الجمعة، 13 يناير 2017

قصيدة،،،تيار الوعي وتجربة أسعد الجبوري -1- بقلم /جمال قيسي

قصيدة،،،تيار الوعي وتجربة أسعد الجبوري
ليست الحياة نزهة بالنسبة لي،،ولست متصالحاً مع نفسي ،،بكل الاحوال،،لان لي وعياً ،،جعلني استشعر الالم الذي يحيط بنا ،،لست قلقاً على نفسي ،،ولكن على وجودي،،ضمن جماعة تسيير الى الزوال،،،،،،
لا ادعي انني سأحيط ،،بالتداعيات ،،التي تخلقها قصيدة ( بنك الايام ) لأسعد الجبوري،،ربما لانها خطاب مترامي الغايات،،مع الرحلة الاقصائية الى اعماق جينالوجية ،،،لذلك كان الواجب خلق منطلقات تقريبية ،،...
ان الإحاطة ،،بمبنى القصيدة،،امر مرهق جداً،،بحكم التضخم المورفولوجي ،،وتنوعه وذلك لاتباع اسعد الجبوري تقانات ،،متنوعة،، وربما لانه روائي صاحب تجربة خاصة ،،وشاعر ممارس للتنويع التجريبي،،في خلق حداثة خاصة به،،وتنقله بين تقانة السرد الروائي،،والسرد الشعري،،فهو بويطيقي ،،من نوع خاص ،،مع ذلك فأننا من جانب التنظير سنكتفي ببعض المنازع التي ينطلق منها الجبوري ،،في تجربته،،على ان ما سنتوصل له،،سنوجزه لاحقاً،،،،هنا الجبوري في هذه القصيدة البانورومية،،يمارس أقرب مايكون،، ب ( تيار الوعي ) ،،وهو اُسلوب المنلوج الداخلي في علم السرد على طريقة جميس جويس ،،مع تناقل تبئيري على منهج ( جرّار جينت ) ان صح الوصف،،من درجة الصفر،،الى خارج جسم المحكي،،بل ربما،،درجة تحت الصفر مفهومياً ،،وليس مكاناً متعيناً،،عموماً كما قلت في مقال سابق،،ان التجربة ( الجبورية ) ،،بحاجة الى تحكيم علمي،،ربما لم تتوفر أدواته المنهجية ،،حتى اللحظة ،،لذلك يلاحظ القارئ على تشديدي ،،بمقولة المقاربة،،،وعليه سأتناول بعض الأنماط التي تمكنت من تأشيرها،،،
١- الممارسة الشاملة في تجربته ،،وهنا تلمس المنهج البنيوي بكل تفريعاته وكذلك التفكيك،،سواء في موضوعة الارشيف ( وأرشيف الجبوري هنا رحلة تمتد من الشروع في التاريخ الوجودي للأقوام الشرق أوسطية في كل تقالبتها في الحراك التاريخ كفاعل ومفعول به ) وفق فلسفة ميشيل فوكو،،او قاموس الدلالة لدريدا،،لكون الخطاب ( بنك الايام ) ،،يمتلك من الكثافة الاصطلاحية المفهومية ،،والواسعة ،،مع تخطي الجبوري هذه المناهج ،،الى مرحلة المعلوماتية وهي الحيّز الثقافي الكوني المعاصر،،لما بعد الحداثة،،مع أن تجربته تنطوي على المناهج السابقة،، مع عدم أهماله الجدل و الإستاتيكا ،،لهيجل
٢- في قضية الخطاب،،بالكاد تحيط بنصه وفق مقولات بول ريكور الوعرة،، وانا لي اعتقاد شخصي بأن بول ريكور صاحب اهم فلسفة ،،بالإمكان ،،خلالها تفسير متغيرات عصرنا،،فقط عندها تحدد وظيفتي الأسانيد والهوية ،،في قصيدة الجبوري،،،لتتمكن بعدها الامساك بالمعنى وفائض المعنى،،فأنت بحاجة الى تقرأ مجلدات الزمان والسرد لريكور،،وهي عملية أشبه بالانتحار،، في هذا الواقع الافتراضي للفضاء التواصلي
٣- التاريخانية،،التي يمارسها الجبوري،،وهي لحظات الوعي بالنسق الصاعد،،والنسق النازل،،في تراتبية زمنية،،يُخضع لها التاريخ الحقيقي،،الى واقعي،،متخيل ،،ولكنه قائم على وقائع أجرائية ،،تتم في مساحات جغرافية ،هنا يؤشر حركة الانسان العالق في الحيّز الظرفي بشقيه،،الفاقد للتوازن ،،فيأتي الجبوري ليؤرخ ،،بوعيه النافذ،،هذه الحركة،،مع كل ابعادها،، امتلك الرؤية ،،والقدرة بالحركة ،،عمودياً وأفقيا ،،وحلزونياً ،،في هذا الحيّز لتاريخ الوجود العربي الاسلامي والمتعدد الأعراق
٤- في ألية الخطاب،،ودينامية التغيير ،،واللحظة الانتقالية ( قبل - بعد ) ،،وهو ماستقوم به لاحقاً في المقال الثاني،،ومن ثم ،،سنحاول قدر الإمكان ،،مقايسة هذه المنهجية ،،مع ملحمة ،،اسعد الجبوري،،( بنك الايام )
جمال قيسي / بغداد
يتبع،،،،،،
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه اخي العزيز ابا سرى أ.JamalKyse السلام عليكم ..لو تعلم كم اسعدنا هذا التحليل النقدي البارع الدقيق المقنع, بيد اننا نتمنى عليك ان تحمل معك في كل جزء من مقالك الجليل هذا مقطعا على الاقل من ( بنك الايام) وربما من غيره اذا احببت..لأن ما اوردته يكاد يطبق على كثير من نصوص الصديق الاديب اسعد الجبوري, انما تركيزا علي هذا النص ..موضوع البحث..لكونه بدوره نموذجا موسعا يطل هو الآخر على اوسع نطاق على منهجية الاستاذ أسعد الجبوري الشعرية على وجه التحديد..
خالص التقدير لهذا الجهد المنصف والمميز اخي الاستاذ الناقد جمال قيسي الواسع الافق, وسنبقى بانتطار ما وعدتنا به من استكمال هذا المبحث الرائع..
 
تعقيب قيس السعيد
Qais Alsaeed Mahdi المتألق دائما استاذ جمال قيسي صباح الخير .. انا اتطلع بشغف وشوق لكل كتاباتك حتى قبل ان تتكرم وتضيفني لقائمة اﻻصدقاء ... وانا اقرأ تحليلك اﻻخاذ لقصيدة بنك اﻻيام باﻻهتمام المعهود تطابقت بالرؤى مع افاق آفاق نقديه فكلما اكملت قرأة فقرة كانت تراودني فكرة وجود نص سوف اقرأه لهذه القصيدة فاهتمامك بها لهذا الحد كافي لتشويقنا لقرآءتها من جانب ومن جانب اخر سوف يسهل على جميع اصدقاءك ممن لم يختصوا بدراسة اﻻدب وفنونه من ادراك بعض المستعصيات الموجودة بتحليلك هذا / دمت معطاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق