الأحد، 5 فبراير 2017

المرأة في خطاب مصطفى رحمة التشكيلي بقلم / جمال قيسي

المرأة في خطاب مصطفى رحمة التشكيلي
----------------------------------------
تمتاز اعمال الفنان التشكيلي المصري مصطفى رحمة ،،بتركيزها على ثيمة المرأة،،بطريقة مركزية،،ومحورية في خطابه الفني،،الامر الذي يستوقف الناقد والقارئ للخطاب ( المشاهد) ،،بعد ان تتشبع نظرته جمالياً،،هذا ان حصل،،فالتقنية التي ينهجها الفنان ساحرة وآخاذة ،،لايمكنك الاكتفاء منها ،،فهو يتلاعب بالالوان ،،المبهجة وبتوزيع النسب وتوزيع الضوء من ناحية المنظور بحرفية عالية،،وفِي حدود (الفكرات )الخارجية ( الآوت لاين... ) ،،وهي تعطي لنا فكرة عن خبرته في الاسود والابيض ،،بالاضافة تمكنه من الرسم الكاريكتيري وهو فن في غاية الصعوبة،،لانه يجمع بين الفكرة وتجسيدها بتبسيط مدروس من اجل ان تؤدي وظيفة اجتماعية بصيغة جمالية ،،والملفت للنظر والإبهار ،،قدرة الفنان رحمة في صياغة خطابه التشكيلي ،،بدمج مجمل هذه الأنماط ابداعياً،،،وفِي تاريخ الفن الحديث،،يذكرنا بأعمال الفنان الكبير ألفونس موشا،،وكيفية ارتقائه بفن البوستر الى مديات واسعة،،وكذلك الفنانة الكبيرة تمارا دي لامبيغا
اما من ناحية مضمون الخطاب ومركزية المرأة فيه ،،فهو يكشف لنا وعي الفنان ،،وكونه في طلائعيات ،،التغير المجتمعي من خلال تناوله للعقد الجمعية المؤثرة،،تشريحاً،،ونقداً،،واقتراحاً مفتوحاً ،،للتغيير ،،
ان خطاب اللوحة الذي يقدم شيئاً للمشاهد،، إنما يقدمه بوعي معين ،،والكشف عن هذا الوعي وتتبع حركته الداخلية هو الذي يمكننا من إيجاد المبررات لبنية العمل الفني وكيفية تجلي أدواته التعبيرية،،والوعي لصانع الخطاب ليس له وجوداً فردياً مستقلاً ،،بل هو وجود اجتماعي ،،هذا الوعي يتجسد في الصورة والبناء والحركة بالاضافة الى اللون،،بالمجمل كل عناصر الخطاب هي تجسد هذا الوعي،،
فتقالب هيئات المرأة ،،في خطاب مصطفى رحمة،،تبوح لنا بدرجة وعيه عن مركزية المرأة في المجتمع،،وتعالقها ،،وظهورها القوي،،حتى بعد إقصاءها في تقسيم العمل ظاهرياً،،لتشكل من منطقة نفيها اجتماعياً،،قلب الحياة للمجتمع الشرقي،،والمصري على وجه الخصوص،،،ان طبيعة المنحنيات وتضخيمها في لوحات رحمة،،تكشف عن سلاح المرأة الطبيعي،،وسر قوتها،،ويضيف الفنان المسحة الجامدة على الوجه الخالي من التعابير،،بقصدية التعميم،،،أن المرأة هي المرأة،،،قوة جبارة،،مهما كانت ،،هي مركز الحياة،،والعالم يتشكل ويتموضع من حولها،،،،
جمال قيسي / بغداد
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق