لك َخلوة ٌ
في وحشة النسيان ِ
كلما انصرف َالغياب ُ
وانهمر َالثلج ُ
فوق شَعر الأحلام...
واستيقظ عشب ٌمحروق الأهداب
ووخزت بشرتي حرارة ُعينيك َ
وتعرت تحت سماء ٍأقل ُارتفاعا
قصائد ُاللهفة
لك َ خلوةُ
في السكون ِ
حين لا أجدني
فأفتقدك َ وأفتقدني
ويبكي فوق صدري طفل الحنين
آه ٍمن يرث ُالنهار المحطم ؟
أريد ُأن أبكي
لكن دموعي لا تنهمر
في غير وطني
أين يبكي الحجر
غدا أرمل
أين يمشي الشجر
حافي الذاكرة
أين ينام العطر
عاري الجرح
آه أيها الحجر الشاحب ُكم تشبهني
لنا ذات المنفى في ذات الوطن
أهاجر نحوي
عسى شفتاك
تلتقطان ظلي
ينشب الوقت مخالبه
في أفق معطل
غائم الشفاه
قافلة أحلامه توقفت
لاتقدر أن تختبئ وراء ظلك طويلا ً
حتى الظل ُيخدعك أحيانا ً
حين يلمس عطرك جسدي
كيف يمكن لأحلامي أن تتنفس ببطء
حين يمتزج حنيني بأنفاسك
كيف يمكن ألا يغمى على الليل
ويسقط بين ذراعيك كطائر جريح
أيتها النوافذ أما من باب لك ِ
أيتها الريح أما من نشوة تكسر أجنحتك
آه يا روحي
خذني الى النهر
عساه ينهمر من عيوني
فأستعيد بعض ملامحي
ويضيء الماء بصوتي يهمس أحبك
تمنيت ُ لو يوما ً عدت ُ منك ألي َ
كم كان جميلا ٌ لو بقينا معا ٌ
أتدري لازالت أمنيتي
أن ألقي القبض على ابتسامتك يوما
ربا مسلم
في وحشة النسيان ِ
كلما انصرف َالغياب ُ
وانهمر َالثلج ُ
فوق شَعر الأحلام...
واستيقظ عشب ٌمحروق الأهداب
ووخزت بشرتي حرارة ُعينيك َ
وتعرت تحت سماء ٍأقل ُارتفاعا
قصائد ُاللهفة
لك َ خلوةُ
في السكون ِ
حين لا أجدني
فأفتقدك َ وأفتقدني
ويبكي فوق صدري طفل الحنين
آه ٍمن يرث ُالنهار المحطم ؟
أريد ُأن أبكي
لكن دموعي لا تنهمر
في غير وطني
أين يبكي الحجر
غدا أرمل
أين يمشي الشجر
حافي الذاكرة
أين ينام العطر
عاري الجرح
آه أيها الحجر الشاحب ُكم تشبهني
لنا ذات المنفى في ذات الوطن
أهاجر نحوي
عسى شفتاك
تلتقطان ظلي
ينشب الوقت مخالبه
في أفق معطل
غائم الشفاه
قافلة أحلامه توقفت
لاتقدر أن تختبئ وراء ظلك طويلا ً
حتى الظل ُيخدعك أحيانا ً
حين يلمس عطرك جسدي
كيف يمكن لأحلامي أن تتنفس ببطء
حين يمتزج حنيني بأنفاسك
كيف يمكن ألا يغمى على الليل
ويسقط بين ذراعيك كطائر جريح
أيتها النوافذ أما من باب لك ِ
أيتها الريح أما من نشوة تكسر أجنحتك
آه يا روحي
خذني الى النهر
عساه ينهمر من عيوني
فأستعيد بعض ملامحي
ويضيء الماء بصوتي يهمس أحبك
تمنيت ُ لو يوما ً عدت ُ منك ألي َ
كم كان جميلا ٌ لو بقينا معا ٌ
أتدري لازالت أمنيتي
أن ألقي القبض على ابتسامتك يوما
ربا مسلم
قراءة نقدية بقلم نائلة طاهرة
ندى الأدب ماذا لو وضعنا هذا النص بجانب إحدى لوحات بيكاسو او جورج براك ؟ لنجرب قراءة الأبيات وفي الوقت نفسه نتأمل التشكيل الهندسي للرسوم الذي يقدم الملامح تكعيبيا ...انا جربت ذلك لأني حين اقرأ قصيدة لكبار شعراء النثر يأتيني الإلهام بأسرارها الدفينة مثل ومضة نور فجئية تنفتح لها الخزائن المغلقة و تتجلى لي مكامنها في لحظة وعي مجنون (هذا فعلا ما يحدث دون مبالغة إذ يكفي أن يكون الذى بين يدي متقدا لأشتعل حماسة وذكاء)
ما وجه الشبه إذن بين المدرسة التكعيبية وقصيدة الشاعرة ربا مسلم ؟
(هذا الفراغ من المفروض تكون به لوحة بيكاسو لكن تقنيا تعذر نسخها هنا)
حين نتأمل هذه اللوحة لبيكاسو نقف على التوظيف الغير منطقي ظاهريا للأشكال التي لا تعطينا الشكل الحقيقي للملامح الذي نتفق عليه وإنما تعطينا الملامح التي يراها بيكاسو وليس نحن فنصل إلى أن الحقيقة شيء خفي يختبئ وراء الصور الظاهرية.كذلك حقيقة التجربة الشعرية لربا مسلم التي تختفي وراء المفردات، فمعلوم لمن يتابع الشاعرة أنها لا تكتب فقط وإنما توظف المفردات في تشكيل معماري يعطي القصيدة قيمتها الفنية الخاصة ..و قد قلت سابقا ان اللعبة الشعرية عند ربا مسلم هي لعبة تشكيلية إذ تعطي حقيقة أخرى للفظ تتفق مع روحها الشاعرة مثلها مثل اللغة الشعرية عند أدونيس فكلاهما يحملان اللغة مضمونا مباشرا في مستوى اولي ثم رمزيا في المستوى العام يهدف إلى التأثير النفسي بالقارئ عبر عكس الجمال في خرق الأفق العادي للغة.
يقول أدونيس في قصيدة (حديث جائع)
أمشي كمن يتقهقر،
وبحاله يتعثَّر.
ما لي أسير ولا أسير؟
ويُشارُ إليَّ: هذا فقيرْ.
جَمَدَ الزَّمان على يدي
جمدَت يدي
وتهدَّلت عَيني وجرَّحها السؤالْ
:::
وتقول ربا مسلم في قصيدتها (لك خلوة)
----أهاجر نحوي
عسى شفتاك
تلتقطان ظلي
ينشب الوقت مخالبه
في أفق معطل
غائم الشفاه
قافلة أحلامه توقفت
----
نلمس هنا التوظيف المبتدع للصور من خلال ألفاظ تعطيها الشاعرة بلغتها الشعرية الخاصة ماهيتها المنطقية المتناسبة مع المنطق الذاتي للشاعرة نفسها فهي التي ترسم اللامعقول باللغة فيبدو معقولا ..مثلها مثل رواد المدرسة التكعيبية من الرسامين ولم أقل المدرسة السيريالية لأن مضامين قصيدة ربا مسلم بعيدة كل البعد عن السيريالية إذ يبدو اتصالها شديدا بالعاطفة الإنسانية المغتربة من حيث الزمان والمكان. .
::
آه ٍمن يرث ُالنهار المحطم ؟
أريد ُأن أبكي
لكن دموعي لا تنهمر
في غير وطني
--
ليست تجربة ربا مسلم الشعرية مسقطة بل هي تجربة متجذرة اتضحت ملامحها تدريجيا من خلال القصائد المتواترة التي حافظت على نفس النسق والنهج وهذا دليل على أن الوعي بالكتابة النثرية لديها مبني على ثقافة ممتدة وبنفس الوقت لها حدودها الجغرافية التي لا تبتعد عن الذات ولا عن الوطن ،فالمكان دائما عندها يتحدد حتى وإن بدت الضبابية المتعمدة طاغية في تحديده إذ بالأخير تفصح دائما عن سدرة منتهاها عن الحلم المتجسد في ذاك الوطن الضائع الذي يستوعب دموعها ويعيد ملامحها اليها وهويتها المفقودة في ظل النسيان أو الغياب و قد تغيب الأوطان وقد تُنسى والنسيان هنا فعل متعمد لا نتيجة إذ لا يخفى عنا تأثير محاولات محو الخارطة السورية ومحاولات طمسها على شاعرة كان الوطن أحد عناصر اتصالها بالكتابة، ولعل الماء هو الكفيل بغسل كل تلك الادران التي علقت بملامح ذاك الوطن في محاولة لتشويهه ،الماء هو الطهارة هو الخلاص هو البداية الجديدة لوطن نختلي معه في حب
:::
خذني الى النهر
عساه ينهمر من عيوني
فأستعيد بعض ملامحي
ويضيء الماء بصوتي يهمس أحبك
ما وجه الشبه إذن بين المدرسة التكعيبية وقصيدة الشاعرة ربا مسلم ؟
(هذا الفراغ من المفروض تكون به لوحة بيكاسو لكن تقنيا تعذر نسخها هنا)
حين نتأمل هذه اللوحة لبيكاسو نقف على التوظيف الغير منطقي ظاهريا للأشكال التي لا تعطينا الشكل الحقيقي للملامح الذي نتفق عليه وإنما تعطينا الملامح التي يراها بيكاسو وليس نحن فنصل إلى أن الحقيقة شيء خفي يختبئ وراء الصور الظاهرية.كذلك حقيقة التجربة الشعرية لربا مسلم التي تختفي وراء المفردات، فمعلوم لمن يتابع الشاعرة أنها لا تكتب فقط وإنما توظف المفردات في تشكيل معماري يعطي القصيدة قيمتها الفنية الخاصة ..و قد قلت سابقا ان اللعبة الشعرية عند ربا مسلم هي لعبة تشكيلية إذ تعطي حقيقة أخرى للفظ تتفق مع روحها الشاعرة مثلها مثل اللغة الشعرية عند أدونيس فكلاهما يحملان اللغة مضمونا مباشرا في مستوى اولي ثم رمزيا في المستوى العام يهدف إلى التأثير النفسي بالقارئ عبر عكس الجمال في خرق الأفق العادي للغة.
يقول أدونيس في قصيدة (حديث جائع)
أمشي كمن يتقهقر،
وبحاله يتعثَّر.
ما لي أسير ولا أسير؟
ويُشارُ إليَّ: هذا فقيرْ.
جَمَدَ الزَّمان على يدي
جمدَت يدي
وتهدَّلت عَيني وجرَّحها السؤالْ
:::
وتقول ربا مسلم في قصيدتها (لك خلوة)
----أهاجر نحوي
عسى شفتاك
تلتقطان ظلي
ينشب الوقت مخالبه
في أفق معطل
غائم الشفاه
قافلة أحلامه توقفت
----
نلمس هنا التوظيف المبتدع للصور من خلال ألفاظ تعطيها الشاعرة بلغتها الشعرية الخاصة ماهيتها المنطقية المتناسبة مع المنطق الذاتي للشاعرة نفسها فهي التي ترسم اللامعقول باللغة فيبدو معقولا ..مثلها مثل رواد المدرسة التكعيبية من الرسامين ولم أقل المدرسة السيريالية لأن مضامين قصيدة ربا مسلم بعيدة كل البعد عن السيريالية إذ يبدو اتصالها شديدا بالعاطفة الإنسانية المغتربة من حيث الزمان والمكان. .
::
آه ٍمن يرث ُالنهار المحطم ؟
أريد ُأن أبكي
لكن دموعي لا تنهمر
في غير وطني
--
ليست تجربة ربا مسلم الشعرية مسقطة بل هي تجربة متجذرة اتضحت ملامحها تدريجيا من خلال القصائد المتواترة التي حافظت على نفس النسق والنهج وهذا دليل على أن الوعي بالكتابة النثرية لديها مبني على ثقافة ممتدة وبنفس الوقت لها حدودها الجغرافية التي لا تبتعد عن الذات ولا عن الوطن ،فالمكان دائما عندها يتحدد حتى وإن بدت الضبابية المتعمدة طاغية في تحديده إذ بالأخير تفصح دائما عن سدرة منتهاها عن الحلم المتجسد في ذاك الوطن الضائع الذي يستوعب دموعها ويعيد ملامحها اليها وهويتها المفقودة في ظل النسيان أو الغياب و قد تغيب الأوطان وقد تُنسى والنسيان هنا فعل متعمد لا نتيجة إذ لا يخفى عنا تأثير محاولات محو الخارطة السورية ومحاولات طمسها على شاعرة كان الوطن أحد عناصر اتصالها بالكتابة، ولعل الماء هو الكفيل بغسل كل تلك الادران التي علقت بملامح ذاك الوطن في محاولة لتشويهه ،الماء هو الطهارة هو الخلاص هو البداية الجديدة لوطن نختلي معه في حب
:::
خذني الى النهر
عساه ينهمر من عيوني
فأستعيد بعض ملامحي
ويضيء الماء بصوتي يهمس أحبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق