الأحد، 22 يناير 2017

استنطاق عوليس في عوالم دارين نور بقلم / جمال قيسي

استنطاق عوليس في عوالم دارين نور
عسيرة هي مهمة النقد،،في تناول نص حداثي،،ربما لانفتاح خطاب الشعر ( قصيدة النثر ) ،،بحكم المحمولات ،،والانساق ذات التردد العالي،،لكن التحكيم ،،في الاول والآخر ،،مرهون ،،بجملة الملفوظات ،،التي يتمكن كاتب النص ،،من توظيفها،،في عملية تحميل للطاقة،،اي بمعنى شحن الكلمات والعبارات بطاقات تعبيرية،،وفائض معنى ،،واستخدام الكلمات في غير أماكنها ،،لإنتاج المعنى والدلالات ،،لشبكتنا المفهومية المتعارف عليها ،،وصدقاً ،،بعض النصوص لا نستسيغها،، ربما للتلاعب بوظيفة المعنى للكلمة ،،او اقحام مصطلحات تقنية ،،في جمل شعرية،،وهذا ليس عيباً في النص ،،وإنما في عملية تقبله،،
أحياناً ،،بعض القصائد والنصوص،،عندما تقرأها ،،كانها من لغة لم نعهدها،،،نشعر بان ليس لها وعي مركزي،،،ولكن نرجع ونؤكد،،ما ذهبنا اليه سابقاً،،في مقالات عدة،،وأخصها ( ضرورة دارين ) ،،ان ماينقصنا بشكل عام هو فهم وظيفة الشعر كخطاب،،،في جانب الأسانيد والهوية،،
مالذي يجعل ( قصيدة النثر) ،،خطاباً شعرياً،،
١- علينا فهم تغيرات العالم من حولنا،،وخصوصاً في جانب التواصلية ،،والتطورات المعرفية المحايثة ،،
٢- لم يعد المديح ،،والهجاء،، او الغزل ،،وبشكل عام وحدة الموضوع او القصيدة ذات الغرض الواحد،،تعني شيئاً ،،ربما للتندر،،او التشبب ،،لنشاط هرموني ،،يقفز بنا الى الخلف ،،حيث الأنماط السيسيولوجية البدائية،، مكان ما ينتمي قبل عصر التصنيع ،،
٣- انا لست ضد القافية ،،او التفعيلة ،،او السجع،،او اي فن تكراري في موسيقى الشعر،،،لكن إيقاع الزمن قد تغير،،والبلاغة تطاول انفتاحها ،،بعد التأويلية ،،وانفتحت حقول واسعة لها ،،في الوظائف التي استحدثتها السيميائية ،،وهذه التحديدات ،،تفقد الخطاب وظيفته الاساسية ،،في البناء المعرفي الراهن
٤- كيف نحكم على نص بأنه أدب ،،اي بويطيقا ،،ببساطة جداً نقول أنه اذا كانت تقنية معينة في عمل ادبي خاص ،كفيلة بأحداث أثر محدد،،،تمكنا من تأشير الشاعرية،،صياغة لرهونية ،،التحديات الانسانية ،،من منطق التخيلي ،،في صياغة خطاب يحمل رؤى،،جديدة معنية ،،بمشاغل الانسان المعاصر،،بإيقاعاتها المتؤامة ،،مع الزمان الراهن ،،
من هنا تكون تجربة دارين نور،،،وطبيعة التقنيات الخطابية في قصائدها،،مؤشر لكل ما ذكرناه،،انتهى زمن النخبة ،،واصحاب الأفكار المتعالية،،الان عليك ان تتصور الانسان ،،جالس امام الحاسوب ،،ومتنقلاً بين مواقع ( السوشيل ميديا ) ،،هل تعنيه شيء ،،القافية والتفعيلة،،ربما ،،تعليق،،او صورة،،تحصل على المتابعة المفرطة،،اكثر من اي نص تنظيري،،المجتمع الحالي يتشاكل بعنف،،ويتماهى مع المجتمع الافتراضي ،،في عالم الديجيتال ،،
شيء ما يتغير،،وبعمق،،في البعد الأتيقي ( المنظومة الاخلاقية ) ،،
والشاعر والمهتم بالأدب ،،او الفنان بشكل عام هو ( رسول ) كما وصفته أ. نائلة طاهر وبتحفظ ،،اي بمعنى انه في الطليعيات الاجتماعية ،،للتغير،،ومن كان عالق في مؤخرة عربة القطار المسرع حتماً سوف يسقط ( والرأي هنا ايضاً للست نائلة ) طبعاً انا مؤيد لها،،المشتغل بالأدب مكانه في ماكنة القطار ،،اي في المقدمة،،،
ودارين ،،لموهبتها ادركت موقعها،،وأحاطت علماً ،،بمتغيرات العصر،،لذلك تجربتها لافتة وتستحق الوقوف عندها،،
في الأخير وليس آخراً ،،هذا المقال ،،تمهيدي،،على ان نعود لقصيدة دارين ،،بالتفصيل.
يتبع ،،،،
جمال قيسي / بغداد
أجب!!!
ماإسمكَ؟
من منحنى دافق روضة نعيم
ووصلة شعاع "ليزك" ساطع رحمة يعطي لايأخذ
فقست
أحمل نصف صفتها الوراثية
النصف الأخر كرات حقيقة لذوجة سهم مشترك
مخترق
لا اعرف الدين الذي اختارهُ
ومشاكل قبلية تاريخ لم احضر ملامحة ولاجينات
احداثة
عنصرية لا
وتسابق ترتيب العدد
رقصات حروف بعرض طول ارتفاع مدونة بحجم كتلة
وكثافة نهد منح عضوية ملمس خلايا بشرة إسم
(فطرة)
ماسنكَ؟
جنين معلق بشجرة طفولة هي جذر ل شيخوخة
مبكرة وشباب في رف الإحاطة ل 'شريط فديو' الساعات
دقائق ديكتاتورية المنطق
ثواني ديموقراطية لتقبل الهزيمة بقلب
كريمي رخو ساذج
برجوازية التسامح بنسبة تغاضي اكبر
لا انسى أكثر
ماعنوانك؟
إلى إيثاكا مشتهى...
حيث... ''إن بوكس'' امنيات لم ينفذ لم يتحقق
ضحكة صافية بدون قهر معلق
صديق واحد فقط اقل يوجد صديق وفي اظنه
لم يخلق ولن يخلق
امان ارض جرداءمن شلالات الدم وبراميل "النفط"
وحرائق النفوس الحامضة غيظ كره يغدق
قصيدة بكر لاتنتمي لحروف البلاغة ومشابك السجع
يكتبها حبيبي بقلبه اعشق
لااعتقال ورق لا تجبيس اقلام
لاسخونة اشعة جاما لحكم ينطق
ملحوظة
اناي ... لاتتجزأ
اللوحة سيلفادور دالي........ ..........
ايثاكا...هي الجزيرة المملكة التي ولد فيها وحكمها اوديسوس..الذي شارك في حرب طروادة...وحينما رجع إلى جزيرته تاه في البحر..واستغرقت رحلته عشر سنوات من التيه والضياع...ومر بجزر كثيرة..وكل مرة كان يعتقد أنه وصل إلى ايثاكا..لكنه الآن وقد ازدادت تجربته عرف ما معنى الوصول إلى ايثاكا..الجزيرة الحلم..البيت المأوى. .الحب والحنان والطفولة البريئة..وقد كتب عنها الشاعر الاسكندرانى قسطنطين كفافيس واحدة من أجمل قصائده الخالدة

عودة،،الى دارين في قصيدتها،،وللتوضيح فقط
اعترض الكثيرين من الأساتذة الأفاضل ،،على قضيتين أساسيتين ،،في موضوع تناولي ،،لتجربة دارين نور ،،او عائشة عبد العليم،،واحمد البدري،،واخرين ،،من الشعراء الذين يشقون ،،طريقة جديدة ،،في نحت الخطاب الشعري،،وانا اعتقد ان وجه اعتراضهم ،،فيه من الحقيقة والحرص والرأي الراسخ ،،واحترم جداً هذه وجهة النظر،،ومن فرط أدبهم وجم اخلاقهم،،كان الاعتراض يرسل لي على الخاص ،،،اما القضيتين هما
* التطرّف في أهمية ( قصيدة النثر) ،،على حساب المقفى ،،والتفعيلة ،،او كل اجناس الشعر المتعارف بيننا،،قبل ( قصيدة النثر) ،،،،
* ان قصائد دارين،،وملكة نرجسية،،،واخرين ،،لاتستحق كل هذا العمق او الجهد المبذول في القراءة والنقد،،،
بطبيعتي الشخصية انا لا أجامل في النقد او القراءة ،،ولاتربطني اي صلة شخصية مباشرة باي ،،احد من مبدعي هذه النصوص ،،( طبعاً ،،يحصل لي عظيم الشرف بمعرفتهم ) ،،ربما أتطرف أحياناً في الرأي،،فأنا انسان بالدرجة الاولى وبني آدم ( كل بني آدم خطاء،،،وخير الخطائين التوابون ) ،،وهذا الحديث النبوي الشريف ،،انا شخصياً اتخذه قاعدة أساسية في منهجي البحثي،،،بدليل انني قدمت اعتذاري للاستاذ الناقد الفذ أسامة حيدر،،وأ . نائلة طاهر،،وللسيدة نور السعيدي،،،في اكثر من موضع،،بعد ان تيقنت ان رأيهم ،هو الصواب،،لأنني بعد تجربتي التي احسبها طويلة في القراءة ،،والبحث العلمي ،،تعلمت ان اهم قاعدة في التعامل العلمي هي الانصاف ،،، فبدونه،،تنتزع اي صفة علمية للبحث،،،وعلى العموم ،،حتى لانخرج من مسار البحث ،،سأتناول وجهة نظري،،مرفقاً معها تحليل وقراءة لقصيدة دارين نور،،
١- انا انظر للنص الشعري،،في عمقه الإجرائي ،،اولاً،،اي الوظيفة الداخلية،،،ومن ثم احاول ثانياً ان أتلمس. محيطه الخارجي،،،اي بمعنى الانطباعات المتولدة ،،لدى المتلقي،،،في عملية القراءة ،،او التناص الذي بالإمكان الحصول عليه،،وقبل دخولنا لغمار هذه العسرة لابد من ان نؤطر رحلتنا من الناحية الابستمية ( المعرفية ) ،،وربما أكرر جملة مقولات كنت قد استخدمتها بمقالات سابقة لان لي هدف نهائي ،،من هذا التكرار وسأفصح عنه في نهاية هذ المقال ،،وعليه سأتناول العقد الاساسية،،،،
أ- في تعريف الخطاب / هو استراتيجية التلفظ أو نظاماً مركباً من عدد من الأنظمة التوجيهية والتركيبية والدلالية والوظيفية ( النفعية ) التى تتوازى وتتقاطع جزئياً او كلياً في مابينها،،ويمتاز،،،
* بمبدأ التوجيه المباشر ،،،اي بمعنى يوجه محتواه وغايته الى طرف ثاني،،اي قطاع مستهدف،،،مثلما يفكر المنتج،،،بالمستهلك،،وحتى تنجح العملية يتطلب فهم رغبة المستهلك او تخليقها،،من اجل ان تتم الفعالية
* مبدأ الاحادية والتعيين،،، اي احادية كل عنصر من عناصر بنية التخاطب ،،اي لكل عنصر يؤدي مهمة في أحاديته ،،مايميز هويته
مبدأ الانفصال والتمايز ،،انفصال هذه العناصر بعضها عن بعض ،،وتمايز موقعها في الخطاب مما يضمن وظيفة كل عنصر،،،
وحتى لا نعسر الكلام نوضح ماسبق،،،،هناك عناصر مصنفة داخل الخطاب في مجموعات،،،وأبرزها وهي ما تعنينا
* ثنائية المتكلم / المخاطب
* ثنائية اللفظ / المعنى
* ثنائية المقام / المُقال
ب- وكل نص يكتب او يدون ،،بلغة او منظومة رمزية،،،يتحول الى خطاب،،،،وعندما نطلق عليه باستراتيجية التلفظ،،اي ان المتكلم وفق بنية الخطاب،،يقوم بإرسال ،، مايريده الى مرسل اليه ،،من اجل احداث فعل وتغيير قيمي،،،فيزيقي،،او ميتافيزيقي،،،وحتى يمتلك الخطاب مثل هذا الإجراء ،،لابد ان يكون صاحب النص على دراية بالمقام،،،اي فهم كامل لظروف المكان والزمان،،وان يصيغ ملفوظات ،،تؤدي الى خلق معنى مستهدف. ،،،من اجل اجراء هذا التغيير،،،
مما تقدم هل ان خطاب الشعر ،،بصيغته الدارجة ومحدداته من تفعيلة ،،وعروض ،،وبحور وموسقة،، ليس بامكانه ان يمتلك ستراتيجية التغيير،،،او ان يتسع بهذه المحددات ،،ليتماهى مع مايتم من فعالية العقل المعاصر،،ربما هذا النمط بات لايصلح الا لان يوضع في متاحف التاريخ ،،،
عالم اليوم قاسي،،،ودمه بارد،،والعاطفة الكترونية ،،،ونحن نشهد اهم أنقلاب قيمي ،،نقبله او نرفضه،،هذا امر اخر ،،لكنه يمضي قدماً ،،وحتى نتمكن من التعايش معه او ان نكون جزءً ،،فاعلاً لابد من تنمية قدراتنا الخطابية،،،ومنها خطاب الشعر،،وهو الأكثر شعبية في الجمهور العربي،،،لذلك انا ارى ،ان من الشجاعة تبني خطاب ( قصيدة النثر ) ،،و وعي كامل ل( استراتيجية التلفظ،،المطلوب ) ،،،
٢- تعدد المحمولات وتراكبها في الخطاب ،،،في عالم اليوم،، من جانبه الحركي التاريخاني،،بسبب دخول عامل التواصلية ،،الذي يحايثه أصلاً ،،تخلق عالم افتراضي،،،انتج واقعاً مفرط،،الامر الذي تطلب التنويع والتعدد الوظيفي للخطاب ،،بالأساس هذا الامر خلخل مجمل البنى للمؤسسات الثقافية العريقة،،بعملية ازاحة ،،وظهور مؤسسات تفوقت بالتأثير عن سابقتها بمديات ،،خارج كل حساباتنا التقليدية،، واقصد هنا ظهور مجتمعات ( السيشل ميديا ) ،،لم يحدث ان تجمع هذا العدد من البشر،،في إطار ثقافي ،،بزمن قياسي عبر التاريخ،،مهما كان نوع الخطاب الايديولوجي والمصلحي عبر التاريخ ،،مثلاً موقع الفيس بوك والتويتر،،والانستغرام،،،وغيرها،،،هي تجمعات ثقافية ،،مهولة،،،وبالتاكيد ،،لها أليات متنوعة في خطاباتها،،وشبكة مفاهيمية تتخطا اللغة ،،والالسنيات،،الى السيمولوجيا،،،وفِي ظل هكذا مجتمع،،انت أصبحت في محيطه المتحرك،،لابد من التبادلية في التواصل ،،معه،،من هنا كل الخطابات التقليدية السابقة،،أصبحت تراثاً،،باستثناء السرديات الكبرى،،المتعلقة بالهوية،،،وحتى هذه الاخيرة انت بحاجة الى ان تكيف خطابك من ناحية أسانيده ،،،بالمرجعية لها
على العموم،،انا اتفق مع المعترضين ،،،في جانب ،،واحد فقط،،ان تجربة دارين نور،،وملكة نرجسية ومياسة والبدري،،واخرين،،هي تجارب في طور النمو،،،وحتما ستبلغ النضوج،،، لكن المهم ان وجهتها صحيحة،،في فهم متقلبات العصر،،واحتواء فعاليته الثقافية،،
وعودة الى دارين في قصيدتها،،،،وفق ما رسمنا من منهج،،،،،
تبدأ قصيدتها،،بأمر للإجابة بوحي استغرابي وتعجبي ،،،،في علامة التعجب المتكررة،،، عن سؤال استنطاقي،،وتتبع اُسلوب مسرحي ،،بالغ الإثارة ،،لتتماهى سردياً ،،فهي تجيب عن بطلها ( عوليس ) بالأنابة ،،،لتصف رحم امها،،اي موطنها الاول،،بل وعياً،،كلياً سابقاً،،،انها تحمل نصف مورثاتها منها،،والنصف الاخر ،،من والدها التي لاتعرف انتماءه او تنسيبه الايديولوجي،،،ولاءها بالكامل للأم ،،مع رفض لكل التقسيمات المزعومة لقبيلة الرجال،،هي ضد تشويه العالم بسبب الذكورة،،وتبرر علاقتها بأمها ،،في وعي استرجاعي حتى لحظات الرضاعة التي أكسبتها سر الحياة،،،
وإجابة للسؤال الثاني،،تحدد التاريخانية لوعيها،،وتؤشر شيخوخة الفكر البشري،،وخطل دعاويه ،،،في أنماطه البرجوازية والديمقراطية،،والاستبداد،،،انها ،،تعلن انتسابها للحداثة،،،فالبرجوازية كنمط اقتصادي ترسخ بعد الثورة الفرنسية والذي أفضى ،،الى الحداثة ومابعدها،،،
وتعود في المقطع الأخير ،،،الى وصف علة المجتمعات المعاصرة و اكبر إشكالياتها ،،وعلى رأسها،،قضية الاغتراب،،والإنتاج ،،،،اذ ان اكبر المغتربين في الأساطير ،،هو عوليس،،،وعوليسها العربي عانى الامرين،،فأرضه ،،لايوجد فيها غير شلالات الدم ،،من حروب الاستبداد والطائفية،،ونزق النفطيين،،الذين مزقوا بجشعهم وعمالتهم،،أوصال ،،الانسان العربي ،،
مع هذه الرحلة الممتعة في قصيدتها والقصيرة،،الا ان مايهمني ،،من كل هذا،،هو تنشيط الخطاب في نوعيته،،وتحريكه للعقل السائد،،
جمال قيسي / بغداد

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق