السبت، 4 فبراير 2017

هواجس ليلية /٥ - مقطع من رواية هواجس ثقبية بقلم / جمال قيسي

هواجس ليلية /٥ - مقطع من رواية هواجس ثقبية / رقم الإيداع في المكتبة الوطنية ٣٦٣ في ٣١/١/٢٠١٧
تخطى وغز الضّمير،،تحت سطوة شيطان المراهقة ،،متنقلاً ببصره من خلال الثقوب
( ليس مهماً ما كان سيحدث،،لكنني انتظرت حدوثه بفارغ الصبر - احدنا وهو مراهق أشبه بالثقب الأسود مراده امتصاص كل الألوان الزاهية والباهتة ،،وربما حتى الأشياء التي اعدمت الوانها )
قضى ساعات طويلة،لم يحظى الا ببعض لحظات من المشاهد المثيرة للفتاة من خلال وضعياتها العفوية ،،بالنسبة اليه شكلت تعويضاً ،،لا بأس به ،،رغم المرارة التي تولدت لديه بمغادرة المرأة من مسرحه الكائن خلف الجدار الطيني والتي شكلت غياب نصف متعته المفترضة
،،( يالها من كذبة كبيرة .. تلك الحدود التي نفترضها بين موقع وآخر للأحداث - نفصل بها عوالمنا ونبدده من غير وجه حق - الانسان احمق ،،ونواياه سيئة لذلك بنيت الجدران - انها لتكريس عبوديتنا ووقت مستقطع للرقيب على انفلاتنا الاخلاقي - من هنا تكمن أهمية الثقوب - في دواخلنا وحش رابض،،مستعداً للانقضاض على فريسته متى ما غابت الرقابة - والا مالمبرر لعملي لها ؟! - ها انت ترضي المسخ بداخلك )
كان مساءً طويلاً ،،لم يستطع احتواءه الا بتثبيت المشاهد القصيرة التي حظى بها في ذاكرته
،،( لم يخفت بريق تلك المشاهد ،،كانت مواضيع رئيسية للتفريغ الجنسي،،وملفات مضافة للأرشيف المحرم - ها انا استرجعها كما حفظت بعد عشرات السنين - لكن الوضع مختلف الآن ! - انك تفتقد للبراكسيس - انت الان تلحق العار بماركس - لكن لا - ليس هناك فروقات جوهرية،،الممارسة تبقى الممارسة،،)
لم ينهض من سريره باكراً كعادته ،، بسبب الإرهاق الجسدي ،،من وقوفه ساعات طويلة ،،لاستكشاف عالمه الثقبي ،،وتعامله ليلاً مع حصيلته،،انها غنيمة بدوي في صحراء قاحلة،، مع انها مجرد ملامح ،،أشبه بالصور الغير مُظهرة،، ' نجيتف ' بحاجة الى محلول الإظهار ،،حاول البقاء في مخدعه،،،لكن الحياة القروية لاتسمح للنوم ان يتمدد،،سحب جسده متكاسلاً ،،من الفراش،،في الضحى ،،ولم يتماسك الا بعد أخذه لحمام بارد،،وفطور بسيط ،،ليسرع بعدها ،،الى الجدار الطيني،،وثقوبه
،،( آه ،،انها قضيتي العليا يومها،، " كانت تلك اجمل لحظات عمرنا " هكذا قالها تشرتشل - ربما كانت ثقوبه التي يتعامل معها تفضي الى مسرح فيه عدد اكثر من الممثلين - ياله من محظوظ )
اقتنص بعض المشاهد،، مع انها لم تكن ذات أهمية بالنسبة له،،لكن الغريب،،ان الرجل لم يكن موجوداً،،الشيء الذي اثار قلقه
،،،( ربما هرب او ألقي القبض عليه - لكن لا - والا كانت الفتاة قد اختفت معه - ربما انه مريض - الحال افضل بغيابه - لكن لا - اشعر بأن شيئاً ما مفقود )
أحاطه الملل من الترقب الغير مجدي،،وأخذ يقلب في الكراريس والملخصات الدراسية ،،فأبعدها ممتعضاً ،،حاول الانشغال بأي امر من حوله،، و العالم الذي يحيطه نابض ضاج بالحركة،،الا ان الثقوب وما خلفها ،،فكرة مسلطة
،، ( يالشوقي بعد كل هذه السنين كأني اليوم كنت ملتصقاً بذلك الجدار ،،انه حائط مبكاي المشيد في رأسي. ،،وروحي تواقة لذلك الرواق المقدس - الشغف نفسه الا ان. شيئاً ما قد رحل - ان يشغلني شيء و أحوله الى هدف،، ياله من أمر ممتع ،،والفكرة المنحرفة ،،لها لذتها حينما انهمك بها ،، رغم انها لم تتخطى دواخلي و الدهاليز المظلمة - لا زلت منتشياً وجذلاً بعد عشرات السنين - يالك من فاجر لطالما غزوت كل المحرمات وانت في أسوء حالاتك - لكن التثاقب قضية ثورية لكسر التابوهات - تعالق عوالم ... نوع من القطع المكافئ في محاولة خلق توازن وهذا اللعين. ابولونيوس من المؤكد كانت لديه ثقوبه ،،ربما انهار جداره من عديد الثقوب وكثرة ما كان يغشاه - مسكينٌ ذلك الجدار لم يستطع الاحتمال ،،والا كيف توصل الى البؤرة والدليل - كل منا لديه حائط مبكى ،،ومحظوظ من خرقه بالثقوب - و من لم يفعل تأكلته الحسرة ،، لانه قضى أيامه على طريقة الأواني المستطرقة - " من تساوى يوماه فهو مغبون " )
استعاد حيويته ،،بعد ان تنامى الى مسامعه هِسيساً ،، الحياة بدأت تدب في العالم الآخر،، القائم خلف الجدار ،،واغتبط سروراً،،عندما شاهد المرأة ،،وهي ترمي نفسها على أحد الكراسي قبالة نظره
( كم تمنيت ان أكون ذلك الكرسي ساعتها - لكن لا،،كَيْف كنت. ستضمن من يجلس عليك ،، ربما الرجل،،او حتى احد المزارعين الغلاظ ،،عليك إذن ان تتحمل كونك كرسياً ،،، شاهد عيان صامت،،لايملك خيار )
حضر. الرجل وجلس جوارها ،،ووضعت رأسها على صدره ،،و أجهشت بالبكاء ،،والرجل يواسيها،،،
- لم أتمكن من الذهاب الى بيت أهلي ،،لقد اعتقلوا اخي واعتدوا على امي وابي،،والبيت مراقب
- والجماعة الم تتمكني من تحذيرهم
- ألقي القبض على معظمهم
- واين قضيت يومك ؟
- في بيت بنت خالتي
- كيف اقدمت على مثل هذا الامر،،وزوجها احد كلاب النظام،،
- انها بمثابة شقيقتي ،،وزوجها كان خافراً
- يعني،، لايعرف انك كنت عندهم،،ولكن كيف تضمنين ،،عدم بوحها له ؟
- لا ،،انا اعرفها،،ولذلك خرجت منذ الفجر،،
- لم أتمكن من الاتصال بأحد الا ب ( ....) وأكد لي ان إخراجك عبر الحدود سيتم خلال عشرة ايام
- لو كنت أضمن سلامتك انت وشعلة لسلمت نفسي وليحدث ما يحدث
- انها عملية انتحار جماعي
- يبدو ان لا خيار أمامنا الا ان ننتظر وسنرى الى اين تتجه الامور
- ومستقبل البنت. ؟ وانا لا اريد ان أزيد همومك
- هذه السنة الدراسية بالخسائر،،مع اني لم أخبرها
- المسكينة منهمكة بالدراسة،،وهي تظن انها ستجري الامتحان
- السلامة اولاً،،ثم انها لاتزال بمقتبل العمر
- آه يا سلام ،،لا اعرف كيف سينتهي هذا الكابوس
- نحن في نقطة اللارجوع ،،وليس بيدنا حيلة،،لكن المهم اولاً سلامة شعلة ومستقبلها - وصدقيني لم اشعر بالضعف في حياتي الا بسببها
- مجرد ان انظر بعينيها أشعر بالذنب،،،وتتأكلني الندامة
- نحن مناضلين،،وهذه التضحيات امر وارد،،وطريقنا صعب وأوتضيناه منذ البداية وعليك ان تتماسكي
أصابه الاسى بعد ان سمع هذا الحديث،،مع الإثارة من مداعبة الرجل لشعر المرأة،،ومسح دموعها،،وقبلات تعاطف
( يا الله ،،لو كانت لتلك الثقوب أزرار تحكم بالصوت،،لاختلفت الصورة - الكلمات مسؤولية تخرق وجداننا وسمعنا لها شواهد على بؤسنا،، ثقوب تعمل بالاتجاه المعاكس )
* ابولونيوس / علم رياضيات يوناني ،،،درس القطع المكافئ ،،وحدد البؤرة والدليل
يتبع،،،،،،،
-------------------------------------------------
جمال قيسي / بغداد
رقم الإيداع بالمكتبة الوطنية ٣٦٣ في ٣١ /
١ /2017
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه تم الجزء الخامس ومازلنا في بدايات الأزمه ,ولما يشتد الصراع,حتى الآن, فإلي أين تريد بنا ياقيسي ياايها الجسور الباسل..المتعة مبركنة بالاهداف الكبري, انت تنتهج , وتبعث القلق , وتشق بالتحليل المعمق نفقا في جدران النفوس ..فتقدم ايها المبدع الكبير..احسنت..بانتظارك..بفارغ الصبر اباسري العزيز..

هناك تعليق واحد: