الثلاثاء، 31 يناير 2017

بقلم جمال قيسي / قراءة في مقطع من قصيدة الشاعرة ربا مسلم

مسرح الاضواء،،وذبول وثيقة الحياة / قراءة في مقطع من قصيدة الشاعرة ربى مسلم

ينطوي الشعر كجنس ادبي،،على كثافة في الصورة والمعنى ،،وأجمل ما في القصيدة عندما تنقلك الى مسرحها،،والى فضاء بلا حدود،،ربما تصل تخوم السماء،،او الاعماق السحيقة للنفس،،،لتعيد لعبة السيناريو الخالد،،،سر الخليقة،،ومعنى الحياة،،،لنفوس حائرة ،،تزداد أسى ،،كلما اضمحلت الاجساد ،،وكما قال الحكيم العظيم المتنبي
 ( كُلَّ يَوْمٍ لكَ احْتِمالِّ جَديدٌ  ..... ومسيرٌ للمجدِ فِيهِ مُقامُ /   وإذا كانت النفوس كبارا ...تعبت في مرادها الأجسام ُ )
رغم المرامي المختلفة للمتنبي في هذا البيت،،الا ان المغزى والحكمة والصورة يتأتون ،،لما نذهب اليه،،

تخاطب هنا الشاعرة سنين الطفولة والصبا والشباب المدموغ بالشغف للحياة،،،هذا الاندفاع الخلاق الذي ارتعدت فرائص الأعشاب منه،،في مسرحة جميلة ،،لركض الأشجار باتجاه مجرى النهر،،مجرى الحياة ،،الدافق ،،نتأسى لأننا لانعرف مابعد ذلك ،،هذا الانهماك ،،لايعطينا الجواب تتملص منا صور الذاكرة ،،في محطات الخريف ،،ولأنها ،،امرأة،،كائن رقيق تخفف من هول المأساة ،،وتلطف الفجيعة ،،بملفوظاتها  الساحرة والجميلة،،أيها الوتر الذي عزفني ،،هنا مرامي رمزية متعددة ،،هل الوتر،،هو الحبيب،،او الوطن،،،ام الحياة نفسها،،،لايهم ،،النتيجة  التي تتمخض واحدة،،،فهي تتهاوى ،،صورة بعد صورة،،في تناسي الذاكرة،،وهي معزوفة الحياة التي تنمحي نغماتها ،،الواحدة تلو الاخرى،،من النوتة ،،
تعاتب ،،من ،،لا نعرف ،،فالتأويل ،،مفتوح،،،ربما الوطن او الحبيب،،او الحياة،،،لتعود الى وثيقة الحياة التي تحملها في رأسها ،،،لتجد من محا الأسماء ،،الحنينة ،،،
نص جميل ،،وصورة  مبهجة رغم المأساة،،،سلمت يديك سيدتي

جمال قيسي / بغداد

هناك تعليق واحد:

  1. Suhair Khaled روعه
    كاخر حبة مطر شردتها الريح
    اه من محى اسماء الحنين

    أمين حربا تلميح لطيف
    تحيتي

    Mahmoud Al Mamar الشاعره ربا مسلم . اسم جميل .
    القصيده موسيقى كمان بألحان غجريّه تنحت في الأوتار بعمق . ... نغمه نغمه ضيّعتني . الحياة
    تستدرجنا مذهولين بالوجود نندفع لأنلوي على شئ بل لانلتفت . آخر نوتات الضباب . نسافر وعيوننا نصف مغمضه وألحان الكمان والنغم الغجري يبتعد شيئاًً فشيئاً.
    كم الكلمات جميله مترعه بالأحاسيس :



    وكل ذنبي انٌي قرعتُ نوافذ فصولك .!

    ندى الأدب كل الاحتمالات مفتوحة بخصوص تحديد جنس المُخاطب في قصائد ربا مسلم فقد يكون الحبيب وقد يكون الوطن وقد يكون الحضن المفقود لأب أو أم. .
    مثلا بهذا المقطع لو غيرنا مفردة العشب، ونقول أيها الشعب الذي ارتعدت فرائصه. ..
    لوجدنا بعدها أن الأشجار تفيد نفس المعنى والنهر هو نفسه الوطن أو أي جذور أخرى ..هذا مثال فقط أن التأويلات عدة رغم الشاعرة نفسها حين كتبت قد تكون كتبت الحبيب فقط ..
    مع قصائد ا. ربا .ناقدنا القدير يحلو التحليل من مختلف الأوجه.
    سلمت دائما

    آفاق نقديه كبير في اختيارك..كبير في قراءتك..ادام الله الواهب عليك نعمة الوعي النقدي الخاص ..وحفظك وزادك الهاما اباسري العزيز..تحياتي..

    Gassim AL-Salman حياتنا وتجاربنا خزانات كبيرة للاسرار ومستودعات هائلة للاوجاع والمآسي البشرية يوميا نسمع ونعيش حكايات كثيرة حكايات الطيبة الانسانية والشفقة والحنان . حكايات رومانسية واخرى مليئة بالعذوبة واخرى مألمة ..والشعر روح حية وجمرة كبيرة متقدة ان سقطت في البحر لم تنطفئ.كذالك هو خالدا مثل جميع الالهة..نص يضفي جمالية شاعرية متناغمة، حيث يستطيع المتلقي الدخول الى عالمها الحسي والترسبات النفسية الحساسة جدا لامرأة تكشف عن روحها الشاعرية ومفاهيمها للحب والحياة ..
    والقيسي الجميل كعادته قال وعمل وعلل فأجاد وابدع في الاسلوب والتوكيد فمن غير السهل ان تكتب عن نص جميل سيما وان اغلب المشاعر مألوفة قد وجدت طريقها الى الشعر واستخدمت . غير ان الناقد العراف يجد لك الطريق السالك ويأخذك الى حيث الروعة وكانك فى استجمام دائم ..كنا محظوظين بانثيالاتك ناقدنا المبدع...تحياتي
    Jamal Kyse تحياتي صديقي العزيز استاذ جاسم السلمان،،،ما اجمل هذا التناص البديع ،،ردّك أضفى الحياة الباهرة ،،على قرائتي ،،إنما قدمت قراءة اجمل ،،،تحياتي سيدي

    ردحذف