السبت، 4 فبراير 2017

عرض تحليلي نقدي لقصة " عودة مستر بوبلين" القاص حميد عمران الشريفي بقلم / علي البدر

علي البدر
عرض تحليلي نقدي لقصة " عودة مستر بوبلين" القاص حميد عمران الشريفي
1) ألعرض التحليلي النقدي:
"..... وبعد تفتيش دقيق من قبل أحد الجنود الأجانب المنتشرين في مقرهم في المنطقة الخضراء، دخلت القاعة التي شغلت بعض كراسيها البلاستيكية بالمراجعين المنتظرين...." القصة اذن تسرد تفاصيل حادثة وقعت بعد 2003 أي عند الغزو الأميركي للعراق وقد مهد القاص لكشفها بومضة flash point في بداية القصة عندما تم اختياره " من قبل الزملاء لمقابلة " مستر بوبلين" كبير الخبراء والمستشارين في وزارتنا” حيث حمل طلبه وطلبات " بعض الموظفين الاخرين الذين يشعرون بغبن اداري ومعاشي.." وهكذا دارت الأيام لتنتهي بغاز احتل البلاد واستقر وسط قصور كانت تسمى قصور الشعب رغم ان ابن الشعب قد حرم على المشي على الارصفة القريبة منها.. " تقدمت مباشرة الى المجندة الجالسة على كرسي المكتب تدور يميناً وشمالاً وبين شفتيها سجارة. أعطيتها الأوراق بنسختيها العربية والأنكليزية مع توضيح الطلبات باختصار.." وكان لابد للقلق والتوجس أن يسري في مفاصل جسده. دعته المجندة للجلوس " حتى ينهي مستر بوبلين لقاءه مع أحد الأشخاص ، فجلس جنب رجل يرتدي الزي العربي دون أن يسلم عليه لكن الرجل بادره بالتحية العراقية المألوفة: صبحكم الله بالخير.
وأخيرا " دلفنا الباب الى قاعة أصغر من الاولى... وقد جلس في وسطها المستر" . وهكذا يحمل المواطن مجبراً همومه الى من احتل أرضه ضمن أجندة وضعت قبل سنين. "استقبلني ببشاشة.." وهنا تزاحمت الأفكار.. ياترى هل سبق ورأيته في مكان ما؟ " لا أدري لماذا أحسست بالالفة اليه رغم زيه العسكري ولون بشرته الضارب الى الوردي.. طلبات عديدة قدمها الى المستر، بدأ بتصفحها وهو جالس قبالته. " نظر في الأوراق وأنا أعلق باختصار بالانكليزية على كل ورقة فاستوقفته ورقتي.."
- أهذه لك؟
- يس. يا الهي.. كيف عرف أنها ورقتي رغم انها لا تحمل أ أية صورة؟"
رجل جاء من أبعد أصقاع العالم.. يقلب طلباتً لأسماء مختلفة وبعضها يحمل نفس الأسم، لكنه يتوقف عند طلبي؟ انه لغز محير..
انتزع المستر " نظارته الطبية الدائرية مبتسماً في وجهي ابتسامة ألغت كل ملامحه الأمريكية معقباً بلهجة شعبية عراقية.." حيث تأتي المفاجأة عندما ينطق اسم جدي..
- "لا داعي لكلمة يس... مست عواد. ". "وقد ذهلت لنبرته وهو يلفظ اسم جدي فبدأت صورته تشق طريقها الى ذاكرتي وتعصر بشدة خلايا الدماغ بتساؤلات مبهمة تبحث عن وضوح في رد الصدى: من؟ وأين؟ ومتى؟" وكانت تساؤلات المستر حاسمة عندما تطلع اليه وقال بحماس " شلونك علاوي؟ وشلون الجماعة... سعدون وعباس وفلاح وسالم و...؟" وهنا " تيقنت أنه الحلقة المفقودة في سلسلة شلتنا الخاصة في الدراسة الثانوية قبل حوالي ربع قرن. لقد فقدناه منذ هروبه الى المجهول بعد أن قام بقتل سبهان زوج امه.."
- -أنت جواد اذن!
- يس. ايم ج. بوبلين ، وهو يشير فوق جيب بدلته..
- وهنا ينكشف اللغز عندما يكون القادم عراقياً تعرض الى الكثير من التهكم والاستهزاء من قبل زوج امه القاسي أو زملاء سواء اثناء مداعباتهم البريئة أو اثناء الشجار معه.. فينادونه باسماء مختلفة مثل " دايولين أو بازة أو كشمير" وغيرها. " أتدري ياعلي..تمنيت لو كان أبي ميتاً...ولم يختر لي هذا الأسم.. لقد صار هذا الشبح المستبد في بلدي رفيقاً ودوداً لي في الغرب فقد أحبته النساء وسمعته بشفاههن.. بوب لين، غير ما كنت أسمعه بشفتي سبهان فحفزتني احداهن بالوصول وبكفاح وجدية الى هذا المكان بعد مراحل كثيرة ابتدأت بهروبي الى تركيا بالقطار بمساعدة أحد الأكراد الذين تعرفت عليهم في سوق الشورجة فأنت كما تعرف اني عملت حمالاً فترة هناك.."
وهكذا ينكشف ماضي مستر بوبلين فقد" .. تميز بأنه دؤوب وباحث لا يستغنى عنه في عمل الا ووجد عملا اخر. كنا نحسده لتلك الموهبة والقابلية وقد طرد من أكثر الاعمال بسبب النساء رغم صغر سنه.." وكان دخول المجندة المفاجيء وخروجها السريع سبباً في انهاء المقابلة.
- "سأنظر في طلبكم ولكن أرجو منك أن تحقق لي رغبة واحدة.. أن تنسى جواد بوبلين حالما تخرج من هذه القاعة وليكن حديثك عني من أجلي ومن أجلك..." وهو يمد يده للمصافحة..
- مستر بوبلين..
وهكذا تنتهي القصة بمستر بوبلين لتطابق عنوانها. وهي توثيق لمرحلة بداية احتلال العراق من قبل القوات الأميركية..وبعيداً عن الجدل السياسي، يرسم لنا الكاتب الاستاذ حميد عمران الشريفي سيناريو تشبث المواطنين البسطاء بالمسؤولين لحل مشاكلهم الوظيفية في بلد انهارت السلطة فيه وهروب القادة والمسؤولين اما خارج العراق متمتعين بما هربوه من أموال الشعب أو متخفين ومتنكرين خوفاً من انكشاف أمرهم والغريب بالامر مطالبتهم للشعب الأعزل بالمقاومة والصمود وهو في صدمة وحيرة من أمره خاصة بعد نقل بعض المتنفذين من النظام السابق في طائرة خاصة الى خارج العراق.من هنا.. كان الهم الاقتصادي واشباع حاجة العائلة هو الفاعل في حياة المواطن خاصة بعد حصار ظالم وقهر اقتصادي وتفاوت طبقي قسم المجتمع الى غني وفقير وبات حال الطبقة الوسطى المثقفة خاصة يرثى له. وكان لابد للبعد الزمكاني من توثيق، وهذا ما حاول الكاتب الخوض فيه لتوثيق حادثة قد تبدو طريفة أو غير معقولة لكن الكاتب قد حاول ، وبعيداً عن الاسهاب والتقريرية، من جذبنا للواقع واقحامنا في تفاصيل السيناريو وكأننا جزء منه لنشعر بمتعة القراءة بلحظات متسارعة.
فكان السرد انسيابياً خال من التعقيد اوالحبكة plot التي تلزمنا بمراجعة النص لربط تفاصيله بعد أن ركز الكاتب على شخصية واحدة هي الحاكم الفعلي للوزارة التي ينتمي المواطن وجماعته لهاب استعمال ضمير الغائب third person تارة ثم المحاورة dialogue التي قربتنا من الواقع. وقد نصب الأميركان مستشارين مرتبطين بقوات الأحتلال لتمشية وقيادة كل وزارة. ويبدو أن هذا المواطن أحس " بالألفة اليه رغم زيه العسكري ولون بشرته الضارب للوردي." وقد يبدو أول وهلة أن الأستقبال ببشاشة قد ساعده لحد ما على تكوين هذه الألفة ولكن الواقع غير ذلك.. حيث كشفها المستر بوبلين نفسه عن طريق استدراج انسيابي استطاع الكاتب وبدراية أن يحل لغز هذه الالفة عندما ظهرت الشخصية الحقيقية بأنه عراقي الأصل عانى من القهر الأقتصادي والظلم والحرمان العائلي والاهانة من قبل زوج امه الذي اضطر للتخلص منه والهروب الى الخارج حيث تحول اسمه الى وسيلة اعتزاز وفخر فقد تحور الى المستر ج. بوبلين بعد أن كان في العراق مصدر سخرية وتهكم. وبتواضع من المستر بوبلين، كان الطلب منه هو نسيان " جواد بوبلين أو أبو جويدة كما كنتم تسمونني حالما تخرج من هذه القاعة.." لقد وعد المستر بوبلين بالنظر بالطلبات المقدمة فياترى هل صدق بوعده أم لا؟ ويبدو أن علياً أو علاوي لم يف بوعده رغم تعهده وهو يصافح المستر بوبلين مودعاً...
ألقاص حميد عمران الشريفي.. تحياتي فقد قضيت وقتاً ممتعاً مع قصتك.
علي البدر
قاص وناقد
2) ألقصة:
تم اختياري بالإجماع ، من قبل الزملاء ، لمقابلة (مستر بوبلين) ، كبير الخبراء والمستشارين في وزارتنا .. حملت طلبي وطلبات بعض الموظفين الآخرين الذين يشعرون بغبن إداري ومعاشي .. وبعد تفتيش دقيق من قبل أحد الجنود الأجانب المنتشرين في مقرهم في المنطقة الخضراء دخلت القاعة التي شغلت بعض كراسيها البلاستيكية بالمراجعين المنتظرين .. فتقدمت مباشرة إلى المجندة الجالسة على كرسي المكتب تدور به يميناً وشمالاً وبين شفتيها سيجارة .. أعطيتها الأوراق بنسختيها العربية والإنكليزية مع توضيح الطلبات باختصار .. وبعد أن رأت جدول المواعيد في محفظتها الخضراء ، دعتني إلى الجلوس حتى ينهي (مستر بوبلين) لقاءه مع الأشخاص الذين معه .. جلست على مقعد بين رجل يرتدي الزي العربي ، الذي أخجلني حالما جلست بتحيته :
- صبحكم الله بالخير ..
لأني لم أبدأ التحية أساساً ، فرددت إليه التحية بمثلها ، وبين رجل يرتدي بدلة وربطة عنق
خرج من الباب الذي يؤدي إلى القاعة الأخرى رجلان وامرأة ذات شعر طويل أسود يلامس تنورتها السوداء وهي مستمرة بالحديث مع جندي أمريكي ضخم وطويل حليق الشعر ويبدو إنه برتبة عالية .. ثم تركهم بعد أن خرجوا وعاد إلى المجندة ، فأشارت إليَّ ، فعاد إليَّ يدعوني إلى مرافقته لمقابلة (مستر بوبلين) .
دلفنا الباب إلى قاعة أصغر من الأولى إلا إنها مزخرفة السقف والزوايا وضمت جدرانها بعض اللوحات المحفورة أو البارزة وقد خلت من تواقيع رساميها ، وقد جلس في وسطها (المستر) على أريكة بجنب أريكات متقابلة تتوسطهما منضدتان وضع عليهما قنينتا ماء وأقداح وعلبتا مناديل ورقية .. بعيداً عن مكتبه الذي وضع عليه أوراق وهواتف ولوازم كتابة وعلم أمريكي.. استقبلني ببشاشة وقد خرج الشخص الذي رافقني ، لا أدري لماذا أحسست بالألفة إليه رغم زيه العسكري ولون بشرته الضارب إلى الوردي.. و تسرب إليَّ قسرياً تعاطفاً معه حالما رأيته و مر في خاطري ما قرأته من عالم الذر ذلك العالم الذي سبق عالم الدنيا حيث تلتقي الأرواح فمن تعارف هناك ائتلف هنا وما تنافر هناك اختصم هنا.. جلست قبالته .. نظر في الأوراق وأنا أعلق باختصار ، بالإنجليزية ، على كل ورقة.. فاستوقفته ورقتي .. نظر إليَّ ثم إلى الورقة فقال لي :
- أ هذه لك ؟
فعجبت من ذكاء الأمريكان لقد استطاع أن يعرف ورقتي ومشكلتي دون بقية الأوراق ، رغم إنها لا تحمل أي صورة .. صحيح إن اسمي قد قدم إليه لكن الاسم لا يعني شيئاً أمام القضايا العامة لاسيما إن خمسة ممن حملوني طلباتهم يحملون اسماً كاسمي إنها حقاً سطوة العلم والتكنولوجيا والتحضر فأجبته بالإيجاب إنكليزياً :
- (يس)
فانتزع نظارته الطبية الدائرية ، مبتسماً في وجهي .. ابتسامة ألغت كل ملامحه الأمريكية .. معقباً بلهجة شعبية عراقية ..
- لا داعي للـ (يس) .. مستر عواد
ذهلت لنبرته وهو يلفظ اسم جدي وقد بدأت صورته تشق طريقها في ذاكرتي ، وتعصر بشدة خلايا الدماغ ، بتساؤلات مبهمة تبحث عن وضوح في رد الصدى : من ؟! .. وأين ؟! .. ومتى ؟! ..
وتساؤلات أخرى ضاعت أمام استئنافه
- إشلونك علاوي ؟
لم أفاجأ التسمية المحرفة عن اسمي ، علي ، لكني فوجئت من الغموض الذي عقب به تساؤله :
... واشلون الجماعة ؟
فانفتح باب الحوار الخاص أمامي ، ولملمت أفكاري التي تبعثرت ، مستغلاً كلمة (الجماعة) ! :
- وأية جماعة ؟!
- الجماعة ! .. سعدون وعباس وفلاح وسالم و .... وذلك القصير الذي كان يبيع مع والده (الفشافيش) في مسطر عمال البناء ، فأجبته بعفوية مستدركاً
- صلاح ؟
- نعم .. نعم .. هو صلاح
فتيقنت دون أدنى شك إنه الحلقة المفقودة في سلسلة شلتنا الخاصة في الدراسة الثانوية قبل حوالي ربع قرن.. إنه نفس الملامح إلا إن لون بشرته قد تغير ، إنه نفس العينين والأنف إلا أن خديه قد صارتا أكثر دائرية ورقبته وبلعومه قد تضخمتا بتوازن مع ضخامة جسده.. لقد فقدناه منذ هروبه إلى المجهول بعد أن قام بقتل (سبهان) زوج أمه الذي كان قاسياً عليه وعلى أمه .. فسألته سؤال الواثق من الردّ :
- إذن أنت جواد ؟
فأكد لي باللغة الإنجليزية مشيراً إلى الحروف التي كتبت فوق جيب بدلته الصدري :
- يس ! .. آيم جي . بوبلين .
وإزاء ابتسامتي جراء ذكره لاسمه الذي تعرض فيه لكثير من التهكم والاستهزاء من قبل زملاءه سواء كانت أثناء مداعباتهم البريئة أو أثناء الشجار معه ، بل وحتى من بعض المدرسين الذين ينادونه باسم أبيه (بوبلين) وأحياناً ينسون أو يمزحون فينادونه بأي اسم يمر بخاطرهم من أنواع الأقمشة آنذاك – كـ (دولين) أو (بازه) أو (كشمير) .. إلا أن أكثر من أذاه ، والذي كان يشكو منه كثيراً هو زوج أمه الذي دائماً يناديه مع التهديد بأقواله :
- سأقتلك يا جرو بوبلين ..
- أتتحداني يا ابن بوبلين ..
قال : أتدري يا علي ! إن اسمي الذي تعرضت به للأذى والتهكم والغبن ، وتمنيت به – آنذاك – إنني لم أولد ، بل تمنيت لو كان أبي ميتاً أو ساقطاً وهو جنين كأخوته الذين سبقوه .. ولم يختر له هذا الاسم ، الذي حفظت به حياته كما كانت تقول جدتي، لكنه استبد بحياتي .. أينما ذهبت .. بوب لين .. بوب لين .. لقد صار هذا الشبح المستبد في بلدي رفيقاً ودوداً لي في الغرب أحببنه النساء ، سمعته بشفاههن بوب لين غير ما كنت أسمعه بشفتي سبهان – أحرق الله جثته - ، فحفزتني إحداهن بالوصول بكفاح وجدية إلى هذا المكان بعد مراحل كثيرة ابتدأت بهروبي إلى تركيا بالقطار بمساعدة أحد الأكراد الذين تعرفت إليهم في سوق الشورجة .. فأنت تعرف إني عملت حمالاً فترة هناك ..
لقد كان صادقا ، إذ اضطر للاعتماد على نفسه من صبي حلاق إلى عامل في مخبز إلى عامل بناء وآخرها هو حمال في الشورجة .. تميز بأنه دؤوب وباحث لا يستغنى عنه في عمل إلا ووجد عملا آخر .. كنّا نحسده لتلك الموهبة والقابلية .. وقد طرد من أكثر الأعمال بسبب النساء – رغم صغر سنه – إذ أخذت عليه بأن ، عينه وقحة ، وجريئة .. وقد لاحق إحدى المهندسات الأجنبيات من الذين جاءوا لنصب أسلاك الكهرباء الجديدة وأعمدتها ، وحدثها بالإنجليزية التي يعرف بعض كلماتها .. لكنها لم تفهم ما أراد إذ ظهرت إنها فرنسية أو ألمانية .. لكن علاقة معينة نشأت بينهما.. لا أدري ما نوعها ، لقد كان كتوماً جداً ، لا يكشف أي سر إلا سر واحد هو علاقته بـ هدية ابنه سبهان .. لقد أراد هو فضحها فهي أكبر من عمره ومطلقة .. فكان يتحدث لنا تفاصيل خلوتهم في الحمام أو فوق السطح أو ... بل وأقسم إنه مستعد لأن يعريها أمامنا ويسعى لأن يكون قوادا لها وبالمجان نكاية منه لأبيها الذي قتل بعد أيام من هذا القسم ... وقد أولنا نحن الثلاثة الذين نعرف السر حين ذاك – بأن القتل ربما جاء لأن أباها قد وجدهم في الجرم المشهود .. وكم تمنيت – لحظتئذ – أن يسألني عن هدية التي اقترنت بأحد المصريين - الذين كثروا في بلدنا في الثمانينات – والذي كان يعمل لنقل ارغفة الخبز على دراجته الهوائية من الفرن المجاور لبيتها إلى المطاعم .. وقد هربت معه إلى القاهرة بعد أن أخذت مصوغاتها الذهبية وكل ما تملكه أمه (زوجة أبيها) التي جاءت تندب حظها العاثر الذي عرفها إلى سبهان وابنته .. ولا يعرف لها أي خبر لعلها قابلت مستر بوبلين في هذا العالم الواسع أو لعلها ...
وفجأة تغير مجرى الحديث مع دخول المجندة وخروجها السريع ، قائلاً لي :
- سأنظر في طلباتكم .. ولكن أرجو منك أن تحقق لي رغبة واحدة ..
- أنا طوع أمرك !
- أن تنسى جواد بوبلين أو (أبو جويدة) ، كما كنتم تسمونني، حالما تخرج من هذه القاعة .. وليكن حديثك عني من أجلي ومن أجلك ، دائما – وهو يمد يده للمصافحة – مستر بوبلين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق