الثلاثاء، 14 فبراير 2017

العبقرية بقلم / د. نجاح باراوي

- العبقرية :
بقلمي د. نجاح باراوي
هل العبقرية صناعة وتربية أم شيفرة جينية .. ؟!!
للإجابة على السؤال لابد ان نتعرف على معناها اولا ..
.. للعبقرية عدة معان ..
1- الأول : مرادف للنبوغ في معدل الذكاء ..
فالعبقري كالنابغة :
هو الإنسان الذي يرتفع حاصل الذكاء لديه عن 130°درجة في
/ منحنى غاوس / لقياس الذكاء
وقد أكد على هذا المعنى عالم النفس الأميركي لويس ماديسون تيرمان.
2- معناها الثاني أكثر شيوعا ويفيد بتميز الذكاء المحفز على الإبداع
وبهذا المعنى تكون عوامل العبقرية هي: 1-الأصالة والقدرة على التفكير الحر بطرق ابتكارية غير مألوفة من قبل. وهذا المفهوم هو الذي أكد عليه العالم البريطاني فرنسيس غولتون...
وقد زعم بعض الباحثين أن العباقرة ينتمون إلى صنف بيولوجي يختلف في عملياته الذهنية والانفعالية عن الإنسان العادي . وذهب غولتون، الذي كان أول من درس العبقرية دراسة نظامية، إلى القول بأنها حصيلة خصال ثلاث هي :
-الذكاء العالي
-الدافعية العالية
-المثابرة على العمل
كما حاول أن يثبت أن العبقرية ظاهرة مستمرة في بعض الأسر.
لكن الرأي العام البحثي والتربوي
يكاد يجتمع اليوم على أن العبقرية حصيلة للوراثة الجينية والعوامل البيئية مجتمعة. ومتكاملة بحيث تمكن صاحبها من التفوق ..
على الرغم من نشر دراسة حديثة تؤكد وجود جين متصل بشكل مباشر بعامل الذكاء، إلا أن ذلك لم يحسم الجدل القائم حول أهمية البيئة المحيطة اولا وأساسا في تغذية هذا الذكاء أو طمسه في المهد ..
وفي حوار مهم أجراه
<جوزيف كينيدي>
في ستينيات القرن الماضي
أكد كينيدى الأب الذى كان يعمل سفيرًا للولايات المتحدة لدى بريطانيا قبل الحرب العالمية الثانية أنه كان يربي أولاده كي يكونوا رؤساءً للجمهورية
لذا لم يكن غريبًا أن يتبارى ثلاثة من أبنائه التسعة للوصول إلى هذا المقعد. فجون كينيدي هو أصغر رئيس للولايات المتحدة الأمريكية (1960-1963)، وروبرت كينيدي هو الآخر أعلن ترشيح نفسه لنيل ثقة الحزب الديمقراطي ، لكن القدر لم يمهله وتم اغتياله .
ثم انتقل الإرث السياسي للشقيق الصغر إدوارد.
رغم أنه لم ينجح في الوصول إلى كرسي الرئاسة، إلا أنه أصبح شخصية مرموقة من رجالات الحزب الديمقراطي، في الكونجرس
و ربما يثير تصريح كينيدي الأب تساؤلًا يستحق الإجابة عنه حول كون العبقرية صناعة وتربية ..
تساؤل حاولت وسائل الإعلام العالمية إيجاد أكثر من إجابة مقنعة له ..
لكن الحوار والجدل حوله
بقي قائما محتضنا لاختلاف لم ولن يحسم ..
ورغم أنه ليس للعبقرية تعريف دقيق، لكن جمعية منسا الدولية -الموجودة في أكثر من 80 دولة والتي تضم قرابة 100 ألف عضو يُشترط فيهم أن يكونوا قد خاضوا اختبارًا للذكاء-
تُعرِّف العباقرة بأنهم الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على الإبداع
والمندرجين ضمن نسبة
الاثنين في المئة (2%)
الأذكى على مستوى العالم.
وفي الواقع تبقى درجات مقياس الذكاء التي وضعها <ألفريد بينيه>
هي الأهم والأكثر شيوعًا. فإذا كان ذكاء الإنسان يتأرجح بين
140 - 160
على مؤشر القياس السيكولوجي
فإننا نقف أمام مستويات عالية من الذكاء بدءًا من 130 وفقًا للمعيار العلمي الشائع ..
وبناء على نتائج هذه الاختبارات
فإن هناك طفلًا واحدًا فقط
لكل 100 ألف طفل
يبلغ مستوى ذكائه على الاختبار 160
.. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه:
هل من الممكن الوصول لقمة هذا الهرم عبر التنشئة الاجتماعية؟
أم أن المسألة تعود في أساسها لعوامل وراثية جينية ؟
تلك المعضلة التي طالما أثارث فضول العلماء وحفزتهم لإجراء المزيد من البحث والتقصي وهذا ماسنمر عليه لاحقا ..
.. يتبع في القسم التالي
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق