الاثنين، 30 يناير 2017

لم يزرني من مقلتيها الصباح.. بقلم / عبد الكريم يوسف

لم يزرني من مقلتيها الصباح..
و فؤادي ..لحسنها مستباح..
سكن الحزن فجره و مساه..
عندما بان بانها و الرماح.....

سور الموت طرفها من مريد
فالسنان الجرداء خوف.. و راح..
في بروق الاحداق سحر و نعمى..
و ابتسام الوجه الجميل... أقاح..
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه حين يجمع الشاعر بين الوعي البنيوي والروح الحيوي في نص ابداعي واحد , فأنه بذلك يحقق فعلا جماليا يرتقي بكل تأكيد رويدا رويدا على مدارج البقاء في ذاكرة (الانثروبولوجيا) كإضافة ابداعية نوعية ..
حرضتني ابياتك على قول ماقلته آنفا..مع انها يمكن ان تمتد لتأخذ شكل قصيد عمودي ناضج كامل..يأخذ بعين الإعتبار وحدة الموضوع وعمق الأطروحة بعين الإعتبار من اجل ان يخف نصا كلاسيكيا حديثا ينظم من خلاله الى ثلة السعاة المثابرين الجادين في إثبات قدرة العمود الشعري على تناول اعمق الموضوعات المعاصرة المزامنة للشاعر..ولينتمي من خلالها الى عصره انتماء ابداعيا بالغ الإقناع..لأنه سيحمل بذاته ضرورة فنه التي عبر عنها الناقد الانجليزي ..آرنست فيشر..
وقد يعترض البعض علي طبيعة المفردة اللغوية التي تم استخدامها بآعتبارها مفردة عتيقة مثلا..فالرد عليه ليس جديدا وذلك بالقول أن اللغة كلها جديدة تبعا لطبيعة استخدامها بما يتوائم مع عصر الشاعر حدثا شعريا وفكرا حداثويا..
وإن ما لفت نظري ودعاني لتناول هذا النص برغم قصره هنا هو نضج الاداة التعبيرية في جانب , وسلامة السياق الاصيل في جانب ..
ثم اننا نحس ونحن نقرا بعذوبة طالما افتقدناها منذ الايام الراقية للشعر العربي العريق..هذا فضلا عن روحية النص وحيويته ومصداقيته..
طبعا من الممكن ان نسال عن علاقة الموضوعة او الحدث الشعري او حتى طريقة التناول بمفهوم الحداثة آنف الذكر ?!
ولكن هاجسا داخليا يجيبنا عاتبا ..اليس الاجدر ان نسال عن مديات استجابتك انت يامن تدعي البصيرة النقدية لكل ما اورده الشاعر عبد الكريم يوسف في هذه الابيات المفعمة بالجمال الحيوي?!
تقديري الكبير..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق