الاثنين، 13 فبراير 2017

النص التاريخي الموازي / قراءة في قصيدة ريم البياتي بقلم / جمال قيسي

النص التاريخي الموازي / قراءة في قصيدة ريم البياتي
الوعي،،من حيث هو خصيصة الانسان ،،التي بموجبها ساد الارض ،،وهو النقطة الفارقة ،،من صناعة تاريخه،،نعم الانسان وحده كائن تاريخي،،دون الملاحم والبطولات والانتصارات ،،ارتفع بالبناء الشاهق ،،وانخفض بمثله ،،تسلق الفضاء،،في سعي محموم ،،لإثبات تفوق جزئه الالهي،،حب الهيمنة ،،رافق ذلك الاقصاء لشركائه في الكوكب،،،من جميع المخلوقات ،،بما فيهم أبناء جنسه،،،تلك الصورة القبيحة للوعي،،،
انتبه لها العبقري فينسنت فان كوخ ،،تخطى ،،بنظرته المألوف،،في معادلة لطالما اقصيناها ،،مفادها ان القبيح وجود معادل للجميل،،بل ربما مقاييسنا ،،اصابها الخطل،،لو دققنا في شكل ربما سنجد فيه المواطن التي تبهرنا ،،الجميل،،إذاً قضية نسبية ،،مجرد اتفاق او ربما تواطئ ،،وعلى الأغلب نوع من التبعية،،
في جانب الفن التشكيلي كخطاب ،،تمكن العملاق بيكاسو ،،ان يوقف هذه المهزلة ،،سابقاً البنيوية والتفكيك ومجمل المدارس الفكرية والفلسفات ،،التي تمخضت من سير الحركة المفاهيمية والقيمية ،،،
أقول ان التاريخ الراهن يشهد أفول المعايير القيمية،،ليضع اليد،،على كل مايعتمل الانسان من الم ورغبة ،،ووجود،،مهما كان تموضعه في تقسيم العمل،،،
ولكننا يجب ان نشهد ان للأدب ،،دوره ،،وانا اسميه بالتاريخ الموازي ،،،منطقة الظلال الحقيقية لكل الم بشري لم يستطع اي نهج علمي وتوثيقي ان يدونه ،،،والشعر يقف سامقاً ،،في هذا الحيّز ،،صحيح انه لم يستطع تغطية كل الآلام ،،والانبعاثات الوجدانية،،لكثرة الآلام ،،والقهر،،والقمع ،،والبشر سيّء ،،لانه لايعترف بتدوين الشعر للحقائق،،الا ان الشعر لايحتاج الى اعتراف المؤسسات القمعية،،،
الشعر ،،مدونة تاريخية ،،لمنطقة الانسان العميقة،،اللاشعور،،،حيث يكمن القمع بأبشع صوره،،،ان تمارس الظلم او ان يُمارس عليك،،لاشيء يفصح عنه،،الى ،،الملفوظات المنظومة ،،لانها تحفر،،وتهول،،وتغوص ،،في اعماق الوجدان،،،
ماحدث في العراق،،وسوريا،،،ربما الاعلام أعطى ووثق،،،لكن عطب النفوس ،،ودوّامات الحزن العميقة،،لاتفلح لغة بتدوينها،،الا بالشعر،،ربما ستمر،،ويموت الناس،،وتنقطع الأفعال ،،ولا ينتبه احد،،لحجم العدوان ،،وسوء الانسان ،،وبشاعته ،،
من هنا،،تمكنت الشاعرة،،ريم البياتي،،ان تدون ،،في نصها ،،معالم الالم ،،الذي من المؤكد،،ان اي خطاب اخر غير الشعر سوف لن يفلح،،بذلك،،وبعيداً عن التوصيف ،،الأخاذ ،،لما جرى،،،بأسلوب متميز من ناحية المبنى،،استطاعت ريم البياتي،،من ان تدون نص موازي،،انه حقل المشاعر والوجدان الإنساني ،،والقيمي الحقيقي ،،
نقلت صورة لتمزق الهوية القيمية الانسانية،،وعذاب الارواح ،،المسفوحة ،،،،لله درك ياريم
سلمت الايادي،،،،
جمال قيسي / بغداد
إلى الشقيق محمد السطم الذي
يقف هناك مرغما
يامحمدْ
أصخِ السمعَ قليلاً
ياشقيقي
والتصقْ
بجنينِ الأرضِ
في رحمِ الترابْ
أصخِ السمعِ قليلاً
هذه الأرضُ التي
نبدو عليها
مثلَ ظلٍّ
كيفَ تغلي
توشكُ اﻷرحامُ أنْ تلقي بحملٍ
يوقظُ النورَ
على تلكَ الهضابْ
..... ............
أصخِ السمعَ قليلاً
ياشقيقي
إنهُ
طيفُ جبريلَ على وحي المزونْ
وصعاليكُ قريشٍ لمْ تزلْ
منذُ يومِ البيعةِ الأولى
يأكلونَ الدمَّ والخنزيرَ
و لكنْ يحرمون
........
يا شقيقي
إنَّ طولَ اللحيةِ الشعثاءِ
لاتنفي
بأنَّ العبدَ كافرْ
وشعاراتُ العروبةْ
لاتساوي
عندَ زنديقٍ
قلاماتِ اﻷظافرْ
ياشقيقي
إنَّ بطنَ اﻷرضِ طاهرْ
أصخِ السمعَ قليلاً
ربما
دبتِ الروحُ بأكفانِ المقابرْ
ياشقيقي
إنَّ هذا الليلَ مأفونٌ
وفاجرْ
......
يامحمدْ
ظهرُ هذي اﻷرضِ عمارٌ
و سياطُ الكافرينْ
جلدتْ
صبرَ عمارٍ وآهاتُ سميهْ
تصفعُ القهرَ ولكنْ
ياشقيقي
لمْ تضعْ في قلبِ جلادٍ إلهْ
أو تزلْ منْ قلبِ عمارِ اليقينْ
...........
ياشقيقي
أغمضِ العينينِ
إنَّ الفجرَ مغبرٌ
وهذا الصبحُ حالكْ
والمناديلُ التي
أرضعتني الحبَّ صارتْ
يالعارٍ
فوقَ باراتِ الأعارب
والممالكْ
رايةٌ
تسترُ العوراتِ في زمنٍ
وبعضُ الظنِّ إثمٌ
ياشقيقي
إنما ظني بأنَّ الكلَ
هالكْ!!!.
........ .ريم البياتي
...
 
 
 
تعقيب نائلة طاهر
نائلة طاهر أربكت بعض قناعاتي فعادة انتصر للنقد وأقول أن الناقد هو من يلبس جواهر للنص حتى وإن وجده نفسيا فهو يحيله إلى ثروة. إلى حين إتمام تحليلك الذي وان لم تلاحظ هو مختلف عن باقي تحليلاتك النقدية من حيث الأسلوب كما المدخل وكذلك المضامين بحيث استغرقني واعدت قراءته مرة اخرى بنفس شغف القراءة الأولى ،وحين اطلعت على النص حدث الأمر نفسه لأول مرة يشدني نص شعري وأتم قراءته بغاية المتعة لا بغاية التحقق من مدى تماهي مضامين المقال النقدي مع مضامين القصيدة ،وجدت أن الناقد والشاعر من جواهر الأدب العربي، لكن لابد من تقديم تحية إعجاب كبيرة وخاصة للشاعرة لأننا لا نعثر كل الوقت بهكذا نصوص قيمة .
هنيئا للشاعرة بمقالك الذي يشكل إضافة لنا ولها وهنيئا لك تلك المتعة التي تحققت لك من وراء دراسة نص كهذا.
 
رد جمال قيسي
Jamal Kyse أصبت سيدتي،،لا أخفيك سراً،،اجهشت بالبكاء حين قرأته،،وهذا هو سر الشعر ان كان صادقاً،،،
 
تعقيب عبد الكريم يوسف
عبد الكريم يوسف يا شقيقي
اغمض العينين
ان الفجر مغبر

و هذا الصبح حالك..
.........
و سياط الكافرين...
لم تضع في قلب جلاد اله
او تزل من قلب عمار اليقين..
......
يا شقيقي
ان طول اللحية الشعثاء
لا تنفي
بان العبد كافر..
و صعاليك قريش لم تزل
منذ يوم البيعة الاولى
يأكلون الدم و الخنزير
و لكن يحرمون
............
بماذا يعلق المرء..؟
وهل تركت عبقرية الشاعرة شيئا مما يعتمل في دواخلنا لم تتضمنه هذه القصيدة التي تحاكي ابياتها سيوف المؤمنين يوم غزوة بدر..؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق