حيث وضعا دراجتيهما المحملتين بالانتظار..اطلقا لعجلتيهما العنان وهما يسابقان الريح لايلويان على شئ..
.....
حين دخل الناس المعرض صباح يوم الإفتتاح..وقفوا جميعا في حالة من الدهشة فاغري الافواه لاينبسون ببنت شفه..
.........
ولرب تفسير للوحات المعرض الذي تحدثت عنه يا اخي وحبيبي الاستاذ جمال ..يمكن على الاقل ان يكون تثويرا للمخيلة من نوع خارق ودفين..
ولكنك فعلا في غابة الدقة في إدانة مالا يحتمل التفسير او يقبل بالتثوير . وليت من يكتبون الان علي غير هدى, تركوا الصفحات فارغة ايضا, اذن لامكننا ان نكتب ما عن في خواطرنا..ولكنهم يسدون الطريق علينا بما لا يغني من جوع ولا يشعل فتيلا..
غاية الاحسان ايها الرائع النبيل ..والسلام.. ************************

تعقيب نعيم المعلم
Naim El Moallem هذاالنص مفعم ومتخم بالاسئلة الكونية. تتطلب من القارئ القراءة مرات عديدة وهو ثر تفرد بترف عقلي. عميق الفلسفة. شكرا لصاحبه الذي حملنا على اجنحة المريدين للفلاسفة
عبد الكريم يوسف ذكرتني اللوحات الفارغة المذكورة في منشوركم كتابا صغير الحجم الفه احد فلاسفة الغرب عنوانه " ما أعرفه عن المرأة" صادرا باللغة الانكليزية "اطلعت عليه اواخر القرن الماضي كان غلافاه الخارجيان يحملان عبارات تقريظ اكبر اساتذة الفلسفة و علم النفس في جامعات الغرب ..و فعلها بي صديقي حين اشترط علب قراءة الغلافين أولا كي يعيرني اياه...وحين بدات تقليب الصفحات الداخلية لم يكن هناك حرف واحد مطبوع في الكتاب كله..فهو مجرد صفحات بيضاء..!!
غسان الآدمي لقد تبادر الى ذهني بعد ان قرأت المقال مرةً ثانية كيف ان غسان الآدمي لم ينشر قصيدة لمدة تجاوزت الأربعين يوما وهو كان في ماضٍ ليس ببعيد يكتب احيانا قصيدتين في اليوم الواحد فهل هذه الأربعون يوماً صفحات بيضاء فارغة والسؤال الاخر هل الصمت يعتبر صفحة بيضاء على الرغم انه احيانا ابلغ من الكلام ..ومن باب احمل أخاك على سبعين محملا ربما واكرر قولي ربما هذه الرسامة كانت تريد ان تبعث برسالة الى ارباب العبثية بعد ان اكتظت المحافل الفنية والأدبية بالبضائع الكاسدة ..
تحياتي استاذ
غازي احمد ابوطبيخ رائد آفاق نقديه
Jamal Kyse تحياتي استاذي وصديقي،،،وشكراً على لطفك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق