الاثنين، 6 فبراير 2017

حضور الوعي الكامل..قراءة نقدية لقصيدة وتأكل الجراح بالعراق لغسان الحجاج بقلم / الناقد غازي احمد ابو طبيخ

لا أظن شاعرنا الحجاج الآدمي منكرا حضور وعيه الكامل في هذا النص ..
ولاننكر بدورنا احساسنا بقوة ( الحفزة الواخزة الأولى) التي قدحت فتيل هذا القصيد ..
ولكنه واعني المهندس الشاعر قد اختار بعقلنة واضحة للعيان مايلي:
1- طراز التفعيلة الحره..( بحر الرجز)..الذي فرضته بدوره موضوعة النص , بحكم حماسته الطافحه..
2-خلق السبيكة الموائمة للحدث الشعري الضاغط والمؤلفة من إسلوبين متداخلين معا ..هما ...

أ..اسلوب اللافتة..وهو محكوم بالضرورة بنوع الموضوعة المباشره..
ب- إسلوب الحكايه..والتي استعان بها بذكاء عند استنطاقه عنصر حواره الجديد ( الطفل) للتعبير عن الوجه الثاني للشعور الانساني الراهن..
لكنه كان استحضارا (براغماتيا ) واعيا كذلك ..ذلك لانه احس -بحكم عمقه الثقافي وشعوره بالمسؤولية القيمية - أنه ربما ذهب بعيدا في توصيف الحال الواقعي للمرحلة التاريخية حد إشعارنا باليأس معه ..
ولكننا نبحث هنا بين الوجه الاول والوجه الثاني عن حلقة مفقودة تمهد لهذه الأنتقالة التي تبدو مفاجئة نوعا ما , والتي بثها على هيئة نبوءة تبشر بالامل الكبير..
ملحوظة لابد من الإشارة اليها -على سبيل الطرافة- , أن شاعرنا ربما انتقلت إليه بعض العدوى من قراءة بن عمه أ.كاظم الحجاج المربدية لهذا العام , فكتب مالم يقولوا , وارتفع بالمقال الى ما لم يرتفعوا..مع ان المجال مازال يتحمل الكثير الكثير مما نعلم يقينا بقدرة الآدمي على ان يقوله..
بورك قلمك وقلبك اخي الاستاذ غسان الآدمي الرائع..تقديري الكبير..
******************
نص الشاعر:
................
وتأكل الجراح بالعراق
..................................
وتأكل الجراح بالعراق
..................................
ما اكثر الاسود و الاحمر في بلادي
كلاهما نــزَفْ........
كلاهما علمْ
فيذهبُ الاسودُ للأعادي
ويدفنُ الاحمر في النجفْ
واخضرُ العلمْ
مخضّبٌ بِدَمْ....
.................
.........
....
ونحن سائرون للوراء
واليأس قد داس على الشغفْ
لغيرنا موافقون بالنعم
وبعضنا يرفض بعضنا
ولامنا تركبها الالفْ
بناؤنا انهدم
فرحتنا ألم
وصمتنا الدموع والبكاء
والنواح...........
يا امة الامم
لا سيفَ لا قلمْ
مستقبلٌ أًصمْ
فكيف تلحقين بالسباقْ
وتأكل الجراح بالعراق
قلبٌ يصيح نبضه احتراق
وناحت الضفاف بالفرات
ودجلةٌ في حالة السقم
وَالنَّخْل اسرابٌ من العدمْ
قنوتهُ تلويحة السعفْ
طلبت من ابني ليرسمَ الوطن
لكنه رسم
شمسا تشعُ بسمة الصباح
سألته...............
أبتسم
وقال لي (تفاءلوا بالخير حتماً تجدوه)
فالفجر آت....
الفجر آت
*************************
مع خالص الود والاعتزاز

 
 
تعقيب اياد الشاوي
اياد الشاوي بارك الله بك استاذنا العزيز على ما تبذله من جهد في اثراء معرفة القارئ للنصوص وتأخذ بوعية لما يجب ان يتبع
 

تعقيب علاء ذيب
علاء ذيب نص أخذني إلى أقصى حالة اليأس الجراح تأكل الوطن العربي بأكمله هل الفجر آت.
تحياتي و تقديري لكم أساتذة
 
تعقيب غسان الحجاج

غسان الآدمي الاستاذ غازي احمد ابوطبيخ عميد آفاق نقديه اولا احييك على هذه الالتفاتة النقدية التي فاحت منها رائحة الهيلِ كيف لا وانفاسك الأبجدية تملأ رئتي القصيدة لانها تتسابق مع انفاس الامل .
لا أخفيك سراً ان ظروف كتابة هذه القصيدة كانت ملحة على البوح وكسر حاجز الصمت وكما تفضلت استاذنا الغازي كانت حالة الوعي حاضرة ربما تقطع حضورها بحالة من التصاعد الوجداني العصبي الا انه كان ضمن الحدود المتاخمة للإدراك والشعور ..بالنسبة للعدوى الحميدة من الكبير الحجاج هي واردة جداً وان كانت مقننة بعض الشيء بنوع من الهدوء في هذه القصيدة ولكن من المتوقع ان تتصاعد الوتيرة في القادم وكما هو متفق عليه ان الجنون مراحل تعتمد على المسببات الانية التي تؤدي الى طغيان اللاوعي على الوعي .
تحياتي وتقديري استاذنا الكبير والسلام .


 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق