الخميس، 19 يناير 2017

النوافذ العالقة،،،في عوالم مياسة ،،قراءة في قصيدة ( النافذة ساكنة ،،للشاعرة ،،مازلت أقول ) بقلم /جمال قيسي

 
 
 
النوافذ العالقة،،،في عوالم مياسة ،،قراءة في قصيدة ( النافذة ساكنة ،،للشاعرة ،،مازلت أقول )
عندما نتكلم عن السكون والفراغ،،والمسافات ،،نكون في دوامة المعطيات الرياضية للفيزياء،،،وحتى هذه الاخيرة ،،يجب تنسيبها،،اذ قضية السكون،،في مفاهيم زينون ،،،غيرها عند أرسطو ،،او بمعنى مفاهيم فيزياء الصغائر ليست تلك التي نعتمدها في الفيزياء الاعتيادية،،لان الاولى تعتمد مبدأ اللاتعيين ،،عكس الثانية،،والفراغ ،،يذهب بنا الى علم رياضي متعب،،يسمى الطوبولوجيا،،او دراسة المجموعات المتغيرة التي لا تتغير محتوياتها ،،لذلك عرفت بالهندسة المطاطية،،،،ليس هذا الكلام من باب الحذلقة،،وليس القارئ ،،بشكل عام. تعنيه المقولات العلمية الصرفة،،عندما يقرأ نصاً ادبياً،،،وبالذات خطاب الشعر،،وهنا نتلمس الفجوة ،، الثقافية بيننا وبين الغرب،،او عدم تقبلنا ،،في كثير من الأحيان ،،لنظريات مابعد الحداثة،،،ومالحقها،،ان تعيش مع الماضي،،أمر ممتع،،والحقيقة كلما قل الجهد المبذول عقلياً،،في تناول اي قضية،،أصبحت الحياة أيسر،،او هكذا نتوهم،،،وهي عقدة ( التصالح مع الماضي ) ،،لانه كلما اعترضت الانسان مشكلة او تحدي،،سيحاول الإحاطة بها وفق تجربته المتراكمة،،لكن التحدي اذا كان جديداً وغريباً عن الخبرة،،فهناك سلوكين لاغير،،،اما تبرير مستجدات الحدث،،بعلة ميتافيزيقية،،او خرافية،،او مواجهة هذا التحدي ،،من خلال عملية نقدية للعقل،،في تجديد المعطيات لتوليد خبرة تحيط بالحدث الجديد،،وهي ما أشار اليها الفيلسوف وليم جميس بثنائيته بين العقلية الصلبة والعقلية المرهفة،،وكذلك فعل لالاند ،،في تقسيمه للعقل ،،بالسائد،،والعقل الفاعل ،،رغم ان الفيلسوف الفرنسي لالاند،،في منهجيته يفارق ثنائية وليم جميس،،ولكننا نلاحظ المشترك،،او هكذا نستنبط في تقارب العقل الفاعل مع العقلية الصلبة لدى وليم جميس ،،
ولربما هناك من معترض،،بحكم ان العملية الأدبية ،،هي رؤية للواقع،،ولكن بطريقة يمارسها الاديب في المخيلة ليخلق ،،ويشكل العالم المعيش وفق رؤيته،،لكن المساحة والفضاء الافتراضي لهذه العملية،،هي المخيلة،،وهنا ،،تاخذ بعداً ميتافيزقياً ،،
لكن مجموع الأبحاث ،،التي تولدت بعد جهد الشكلانين الروس،،وابحاث الالسنيات ،،لسوسير ،،وما لحقها من اكتشاف حقول علمية وبحثية،،أعاد الادب الى الارض،،،فالنص مهما كان،،او توسع،،فانه يحمل عالمه ،،في مجموع بنيته،،وحتى المحيط الخارجي له،،،هو نوع من الوظيفة التي تفضي اليه بنية النص،،إذاً ،،لاشيء خارج النص،،الامر الذي حددته ( البويطيقا ) ،،او الشاعرية،،بمعنى ادبية الادب،،او مايميز الادب كجنس،،من الخطاب
في نص،،( مياسة ) اذا اعتبرنا،،ماسبق ارضية،،لتحليل نصها،،ستكون قراءتنا ،،الآتي
توظف مياسة ،،السكون،،الذي يغمر فضاء النص،،من النافذة الساكنة ،،والدودة الرخامية،،ويباس الاخر،،،انا ارى ،،ان عقلها الباطن،،في غاية الدقة،،في رسم فضاء النص،،مجرد دبيب حركة الدودة،،،في عالم ساكن،،لكنه يفصح ،،عن اليباب،،هي سوريالية ناجحة بامتياز،،ووضوح ،،عندما تقرأ المقطع الاول،،تشعر انك امام لوحة للرسام الكبير،،رينيه ماغريت ،،،وأسلوبه الواضح والعميق،،وتؤسس بذكاء للمشهد الثاني،،في تموضع الاخر ،،من فضائها الذي ابتكرته،،هذه الانتقالات السكونية إنما هي تطبق ،،معطيات الفيزياء الحديثة،،،والبنيوية التي تمتاز بالسكون،،كل بنية لها زمنها الخاص،،وتشكل لوحة،،تؤسس في نهايتها رواقاً ،،الى اللوحة الثانية،،فالآخر ،،هو الفاعل الذي يربط المشهد اللاحق بالاول،،تقنيتها الشعرية عجيبة وفذة،،وهذا الاخر،،،هنا هو دور الإله ،،المهيمن على هذا العالم،،تتغير النوافذ بأحوالها ،،وتدب فيها الحركة بالدحرجة،،في حين يبقى حبيبها،،عالق بين اليبوسة والمعطف،،والبرد القارس،،
هنا وعيها العالي،،متزن وبارد،،لانه يتعامل،،مع عالم متسمر،،على شكل مقاطع،،وكل مقطع له ظرفه الزمني والمكاني،،تنقل بحرفنة تعاليم زينون،،
بشكل عام،،هي صوفية،،متوحدة في العمق،،،لكنها عالقة هناك،،لاتخرج للعلن،،،وهذا المأخذ الوحيد،،على تجربتها الشعرية،،لانها لا تخرج الصورة الى العلن،،وكأنها،،جنين واعي يأبى الخروج من رحم امه،،لوحاتها التي ترسمها،،لا ينقصها الا التوقيع،،،،،،

 
 

 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق