( الأدب وما أدراك ما الأدب ! حروف معدودة والى لغة الضاد منسوبة ومردودة وما من انسان عربي الا وينطق بها ويعدّها ويعرف عددها وما من مسلم أو غير مسلم يقرأ العربية الا ويعرف أ . ب .ت ث. ج .ح . خ. ويعرف أنها حروف لا يستطيع انسان على وجه الأرض أن يغير لونها أو شكلها أو طعمها وكأنها نسائم الفجر تتندّى برفيف النور وشفيف العطر لتبعث في القلوب من دفئ الروح ما يزيدها حياة وما يبعث فيها الحياة وما يجعلك تعشق من أجلها الحياة . لغة الضاد لا يعرفها غير العرب حتى اذا حاول الأعجمي أن ينطقها استعجمت على لسانه وظهر الثقل في خروجها من بين أسنانه . حروف اذا عرف الشاعر أو الأديب هندستها أبانت عن جميل شكلها ورائع منظرها وتزينت وتكحلت وتمكيجت وتقول لمن ينظر اليها : هل من أناقة أروع من روعتي ؟! و وهل تُسَرّ بفرحتي وتحزن للوعتي . فأنا الناطقة عن الضمير اذا فرح . والمُعبّرة عن الصدر اذا انشرح . فمن أراد الغوص الى درري تصيد شباكه لؤلؤي وأكشف له سرّي .أنا المحفوظة بالقرآن للأبد وهل ينكر ذلك أحد ؟! أما سمعت الشاعراذ يقول على لساني : أنا البحر في أحشائه الدرّ كامن فاسألوا الغواص عن صدفاتي ؟! ( وصفي المشهراوي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق