السبت، 25 فبراير 2017

ايقونة الحداثة، الأرض اليباب، بقلم / الترجمان الكبير الدكتور شاكر راضي

ايقونة الحداثة، الأرض اليباب، The Waste Land، ونصبها الشامخ، تتويج لتفرد الشاعر في رؤيته، يجمع فيها ت.س.اليوت من المنظورات والأصوات، ومقتطفات من الشعر الألماني،... واقتباسات من الكتاب المقدس، للدياينتين المسيحية والهندوسية، مع تلميحات إلى شعراء انجليز مثل جولد سمث ومارفل، متجاورة مع رؤى وأصوات من لندن في عشرينيات القرن الماضي، ليقول لنا على لسان المتحدث، " رميت هذه الشظايا على خرائبي" من هو ؟تيريسياس، الملك الصياد، اليوت ام كل إنسان؟، نجد أن نقطة الاستقرار الوحيده لقاريء هذا التجمع اللاتاريخي المتعدد الثقافات هي الوسيلة الوحيدة التي ترمى بها هذه " الشظايا"، اما العنصر المهيمن والدائم الحضور فهو البيت الشعري ونديمه " المجاز" في " موعظة النار"، يبدأ المقطع وكأنه صدى للأمر الذي أصدره التصويريون عن البنية باعتبارها تابعة للانطباع:
يتعرق النهر زيتا وقارا
تندفع المراكب مع الاشرعة الحمراء للمد المتقلب

ويبقى البيت الشعري هو المبدأ المنظم للنص، وهو أمر يبدو أن المتحدث غير قادر او غير راغب في الانفصال عنه:
مدينة غير حقيقية
تحت الضباب البني لفجر شتائي
ويعاودان الظهور في بقية أرجاء القصيده كأنهما لازمة شعرية
مدينة غير حقيقية
تحت الضباب البني لظهيرة شتوية
أبراج متساقطة
القدس أثينا الإسكندرية
فيينا لندن
غير حقيقية
ويصبح البيت الشعري دليل المتحدث في برية من الصور والأفكار والذكريات.
يمكن اعتبار الأرض اليباب اول عملية استكشاف مدركة للذات رغم أنها بالتأكيد ليست المثال الأول لذلك المفهوم المخادع الهش،اي ما بعد الحداثة، التي تعني أشياء مختلفة عند منظري الهندسة المعمارية ونقاد الأدب والسياسيين، وعند اي شخص يريد أن يقول شيئا عن القرن العشرين.باختصار ، فإن القصيدة الحداثوية وما بعد الحداثويه تشتركان في الشيء ذاته.ويبقى الشعر مستودعا لضمير الفرد كما يقول الشاعر اودن.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق