الجمعة، 27 يناير 2017

احقن بالفقر بقلم / علاء ذيب

(أدونيس)
أنا بالأمس ، ليَ الآهاتُ بَيْتُ. وليَ الفقر سراجٌ والدّمُ النّازف زيتُ. كنتُ كالظلّ ، كما دار به الفقر يدورُ
قدَمي ليلٌ وأجفانيَ نورُ . يا طفوله.


احقن بالفقر
…….
احقن بالفقر
أوردت القصيدة
الأحرف ضئيلة الإيقاع
أغمى عليه الفكر
جيفةً بجانب طريق ثرواتهم
كعشب أصفر على ضفاف النهر
احقن بالفقر
أوردت الحلم
أشلاء الأمل لا تكفي
كي أقتاد ظلِ
فُتَاتُ الأرض لا يكفي
كي أسد حاجة الرؤى
كسرات المعرفة لا تكفي
هل أُقطر الأساطير
دون الحليب بثغر طفلِ
احقن بالفقر
أوردت الجمال
و نظرة الغروب و الغمام
و جورية شاحبة العطر
الفراشات هنا بحجم ذبابة
و هواة الخطابة
لازلت تلمق الكلمات مديحاً
لكل زمان سيف الدولة
و هم قباحة الشعر
احقن بالفقر
أوردتي
من يد ممرضة
اسمها الحياة كما يذكر
موهوبة جداً
بالصباح ممرضة
عند الغروب عاشقة
و باليل تتصرف كَ مومس
بحضن القدر
احقن بالفقر
أوردت الميثولوجيا
يا أدّاد
يا غناء الفقراء منذُ آلاف السنين
أن الأسد الأكبر
عاث خراب بالحقل
قتل المواشي
ونحن يحقر
عقر الإبل
حرق الزرع
و دنس وجهنا بالوحل
يزار بكل فخر
يا شعب بالفقر يحبل
أنا الأسد الأكبر
هل هنا فارس يترجل
يا ادّاد
أن الأسد الأكبر
نهب خير البلاد
هوَ بالثراء يزداد
و نحنُ بالفقر نثمل
نحن بالفقر نصغر
إعداد الوريدُ حقن الإبر
أيتها الممرضة الموهوبة
احقن بالفقر أيدينا و أكثر
سيأتي يوماً
نحقن النعال والوحل
بوجه الأسد الأكبر
 
تعقيب نائلة طاهر
ندى الأدب ما الذي يوجد بعقل علاء ذيب حتى تأتي منه القصائد بهذا المستوى ..حين اقرأ لك أستاذ علاء أرى أثر كل شعراء النثر الكبار ..ببساطة انت كبير رغم صغر تجربتك ..وهكذا قصائد هي التي تستحق النقد وتنفع للاستشهاد بها ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق