الأحد، 12 فبراير 2017

عندما يؤرخ للفراغ. / قراءة في قصيدة محمد الأنصاري بقلم / جمال قيسي

عندما يؤرخ للفراغ. / قراءة في قصيدة محمد الأنصاري
بعيداً عن كل شيء وأي شيء،،يمسك الشاعر السجل الوجودي،،ويملي ابجدية ،،يختلقها،،برموز لتستوعب ،،مقايسته ،،الفراغية واللاشيء،،ان أحكمت ،،عليه بالعبث ،،ربما في افكارك قصور،،ربما بالطرد المركزي ،،حين تقذفه المأساة،،الى جدار النهاية،،،على حافة الهاوية،،،بإيمان عالي ،،يحكم على وعيه،،بالنفي،،يودعه زنزانة ،، مظلمة،، وعابثة ،،
يتسع وعيه،،،قبل لحظة الحكم،،،ليماهي مسافات الكون ،،والوجود ،،على منضدته ،،كل الوقائع تحدث عليها ،،اشبه بالمنضد...
ة الرملية للخطط العسكرية،،هو هنا قائد مهزوم،،،جنرال يعيد رسم خططه،،،ليشرح لنفسه أسباب هزيمته ،،
ما لفائدة،،الوطن ضاع،،مع طفولته،،مجرد ذكرى على لسان طفولته،،ووعيه المتشكل من الموروث ،،كان رحلة باطلة،،الرفوف في رأسه تثقلها أحاجي السلف،،وتمثل مخزي في الاعلام ،،الذي ينشر بؤس قضيتنا،،،انه جنرال مهزوم،،ليس لقلة حيلة،،وإنما ،،هي ليس معركته التي تمنى،،،
ارتشاف الكأس الاخيرة،،ربما بعدها يوم أخر،،ووعي جديد،،
في نشيد مأساوي،،يشكل الأنصاري ،،ملحمة الانسان المقهور في هذه الاوطان،،هو هنا يسطر الجوع والخوف والاضطهاد ،،،ومن امتلك وعياً مثله،،أُثقل ضميره ،،،والخمر ربما هو أقصاء للألم ،،وصورة الفجيعة
هنا نذهب الى ما نركز عليه ،،الشعر خطاب،،لابد ان يزاول وظيفة تغييرية او نقدية اجتماعية،،،،
تحياتي سيدي الشاعر الكبير محمد الأنصاري

جمال قيسي / بغداد
سقط ذات كأس
..........................
إغماضة ويفيقَ الكون
إرتجافاتُ الورقة محملة بخاطرة
والسُكر يَلعب برأسِ الاوتار
فترسم على صفحةِ ألخواء
فَراغاتٌ تشكلُ أوقاتَنا
وتتسعُ الخطوات للانفراج
اللقاءاتُ تشيد ل.. لاشيء
سوى قَتل الوقت
وتصحيح المسار
كُن دائما في الأعلى
عندَ حافة السقوط ..
لتنجو من محنةِ الانهيار
كَفكف لوعةَ الوقت
أنثر سَوادك
أرخ للحزن مَسافات
باعِد بينَ الشِفاه
أَلبِسْ عُري الأيامِ ستارا
لا تَرتَجِف ..
فالقَصبات مثلنا عَملها الارتجاف
وإن ارتَجفتَ تَغارْ
غازِل سَمارَ الروح
أُكتُبْ على المنضدةِ وجدَ الكأس
حَركْ عِصيّ الهَذيان
قِفْ بإجلال
حينَ يَمرُ على المخيلةِ .. الوطن
أنشِد أناشيدَ يَحفَظها الصِغار
رَفرفْ بجناحيكَ وسَتطير
أخبارُ السَلف تُثقِلُ الرفوف
وحكايات تُروى على صوتِ الدفوف
لا تَنتَفخْ فالحكايات أَكلتها النار
ولا مَجدَ لنا في نشراتِ الأخبار
أكمِلْ كأسَك ..
أسرِعْ ..
فصَوت النادل يَعلو يُعلنُ ..
إغلاقَ (البار)

محمد الانصاري

Pami La هذه الأوطان تلوكنا كقطع الخبز العاري من الدفء كلما ارتفع نحيبنا بردا ونحن الجائعين إليها في قمة شبع الآبار السوداء التي منحها الرب السخي لنا و فجرها وقال اقتسموها عادلين ....
لا تدري القمة أنها تقف فوق قاعدة شعبية تتفتت وتنسحق من شدة هشاشة عظامها و مو
اء جوعها المتنوع الذي ليس له فطام ..و أنها تعاني فقر الدم وجميع الأمراض النفسية المعقدة و أنه قد استفحل السرطان في أثدائها ..فمن يشبع الصغار ..وأي عراء سينامون فيه ما بقي هذا الظلام الذي يتغشانا سرمديا ؟؟؟
 
عبد الكريم يوسف الشاعر محمد الانصاري..تحية طيبة..
نعم ..لا نفع الان في الحكايات و الاخبار..يجب نفضعا من ذواكرنا..و الالتفات لصنع شيء يمكث في الارض..
ما اروعك و انت تضع في ذروة الاهتمام رغم كل شيء قداسة الوطن و أجلاله كونه الوعاء الجغرافي الذي لا غنى عنه لتحقق الكيان ا
لخاص بالانسان اللغة و الثقافة و هما صرح الوجود في المكان- الوطن..!.. و لكن..؟
انها دعوة لبناء الوطن من جديد على اسس متينة حديثة .. فالوطن القديم..ميت نقف على ذكراه باجلال..!. و لن يتحقق ذلك الا ببناء الانسان أولا بعيدا عن التقاليد و الالمفاهيم التي تضعه في قوقعة التخلف فتبعده عن معركة بناء الوطن و الانسان بما يحقق القوة و المنعة و السعادة ..
 
نائلة طاهر عندما يؤرخ الفراغ قراءة موازية لقصيدة ذات شأن وقلة هي القصائد التي تلهم الناقد نصا موازيا ..ربما كان الذي بالقصيدة نارا تأججت فطالتك أو ربما كان بجوف الهيكل القيسي نارا أشد منها لذلك التقط طرف الخيط بشراهة الجائع للبوح. .فباح بما كان بالآخر وما كان به ..لعلها المعركة نفسها التي يخوضها الشاعر كما الناقد لذلك تجسدت العبثية في النصين خطابا يبتعد كليا عن الفراغ ..ومن سقط ذات كأس انتصب منتصرا غير مباليا بالريح التي اذهبت خطط دفاعه وهجومه لأن من امتلك فكرا لا قدرة لأي زمن او منظومة على تغييبه.
آخر النص يا قيسي الخطاب به يقدم حلولا وجدانية فهل للوجدان قدرة على مجابهة الضياع المادي للأشياء ؟

هناك تعليق واحد:

  1. نعم سيدي الكريم انا اؤرخ للفراغ لحكايات لايسمعها سوانا نحن الضائعون في متاهات الزمن كطيور مهاجرة بلا اعشاش فالاعشاش خربها الوطن . شكرا لما خط قلمك وشكر اكبر لاحساسك المرهف

    ردحذف