الاثنين، 2 يناير 2017

رائحة النعناع.. بقلم- أ. أحمد أنعنيعة .. مجلة- آفاق نقدية




رائحة النعناع في بلدي..أخيرة..
سكتت طويلا وهي تحدق بي
فقهقه رعدها في بيداء العطش
تصرخ في فراغ مدن الضاد
تستعرض خطاها في 28 حرفا
تبدأ بحروف المكان
وتنتهي بحروف الجمال
دلالات ودلالات....في حرف الآلف
صاحت ترد على ديواني
تشعل أعواد الثقاب في حانة جسدي
تسألني :هل في البلد ماء؟
لتتناول مني كأس شاي
قاومت اهتزاز روحي ...
وقلتها:كم سطرا يكفي لكتابة حرف الالف؟
فردت: أيتها المنبر الحر ،كم خطا يكفيك من خطوط العرب؟
كلام انكسرت له أوردتي
ونسي قلبي فيه عنواني...
وقلتها:من يرش من... يا سيدتي؟
كانت تكتب على حافة ذاكرتي موشحات عاطفية بلا كلمات
بسطت كل أمكنتي في فيض العداوات ...
تآمرت علي مع نفسي جهرا
وإذا استقر كلامها في فهمي، أبادت نطقي في عرينها سرا
زارني طيفها يزرع دفئ الاشواق في مذاهب حروف نعناعتي 
لتفوح خواطري بسحر أمور النزالات
جاءتني تلعن قوانين السير
تسألني عن فوائد السفر
فسألتها عن منعطفات تاريخي
سألتها عن إبريق شاي في قوافل صحرائي
فبدأت تدل تيهي إليها وهي ترشدني
توسدت عينيها هموم صدري 
ورسمت على لحظات عنفها قوارب عبوري
لأعيد لبحرها مجدا تاه على ضفاف عمري
لتأمرني أن تنسج خيوط المرايا على نعناعتي
وألف أسلاكي على وشائعها في أعنف اللحظات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق