الخميس، 19 يناير 2017

حداثة جاهلي / بقلم غسان الحجاج

محْضُ البراءة فــي استرســـالِ موهبتي
فالشعْرُ ماتَ مــــع الانســـــــانِ يا لغتي...

راودْتُها شغـــــفُ الافكـــــــــارِ يعزفُني
فأستعصمَ البــــــــوحُ عرياناً بلا شــــفةِ
الشعـــــْرُ غلّقَ ابـــواباً مســـــــــــــافرةً
تناســــــلتْ من انـــــــاسٍ دون أفئـــــدةِ
خرجتُ من قمقمِ الاصدافِ حيثُ سرتْ
تعويذةُ الورْد من انــــفاس ساحـــــــــرةِ
شوكُ العــــــذار وشوك الرمش مشتجرٌ
يحمي على خدها افــــلاكَ سوســــــــنةِ
الحبُّ صيّر قلبي شــــــــاعراً ثمــــــــلاً
لمّا مضى الحبُّ لم تســـــــكرْ معـاقرتي
من وجهها في جبين البدْر كم قبــــــــسٍ
من عينها البرْقُ في أصــــــــداء قافيتي
ما همتُ كلا ولا الغاوون تتبعـــــــــــني
الا بـــــــــوادي زهورٍ في مخيّــــــــلتي
غابتْ سعادُ وغابت نجمتــــــــي معـــها
تجهّـــــــمَ البدْر من ظلماء نافذتـــــــــي
ادورُ حولي فلا القــــــــى صــدى أثري
تبرّأَ الحلم من أطيـــــــــــــــاف ذاكرتي
نقشْتُ في النهْر اســــراري ليحفـــــظها
حتى حكى الموجُ اسراري على الضـفةِ
آه المزامير عــــــــزفٌ كلّــه شـــــــجنٌ
ان مرَّ فيهـــا هواء النفخِ حنـــــــــجرتي
ملامحُ القلْبِ اشــــــــلاءٌ مبعـــــــــــثرةٌ
والنوحٌ ثكلى ونزف النعْيِ في الرئــــــةِ
بحثتُ عن رمقِ الاطــــــــلال في كبدي
حتى تجلّط بحثــــــــي بيـــــــن اوردتي
ما أعجب الحبّ كالأنــــــواءِ ديـــــــدنهُ
هلْ خلّفتْ وحشةً في القلب مؤنســــــتي
رباطة الجأشِ في الأشــــعارِ قد هِزمتْ
مذ وسوس الخوفُ في أسيـــــاف عنترةِ
عواصفُ اليأسِ اشبــــــــــاحٌ تصافحني
فأنبتتْ ما تعــــــــــــرّى في معلــــــقتي
أجاهلـيُّ الهوى من روحــــــــــهِ سكنتْ
نصف الشياطيــــن في ناووس محبرتي
اسكنتها غيهبــــــي حتى اروّضـــــــــها
وساعة الرمْل تروي كسْر منســــــــأتي
أين العصافير لا أصـــــــــــوات زقزقةِ
ما ذلك الحــزنِ هل تأبيـــــــنُ قبّرتــــي
هل عــــاد هدهدُ احـــبابي بــــــــــلا نبأٍ
اذن هو الحـــــــبُّ طفلٌ وابنُ معــــجزةِ
هبني صليــــــباً من التعذيب يســــترني
كي اسكبَ الشعْر في انخاب مشنـــــقتي
أين الحبيــــبة همسٌ الوحي من وجــعي
مناسكُ الصــمت حراسٌ على شفــــــتي
أين النــــوارس أين الرمـــلِ أيــــــن انا
ما ظلَّ في البحر الا محْضُ عاصفــــــةِ
خبأتُ نفســـــي ظلال الشمـــسِ ترمقني
والبحْرُ يغـــرقُ في أبْعـــــــادِ امنيــــتي
الأبجــــديـــــــة أمي والقصيــــدُ ابــــي
انّي انا العـــــــــــاق يا أمي ويَا أبتـــــي
ما انــــجبَ الحبُّ الا وأدَ حامـــــلـــــــهِ
فالشــــوقُ بالقلبِ اضـــــــــواءُ الزمرّدةِ
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه النجاح في تحديث العمود الشعري مسؤولية كبيرة تقع على وجه التخصيص على عاتق المبدعين من الشعراء وخاصة اصحاب المواهب الكبيره..
هذا التحديث الذي يغرق في لعبته البعض بحدود المغامرات اللغوية المجوفة او المائعة ليس هو المقصود من حديثنا هنا , إنما ان نعمل بذات
الطريقة التي عمل عليها الاديب الرائع غسان الآدمي الحجاج..فنجمع في ذات القصيد الكلاسيكي بين المبنى الحداثوي والمعنى المعبر عن زمن الشاعر وعصره كما نفعل بالضبط في حداثات الشعر المكتوبة بإسلوب الطرازات الاخرى..
هذا يعني ان نفكر بالشعر ذاته رؤيويا بحافزين منسجمين في كاس بلورية واحدة يذوب فيها الفكر في اكثر امواه النشاط النفساني ثورة وتفاعلا وانسجاما..
ولا ريب ان من يتصدى لمثل هذه المسؤولية لابد ان يكون قد تخلص من ضغوط الحرفة نحوا وعروضا ولغة وبلاغة بحيث يتحدم عنده الدفق الشعري مثل شلال منهمر بعفوية واعية ..وببراءة ناضجة..حتى مسك ختام القصيد ..
ولقد نجحت ايما نجاح اخي وصديقي الاستاذ غسان العز يز , فشنفت الآذان وابهرت العيون وزلزلت النفوس من وهدة وسكون ,وعرفت العقول بأن الشعر العربي الاصيل قادر على ان يكون بنية حمل فسيحة بمتسعة وسيعة لاعقد الرؤى واعمق الافكار حتي ولو كانت هواجس مثخنة بجراح الشاعر العصري المهتاج حد البركان المتفجر عبر هذا النص الثائر الكاشف الجميل..
خالص الود , وبالغ التقدير ..ايها الغالي ..احسنت ..واجدت..والسلام..
 
رد غسان الحجاج
غسان الآدمي كما قالت لي الاستاذة نائلة (ندى الأدب) قبل ولادة هذه القصيدة عندما أخبرتها انني كنتُ في سبات قالت (بلغة العرافة)بعد السبات تأتي ثورة عارمة وانا لم انشر قصيدة منذ اكثر من أربعين يوما حتى أفقت من غيبوبتي بعد ان أيقظتني هذه القصيدة الجامحة ولا أخفيك سرا استاذنا انا لم اختر العنوان حتى لحظة نشرها وكأنها اوحت لي بهِ ربما عندما يكتب احدنا فأنه يقتطع جزءا من روحه ويريه للآخرين ككائن بريء
تهدهده عيون القراء.
فعندما يطلُّ ناقدٌ كبيرٌ مثل الاستاذ غازي احمد ابو طبيخ على النص كإطلالة الجد على حفيده فهذا يعني ان المولود حظي بالحفاوة المرجوة من جده .
واللغة أمٌَ ولود مخاضها مستمر تنجب كل حين لحظة إمساك الفكرة ينقطع الحبل السري
والحداثة مناسكٌ واجبة الأداء والمحراب مفتوحٌ للجميع
مودتي وقبلةٌ بحجم قامتكَ الأدبية استاذنا الرائع غازي احمد
 
تعقيب حسين ديوان الجبوري
حسين ديوان الجبوري الله الله عليك استاذ غسان أوجعتني هذه القصيدة ايما وجع ﻻنها تنم عن قدرة وموهبة مكتملة اﻻركان انها اليايذة فكرية تعتصر الوجدان وتوحي بان مهما نشف النهر يبقى يسمى نهرا تحن اليه الشطآن كنت كبيرا ايها الجبل الشامخ بغزارة الربيع وتسنم البركان بركان اللغة الرمزية الفذة والقدرة المتكونة من مكنونات الكﻻم .
أيها القادم بقناديل الشعر أزحت ظﻻم اﻻربعين يوما اهو نوع من صيام الشعراء ليفطروا على مائدة تزاحمت فيها كل أواني الفخار تحمل فتأكل من هذا وتذوق من ذاك توزعت رغبتي من صحن أمﻻء معدتي ومن اي فاكهة تطيب لذتي جمعتها كل في سفرة واحدة فشبعت من روائح الفيض دون أن أكل اي شيء .
ليس غريبا عليك هذا التجلي واﻻلهام وسر قوة الكلمات المتوشحة بالبياض كوفرة الثلج على أفواه زهور النرجس والياسمين
لقد استجمعت كل افكاري ﻻعطيك حقك وﻻنك تستحق أنا اشكرك ﻻنك رويت عطشي ان أقرأ معلقة عام 2017 بأمتياز وجدارة انت القلب النابض شاعرا وانسان تحياتي لك مع دعائي لك بالنجاح اكثر واكثر دمت بعافية حروفك ايها الجبل
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
غسان الآدمي الاستاذ الشاعر حسين ديوان الجبوري لو كانت القصيدة تستطيع ان تقول شكرا لشكرتك على هذه البردة المذهبة بعسجد الكلمات فما اجمل هذا النص هل استعرت محبرة القمر لتكتب بابجدية الضوء ايها الخبير بجيولوجيا اللغة انا غاية بالامتنان ايها الباذخ بالخيال الخصب اتدري بأن القصيدة تمشي على استحياء بعد ان ناديتها معلقة 2017 كم انت رائع صديقي ايها الجبل الذي قمته ثلجٌ وقلبه بركان نابض ....تحياتي ومودتي
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق