الأحد، 29 يناير 2017

البندول - بقلم- امين حربا

(البندول)
كرقاص
لايتوقف عن الحركة ولايرحم
أذناي مضطرتان لشرب الكأس المقدس
بكل صبر ومرارة كحبة دواء...

من الفجر حتى المساء
قطعان الأغنام
مستسلمة مشغوفة تمضي
وهي تجتر أوهامها وتحلم
أضحك من شدة الأسى
ياللغباء
تتمرغ ذاكرتي المتعبة
على شواطئ الصحراء
ورمالها المشبعة بالقرف
هل ندمت عشتار
حين قدمت جسدها لجلجامش
هل تألم مردوخ حين شق تيامات
كيف تحول الفرح
وملئت رسومي بالدماء
أيها الراعي
من وضعك قرب أبي
كلما أحببت أن أحدثه
أراك
كيف بدلت رقصاتنا
لعويل وبكاء
أبعد قطعانك عني
واخرج من أنفاسي
ودعني أحلم على الأقل
أنني
ربما أنساك
وثق سأنساك
-بقلمي أمين حربا-
 
تعقيب فراس الوائلي
فراس الوائلي حرف مثقل بخمر عشتار
 
رد امين حربا

أمين حربا تحيتي وباقات جوري أستاذ فراس
شكرآ لك
 
تعقيب غسان الحجاج

غسان الآدمي البندول ...هذا الذي يتأرجح بعد ان تتحول طاقته الكامنة الى طاقة حركيّة ياترى ماذا أراد الشاعر أمين حربا من استخدام هذا الرمز عنوانا في هذا النص المشبع بالرموز وكأني اشم رائحة الكوميديا السوداء تتسلل من بين الطلاسم التي جعلته كالمتاهة التي توهم القارئ بأن هنالك الكثير من المخارج ليتفاجئ بالحيرة عندما يدخل هذه المتاهة ..
هذا البندول او الرقاص هي استمرارية المأساة التي نعيشها فنحن نتخبط بهذه الحركة المستمرة بدون الوصول الى حالة الاستقرار التي تمثل الأمان المفقود ..
ربما هذا البندول غايته الوصول الى حالة الرنين قبل ان ينقطع خيطه العنكبوتي الذي غزلته أيدٍ خفية سوداء النوايا ..
أذناي مضطرتان لشرب الكأس المقدس ..يخيل لي انه يشير الى قلب المعنى هنا فالاضطرار هو للشيء غير المرغوب والكأس المقدس هنا اوهام بنتها ضوضاء الكذب وربما هذه الضوضاء هي الفتنة التي تدور رحاها وتطحن الكثير من الابرياء..
اضحك من شدة الاسى ...هي ترجمة لـ (شر البلية ما يضحكُ )
ربما يشير الى ما تعانيه الحضارة على أيدي الرعاع ممن ألقتهم خشونة الصحراء فهم فقدوا إنسانيتهم وأخذوا يذبحون الناس بأسباب اخترعها الشيطان لهم ..انا ذهبت الى هذا التأويل عندما أسندت المعنى الى الرمزين مردوخ وتيامات ،فالنص يحتوي على الكثير من الخبايا التي تحتاج الى نظرة أعمق وأوسع من اجل الوقوف على تأويلاتها المتشعبة .

تحياتي ايها الشاعر الناقد المبدع امين حربا
 
رد امين حربا
أمين حربا كمبضع جراح ماهر دخلت حروفك في ثنايا النص تفسر رموزه و صوره ومعانيه
لقد أعطيت للنص أبعادآ ومعاني وأضفت له بحروفك المتلألئة ألقآ خاصآ
لقراءة مدركة ومتأنية ولأستاذ شاعر ومبدع أرفع قلبي مليئآ بالاحترام والتقدير وشكري
 
تعقيب  د. نجاح باراوي
قراءة في نص البندول
للشاعر المتألق أمين حربا
.. ياااالجلجلة دوي بندولك ..!!

الذي يصم الآذان
بإيقاع جنائزي رتيب
مدوي .. مريب
لواقع أليم
تعكسه أنا ذات معذبة
أضناها
صراخها المكبوت
خلف سدول
بوح كليم
تسربل
- بحلم سقيم
وتعب أثقل النفس
بعميق جرح أليم
وظلمة موحشة
لاتبصر النور
ولا تنتظر إشراقه
فبحر الظلمات دامس
غرقت في لجته الموحلة
قطعان أغنام
خانعة بائسة يائسة
استسلمت لقدر
ومصير قاتم مجهول
لاتملك أمامه
أن تنبس ببنت شفة
..لعلل فيها
أم في بئس المصير ؟! ..
ويااااله من تجسيد
يرصد بشفافية
مغلفة بضبابية
طيف ألوان مأساة
في واقع دامس
من منظور ذات
أقل مايقال فيها
أنها مثقلة الكاهل
بالهم المجتمعي العام
بعمق وشفافية آسرة ..
وباستقرائنا لحركية النص
نجد اليأس مهيمن
على حوافه
حرفا وطرفا
وروحا وصورة
بتأكيد حضور فعلي
واعي شفيف رزين.
يجسد حركة التطلع
إلى حالة
بل هالة
شاحبة قانطة يائسة
لاترى بصيص نور
أو جذوة أمل
تحلق نحوها
فالروح منسلخة
عن وجود سجين
مكبل بسوط
رعاية خانقة
سرقت أحلامها
وخذلت تطلعاتها
إلى ضالة مأمولة
تؤنس وحشتها ..
أهي حالة انعتاق
ووجود
أم تمرد وعنود .. ؟!
- لروح شرود
.. انطلقت من حاضر عمر
مسكـــــون بعذابات لاتنتهي ..
سجين آلام
وجراح نازفة لاترعوي ..
.. ومع انعتاق الروح
من أسرها
يشع جوهرها
كقبس ساطع
يعانق الضياء الكوني السابح
في ملكوت التاريخ الإنساني
العريق التليد
المنزه عن أدران
واقع ملوث
تنفر منه
هذه الروح جملة وتفصيلا
.. ماضية محلقة إلى
عشتار .. وجلجامش ..
.. إلى مردوخ .. وتيامات ..
علها تستقي من صروح عمالقة الكون
ما يكسر القيود
والمراسيم
والتعاليم
الكهنوتية الآسرة ..
وأخاديد السنين..
في زمن قاتم حزين ..
لكن الكآبة
غلفتها من جديد
بأسى أعمق
من أي إشراقة نور..
فلم يتراءى لها
من ذاك الماضي
العريق
إلا انكسارات
وشكوك متاهات
زادتها قتامة
وقلقا واضطرابا
في الرؤية والمصير ..
وحالة التطلع إلى
آفاق وجود آخر
مختلف أو أجمل ..
.. إنها ذات قلقة
مغمسة بالعذاب
تعيش أزمة اغتراب
وصهيل عويل
و حالة انعتاق
من حاضر
مغمس بغياب
ووحشة واضطراب
راسخ حد التماهي
مع وجود .. ولاوجود !!!!..
.. أستاذ امين
نظمت فأجدت ..
وبحت بكاء فأوجعت
بكثيف غيوم
ونزف هموم
وبوح
قلب ودموع. ..
وحزن سكن الضلوع
وحلم نازف
كسير الطرف
موجوع
مع أجمل تحية ليراع خلاق ..
وحرف مجنح رفرف في الآفاق
بقلمي د. نجاح باراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق