الجمعة، 10 فبراير 2017

أفكار ،،في سبيل تكوين مقاربة نقدية /٢ بقلم / جمال قيسي

 
أفكار ،،في سبيل تكوين مقاربة نقدية /٢
جميل ان تسير وانت معتد بنفسك ،،وتظن ان الحياة هي رحلة في دروب ،،مسالمة ،،هكذا أوهمت نفسي بعد نشري للحلقة الاولى،،لكن أساطين النقد والأدب في المنتدى ،،لم يجعلوا منها رحلة مسالمة،،وهو امر لا أنكر اني قد وضعته بالحسبان ،،،
لذلك تركز الامر عندي في ثلاث محاور ،،مما يستوجب مني الوقوف عندها ،،ونظراً لاهميتها ربما سيكون لكل محور مقال او اكثر،،،قبل الشروع في قضية النقد الأدبي

المحور الاول : وهو ما اثاره الاستاذ غازي ابو طبيخ ،،عن قضية التوفيقية بالمزاوجة بين المناهج الحداثوية والمنهج الموروثي ،،وانا شخصياً اسميها ( التلفيقية ) ،،ولي من الأسباب بذلك الاتجاه وهو ما سنعمل عليه في هذا المقال،،
و سنتناول في المقال اللاحق ان مر الاول بسلام النتائج ،،على ما تمكنا من تناوله

المحور الثاني : وهو ما اثاره الاستاذ العلامة شاكر راضي في قضية السؤال،،وهو بمراميه الحقيقية( سؤال الحرية) ،،ويبدو من الوهلة الاولى ان الامر يسير ،،الا ان الدكتور قد طرح سؤال الفكر،،والوعي منذ العتبة الاولى له،،الى يومنا هذا،،، وهو موضوع شائك جداً،،لكنه اهم ما يجب تناوله،،،
المحور الثالث : هو ما طرحته أ. نائلة طاهر،،هل ان النقد سؤال ام جواب ،،وسنتناوله ،،بعد المحورين الأوليين ليكون مدخلاً منهجياً للنقد
عليه ارجوا من الفاضلات والفواضل ،،ان يقدروا الفخ الذي وضعت به،،،فالأستاذ غازي ابو طبيخ ناقد وشاعر وأديب من الطراز الرفيع ،،هو من النوع المتمسك بأصالة التراث والهوية مع عقلية منفتحة ،،على كل ماهو جديد،،عقل منهجي وصاخب ،،في ذات مسالمة ومتصالحة وكبيرة بكل المقاييس،،اعانني الله على ذلك ،،
اما الاستاذ العلامة شاكر راضي،،استاذ الادب الإنكليزي في كلية اللغات ،،جامعة بغداد،،هو عَلَم كبير في الادب والنقد ،،باحث منهجي تتلمذنا على يديه عشرات السنين،،،وانا بأحسن الاحوال،،،تلميذ صغير أمامه ،،لازلت تواقاً لنيل المعرفة على يديه،،
والست نائلة،،سيدة في اختصاصها الأدبي ،،راسخة المعرفة تجيد قراءة الموروث،،والحداثة في آن واحد،،مع ميلها للأخيرة

في المحور الاول الذي أشرنا اليه،،مروراً خاطفاً في المقال الاول،،عن الاستجابة المعطاة من قبلنا ،،للتحدي الثقافي الغربي في خطابه الذي لم يعد ماثلاً أمامنا وإنما تخطى واحتوى بنيتنا السيسيوثقافية والسايكلوجية ،،ناهيك عن الهيمنة الاقتصادية والسياسية ،،لأننا القطاع المستهدف بالانتاج ،،زبون دائم وكسول وخانع،،ومستهلك لا دور له في الانتاج ،،و حيث نجح الخطاب الغربي في تشكيل وعينا الاستهلاكي ،، أصبحنا بنى أساسية في سياق السوق،،( مستهلك يتم تشكيله وفق عقلية الغرب،،أيدي عاملة رخيصة ،،مصادر للمواد الاولية ،،مقابر للنفايات الصناعية ) ،،
هذه البنى في تراتبيتها ظمن النظام يُمارس عليها هيمنة بكل الاوجه لكي لا تعيد تموضعها ،،واخطر وسائل الهيمنة هو الخطاب الثقافي ،،لانه اذا أردت ازاحة نظام ثقافي وجودياً،،تبدأ بنزع الثقة بين أفراده والمنظومة المفاهيمية التي يعتمدوها ،،ليس من باب الريبة والشك النقدي ،،اي بمعنى ان يقوم العقل الجمعي بإعادة. تحديث المعطيات الراهنة بأجراء مبني على زعزعة الثقة بالسرديات الكبرى ،،وتعويم الهوية ،،من اجل فقدان الثقة بالنفس ،،والخضوع للكلي الغربي ،،ليس الغاية منه الأخذ بيد مجتمعاتنا للتساوق ،،وإنما. تكريس التبعية
لنأخذ مثالاً حتى يتيسر الامر على القارئ ،،،في معرض حديثه عن الشعر ،،يقول الجاحظ بما معناه ( ان الشعر صنعة ،،وكل منظوم لا تنطبق عليه شروط الصنعة ،،هو ليس شعراً ) والجاحظ هو شيخ النقد العربي ،،،هل هذا الكلام هو صحيح ؟ ام ان الزمن المعاصر لايتلائم ،،مع مثل هذا الكلام ،،أقول هو كلام خاطئ. بالنسبة لعصرنا ،،وصحيح في زمنه ،،،وهنا نؤشر اول الإشكاليات في طبيعة الخطاب العربي والعقد الدوغمائية ،،انه السياق التاريخي ،،متى ماتم عزل اي فعالية عقلية عن زمنها ،،فإنها بالضرورة ،،تكون خالية من الإجراء الملائم ولا تؤدي وظيفتها،، اي بمعنى أعاقة للتقدم ،،وعندما يمارس العقل مثل هذه الفعالية ،،فانه يعيد انتاج نفسه ،( على شكل أنظمة استبدادية ،،واقتصاد ريعي ،،وفقه تأويلي ،،و تجديف ميتافيزيقي وادب مفارق للانسان وهمومه ) مع التفاوت مع حركة الزمن ،،هو عالق في نقطة بالماضي ،،رحلة من الاحباط
يتبع،،،،،،،
ملاحظة منهجية،،عنوان المقال هو مقاربة منهجية،،اي بمعنى افتراض مبادئ،،قابلة للنقاش

جمال قيسي / بغداد

تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه صديقي الحميم الطيب ..ايها الموسوعي الجليل..بعد الإطلاع على ماتفضلتم به اعلاه..اجد ان مقاطعتكم ستعطل مشروع البحث طويلا,وربما تشتت الرحلة عن محوره الاساس..لهذا علينا ان نوطن انفسنا على حسن الإصغاء, فما نقرأه لجنابكم الكريم يستحق عميقا أنصات أدق الأسماع رهافة واكثر العقول نضجا, فالمطروح للبحث واضح الأهمية عميق الضروره..
من هنا ستجدنا إن شاء الله من الصابرين
المصيخين للاسماع بالعقول المستنيرة والصدور الواسعة , شاكرين لك هذا المسعي الكبير والجهد الجهيد غير اليسير..فإن كان لدينا ما نسال عنه , سنثبته لدينا حتى حين..محتفظين بحقنا في الحوار , لكن بعد أن تستكمل رحلتك الشاقة التي نعلم انك اهل لها ايها الفارس الثقافي البهي النبيل..
الهمك الله تعالى , واعانك في كل محطة من محطات بحثك الدؤوب , والسلام..
تعقيب عبد العزيز الحيدر
عبد العزيز الحيدر التاريخ الذي يؤخذ كدرس كان وما زال وسيبقى للاسف عندنا مقدسا ثابت الخطو قانونا ازليا وليس حركة واندفاعا وتحررا وبحثا عن الجدبد الملائم للمعاصره....سلمت يا صديقي ونتمنى ان تواصل المنهج
تعقيب عبدالكريم يوسف
عبد الكريم يوسف استاذ كبير..ذو تواضع كبير..
تحية طيبة لكم و انتم تضعون اليد على أخطر و اهم وظائف الادب و الثقافة ككل و ارتباطها بالانسان الكيان و الهوية و الوجود..فماذا يبقى من مجتمع اذا تم احتواؤه ثقافيا من مختلف النواحي..؟ بالتأكيد سينتهي الامر بمحو هويته الخاصة و ا
تباعه للثقافة الغازية..و هذا لا يقل خطر عن الدواعش التذين دربوهم و سلحوهم و ارسلوهم الى بلداننا ليعيدوا الدخول اليه من النوافذ بعد اخراجهم من الابواب.. جوانب في غاية الاهمية في منشوركم سيدي الكريم..كل التحييات و التقدير لشخصكم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق