الأحد، 12 فبراير 2017

أفكار ،،في سبيل تكوين مقاربة نقدية /٣ بقلم /جمال قيسي

أفكار ،،في سبيل تكوين مقاربة نقدية /٣
ملاحظة منهجية،،عنوان المقال هو مقاربة منهجية،،اي بمعنى افتراض مبادئ،،قابلة للنقاش
من حيث أنتهى مقالنا السابق،،ولم ننتهي من تناولنا الاشكالية ،،في قضية (الفعل من حيث هو تمظهر ،،في الفعالية التاريخانية )،، وحتى لايشكل كلامنا مقولات طلسمية ،،سنبسط قدر المستطاع ،،ونعتذر سلفاً من القارئ الكريم،،فأنا بطبعي لا أحب اصحاب الأفكار المتعالية ،،الا في مضمار البحث العلمي المحض ،،في واحدة من اهم النتائج التي أفضى اليها الجدل الهيجلي هي قضية التمثل ( ا...لتمظهر،،الفينومولوجيا ) ،،يسعى الانسان فرداً كان ام جماعة الى الظهور في الحياة المعيشة ساعياً بذلك للحصول على الاعتراف من الآخر وهذا مطلب لابد منه ،،اذ انت لاقيمة لك ،،بدون الاخر مهما كانت درجة تفاوت التموقع والتأثير ،،هذا السعي للتمثل،،هو الفعل التاريخي ،،فالإنسان بحكم ميزته عن الأحياء ،،وعيه ،،وهذا الوعي هو الذي بنى الحضارة،،في كل جوانبها المادية والمعنوية،،،فالإنسان كائن اجتماعي معرفي ،،من هناك كان الصراع بين الجماعات ،،يظهر على شكل ازاحة وأقصاء ،،وتهميش ،،وفِي حالات مخجلة تطهير،،،ورغم المظاهر المسلحة للهيمنة والصراع،الا انها قبل كل شيء تنطلق من قاعدة فكرية،،لتشكل خطاب تتمحور حوله الجماعة،،،في جزء مهم منه مخيالهم ،،،الأدبي ،،وان اتخذ الصفة الجمالية،،الا انه بالعمق يؤدي وظيفة ،،تكيف مشاعر الجماعة و وتشرعن العقل الجمعي ،،من هنا كانت الثقافة وأداتها المركزية اللغة هي وسيلة هيمنة وتسلط وعدواناً في أحايين كثيرة ،، في هذه الصيرورة تبنى وتركز الهوية ،،اذا الاشكالية في احد عقدها وفِي موضع الصراع بيننا وبين الاخر ،،هو سعي الاخر الى تعطيل واضعاف فعالية الخطاب لدينا لينقله من دور الخلق والابداع الى دور الخنوع والخضوع ،،،مستفيداً بشكل مركزي من عدم تجديدنا لوظائف الخطاب عندنا بما يتلائم مع المتغيرات الراهنة ،،،يسعى الاخر الى املاء الفراغ الوظيفي المتخلق بخطابنا على شكل فجوة معرفية وجمود اوالياته ،،ويعمد الاخر الى تركيز التناقضات في سردياتنا العقدية ،،لتعم الفوضى الخطاب ،،وفقدان الرؤية ،،واختلال التموضع ،،واخطر ما في الامر انجرار الذين يزاولون الثقافة الى شرعنة هذه التناقضات ،،في مسعى حثيث الى تمزيق الهوية ،،باتجاهين الاول جهلهم لطبيعة مشروع الهيمنة للاخر والثاني تواطئهم مع عدوان ومشروع الاخر ،،وكلاهما اسوء من بعض ،،فالذي يرفض. الموروث جملة وتفصيلاً ،،هو يدري او لا ،،إنما هو جزء من من مشروع الاخر وربما رأس الحربة ،،،
لنعد الى الاستشهاد بالموروث ،،في احد النصوص الشعرية الجميلة لابي نؤاس،،
جريت مع الصبا طلق الجموح ،،،،،،،،، وهان علي مأثور القبيح
وجدت ألذ عارية. الليا لي. ،،،،،،،، قران النغم بالوتر الفصيح
تمتع من شبابٍ ليس يبقى ،،،،،،،،،،، وصل بعرى الغبوق عرى الصبوح
هذه القصيدة من اجمل ما قيل في الشعر العربي. مبناً ومعنى ،،لكني انظر لها من زاوية اخرى ،،ان هذا الخطاب الفخم الذي ينطوي على أنطولوجيا ( موقف الانسان وجودياً من الحياة والكون،،) ،،انه نتاج حيوية وفعالية العقل المنتج لهذا الخطاب،،ووسط ثقافي في الذروة ،،من ناحية الخلق والابداع،،،لحظات تواصل فعال بين الفرد المبدع ومرجعيته الثقافية،،هنا الشاعر يطرح في خطابه فلسفة وجودية ،،وفق اليات الخطاب الفعالة في سياقها الزمني،،
من هذه الأبيات واستشهادات اخرى سنذكرها بمقال لاحق،،سنؤشر العتبة التأريخية ،،التي يتمفصل فيها الوعي،،والتعويقات التي اصابت فعالية الخطاب العربي،،،
يتبع،،،،،،،
جمال قيسي / بغداد

تعقيب عبد العزيز الحيدر

عبد العزيز الحيدر ولكن فقط اتمنى ان لا نقع في فخ نظرية المؤامره ,فلا ضغط خارجي يؤثر وتحديدا على المستوى الادبي ....وربما الادبي فقط دون المستويات الاخرى لكونه تفاعل وتعامل في اللغة واللغة خصوصية وتموضع ذاتي للامة الناطقه بها ولا سلطان من خارحها يمنعها من التفاعل والحركة وتمظهر الوعي... تحياتي الكبيره

تعقيب نائلة طاهر
نائلة طاهر مشكلة العقل الجمعي انه سلطة ، سلطة أخرى تفرض قيمها الخاصة وتتحكم بأي محاولة للتقدم بعد أن تخضعها للقوانين أو للعادات ومحاولات التغيير دائما تعتبر مارقة عن هذا العقل بكل ما يحويه من مقدسات (حتى العادات صارت بحكم شرع العشائر مقدسة) والأدب نفسه إلى الآن لم يتحرر من قيود العقل الجمعي لذلك تجد الطفرات الأدبية قليلة،والكل يسير بطريق سلكها غيره ،النقد نفسه لازال تحت نفس القيد لأننا لازلنا نقتات على نظريات نقدية قديمة ومازال التلقين المعرفي تحت طائلة منهج لم يقع تحديثه رغم تجاوزه زمنيا ..فمثلا انت هوجمت فقط لأنك حرصت على تطوير الخطاب النقدي عبر التعامل مع نصوص تتجاوز المعقول والمحدد للصور الشعرية .برأيي النقد لا بد أن يكون فلسفة أو على الأقل يستند عليها لأنه ببساطة لا يستطيع أن يستند للعلوم الصحيحة وبالتالي تصبح الفلسفة الأقرب له في التعامل ،وإذا اتخذنا الفلسفة كإطار للنقد نكون قد اختلفنا مع العقل الجمعي الذي يرفض الفلسفة في كل الأحيان لانها لا تعترف به .
مقالك كله الغام لاني أخذت عنصر فقط وعقبت عليه وهذا العنصر نفسه مازال يحتمل الكثير من النقاش ويبدو كما قلتَ في موضع آخر أن الكثير منا يكتفي بالقراءة فقط ،وهذا الذي يحد من أفق آفاق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق