الخميس، 9 فبراير 2017

لأنك أكثر ... بقلم / زكية المرموق

 
لأنك أكثر ...
ما أفقر الصياد
وما أكبر الغابة
الطرائد ليست على الخط

...
لتفهم الحياة
غير فكرتك عن الموت
الوطن سيجارة مطفأة
في فم الراعي
تقدم أيها القطيع
الناي مع الذئب.

ما الحطاب دون الفأس
المواقد لا تفقه لغة الطير
المطر يهطل بغزارة الحزن
الحزن لا يأخذ موانع الحمل
والأرض كلسية الصدر.

اضرب العين بالعين
الجدار هو الآخر
والآخر منفى يقيم تحت
الظفر.

الجسد هيكل النار
لا يؤلمه تيبس خيالك
هو فقط نسي مهنته
ذات استنساخ
فوزع عرقه على العابرين
كغجرية تتمرغ في التعب
توقظ الحياة بخلخالها
وهي تلملم صباحات العنب
بخصرها
بعيدا عن عجوز تصطاد الشمس
بالتراب
وتغازل رجلا لم يحفظ من السماء
إلا سورة النساء
فلم ينبت له شارب بعد.

لماذا كلما رأيتك
اشتعل الماء في عيني
وهربت الأشجار مني إليك
تاركة الأعشاش تعوي في دمي
فأكوم النهر تحت السرير
خوفا عليه من قطاع الحلم

وكقطة خائفة
أتوغل في ليل أبيض
أزدحم بالصمت
ألبس النار لأن البلاد بلاحطب
والبرد مر
كرغيف غضنه العفن.

يقولون:
كي تقبض على الضوء
يلزمك أن تستعين بالظلام
أقول:

لقلبي عيونك
أنا المحلقة بك فيك
فراشة في ليل غيابك
ولا تدري فراشة بأي قلب
تحترق.

اختلي بي في فوضى فحولتك
اتسلق هودج قصائدك
كي أراني فيك
أرمم العراء بالحلم
وأعلن بكل كؤوسي
عليك عشقي يافلاح الحروف
النهار ايضا يليق بنا
فاسرج محبرتك
وقل
هي القصيدة
وهي النبيذ
وسادتك لم تعد بجناح واحد
لك ان تكلف الوردة أكثر من عطرها.

آه..
لاشيء في أي شيء
كي أجدني
ولا أين في متى
كي أصله وأراني
أتمدد كموجة
كي لا أضيع في الغلاف
فلم كلما وجدته أضعتني؟

يدي لا تعرف يدي
يد متلبسة بحجر
وأخرى بقمر
أتشتت كغبار أعمى
في صرير الريح
أرتدي غيابي
كي لا افقده
أخبئ موتي في اللاحضور
وأنساني في حضوره
واقول ما اكثرك

تعال
ها أنذي اجمع الشمس بشفاهي
وانتظرك على مدرج الماء
فكيف يصبح هذا الليل اكبر
دون أن يتكرر؟

وكيف احبك أكثر؟
احبك اكثر...
لانك اكثر...

زكية المرموق
المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق