الاثنين، 30 يناير 2017

انقلاب على الأدب التقليدي الجامد -الصناعة الذهنية على سبيل المهارة الشعرية صالح رحيم أنموذجاً. قراءة نقدية بقلم احمد المالكي

انقلاب على الأدب التقليدي الجامد
الصناعة الذهنية على سبيل المهارة الشعرية صالح رحيم أنموذجاً.
قراءة نقدية
أحمدالمالكي.
بعض الأقلام الشعرية تستطيع أن تضع نظرية الأتساق المعرفي، عبر أراده مزج الواقع، بواقع التخييل القادم من المعرفة المتراكمة، وهذا كله يأتي متسلسل العطاء حامل معه مفهام قوة التجربة.
إنهُ ميت اصلاً
اخبرتهُ عن أموات
يختبئون في خزنة جزار
بكى،
لكنه ضحك ،
بعد أن اخبرتهُ أنهم يريدون
أن يلعبوا البلياردو مع رجل أعمى.
خلق أصناف الخطابات، أو الصيغ التعبيرية القادمة من مختلف أجناس الأدب المكتوب، والمدون في أفق التكوينات الإبداعية، هي بمثابة المرايا التي تقود الانعكاس الموجه إلى عيون المتلقي ، وهذا النمط من البناء المعرفي المترابط والمشترك يساهم بشكل كبير في التقاط الأطراف المبعثرة لجسد أي نص يدخل من بوابة الشعر الحديث ، محاولة استرداد عافية الشعر رغم العثرات المتمثلة ببعض المحاولات اللا شعرية، والمنتهية الصلاحية منذ التجربة المكررة والنصوص المتتالية في المشهد المكتظ بالكم الهائل من المدعين بالحقوق الأدبية. نرى كيف يبني البعض تجربته عبر الاساسات المعرفية. وما ذكرنا في كلمة سابقة ليس للشعر مآرب أخرى غير التجربة ونقل التقنية اللغوية عبر تجربة الأشكال والصور المجازية الغير معتادة. ورصد الواقع بواقع تأسيسي مغاير. ومن هذه النصوص التي تبعث الطمأنينة المعرفية، وتؤسس للواقع الأدبي أدب يحمل النسق والأيديولوجيا الشعرية التي تحاكي الواقع بجوهرية اللغة وقوة المجاز.
ومن هنا تأتي منهجية التشكيل وهي مهمة الأديب أو القلم الباحث عن اللغة الناطقة بديمومة التجربة، وقوة الخلق الإبداعي. صالح رحيم الشاعر الذي أتقن لعبة اللغة بكل مهارة التفكير، نراه عبر اختزالاته الشعرية، يقدم لنا الموضوعية في الأحداث بطريقة النظر إلى ما وراء النص . وهي من الخصائص التي تأتي مع الأقلام الأكثر حكمة.
الأختزال والتبسيط يحتاج وعي معرفي ومنطق ذات منهجية واعية مكثفة النثر متأصلة التشكيل ،
الشاعر الذي يقيم جدلاً تشعبياً يركب من خلالهُ لغته الخيالية وتقديم مخلوقاته المجازية بصورتها المعرفية
الملونة بألوان الدهشة وقوة الخلق الأدبي .
صالح رحيم ، الشاعر الذي يحاكي الواقع بواقع ينفي المنظومة الكلاسيكية المتبعة في صياغة الشكل المعتاد. صالح رحيم الذي قفز على الذات المكرر بذات أدبي يحمل بصمتهُ واشتغالاتهُ اللغوية الخصبة والعميقة.
إنه ميت اصلاً
اخبرتهُ عن أموات، طرح المفارقة تأتي من التصورات والأشكال التي تحيط بيئة الكاتب بذاتها، المتمثل بالحزن والأسى، بيئة الشاعر، أو المكان المحيط بقدرته الإبداعية هو وحده الكفيل على محو السائد وتقديمه بصورة مغايرة عبر تقنية اللغة الشعرية. ربما يحاول أن يترجم لنا أن ليس هناك حقيقة أو وجود مؤكد
غير وجود هذا الترابط ما بين العدم المتمثل بما وراء الإرادة. وهذا الاستمرار أو الرغبة التي تحمل اللا شي مثل هذا الأعمى الذي يطفئ المكان بعتمته. الذين يختبئون في الخزانة عند ذلكَ الجزار تناول الواقع
بذكاء لا متناهي ربط الجموع، أو الشعب بحكم الدكتاتور بهذه الصورة أراد ومن خلال هذا المشهد. صالح رحيم أن يحرك العقل بمنطق ما لا يقال. صورة تخدع اللغة ها هو الشاعر حين يقفز على اللغة بلغة البلاغة والتعبير والغوص في أعماق التأويل.
صالح رحيم الذي شطب التخيل الشعري المعتاد يحطم ما يسمى ( بتخيل المهرج ) وهو التخيل الذي يتمثل بتفعيل النطق والنغم عبر الصور المكثفة، وليس عبر المنطق الذي يرتكز عبر جدليات الحياة وتشعب اللحظة.
بكى ، لكنهُ ، ضحك ) الشاعر الذي ينتقي السببية عبر مفهوم متقن التناقض ويقدم السبب بصورته المطلقة. هو بلا شك شاعر التركيبات
الممنهجة بمنهج فلسفة التشعب،
وهذا النوع من التكوين هو النوع القادر على خلق وحدات فنية اللغة مستقلة الصور، مكثفة الطاقة.
صالح رحيم الشاعر الذي أرى منظومتهُ الشعرية تّتحرك بقدرة الوعي وقوة الخطاب اللغوي الذي يبني شكل شعري مركزيتة معرفة المعنى. ..
بعض من نماذج الشاعر
صالح رحيم .
1
إنهُ ميت أصلاً
أخبرتهُ عن أموات
يختبئون في خزنة جزار ،
بكى ،
لكنه ضحك ،
بعد أن اخبرتهُ أنهم يريدون
أن يلعبوا البلياردو مع رجل أعمى ...
2
لا أمنع أحداً إنه سكنهم الوحيد ،
صحيح إنهم
لا يحترمون الغابة ،
لكني أغض النظر : كما لو أنني تمثال !
3
أنا بصراحة
أحب أن أتحمل الوجع مثل مسمار ،
فرأسي ليس كما هو ،
ومن فرط طرقه صار يتسع لكل ما هو آت منك
 
تعقيب غسان الحجاج
غسان الآدمي قراءة باذخة ورؤية عميقة لما يكتنزه النص في باطنه ..تحياتي
 
رد احمد المالكي
احمد المالكي الأستاذ العزيز غسان هذا كرم ثقافتك العالية
احترامي وتقديري
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه السلام عليكم اخي الاستاذ الناقد الراسخ احمد المالكي العزيز..
ماقراناه لجنابك الكريم حتى الإن يدعونا للإعتزاز الكبير بهذه القدرة التحليلبة المخصبة بالعمق المعرفي الحداثي الذي نحن هنا بأمس الحاجة اليه..
وفي الوقت الذي نعبر فيه عن إحترامنا وانحيازنا ندعوك
ايها الزميل البارع لتناول ما يناسبك من النصوص التي تنشر هنا لكون اصحابها بأمس الحاجة لمثل هذه الكشوف النقدية المعمقه..فالمبدع الذي ينشر على هذه المجموعة يفترض ..وهذا ما اتفقنا عليه من البداية..ان يتحمل وجهات النظر النقدية بكل رحابة صدر لأن ذاك يصب في مصلحته قبل غيره..
هذا الطلب بين يديك الكريمتين مع خالص الود وعظيم التقدير..تحياتي....

رد احمد المالكي
احمد المالكي كادر آفاق نقدية. الأساتذة جميعا هذا شرف لنا أن تكون عيونكم وقلوبكم مهتمة بما تقدمه بقية الأقلام. يشرفنا تناول الأدب الحقيقي ومن خلال منبركم الداعي إلى الأدب والثقافة الحقيقية.

احترامي وتقديري الكبير
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه بارك الله جهدكم الكبير اخي الاستاذ احمد العزيز..ومن يستطيع أن يغطي الشمس بغربال ايها الغالي..كل ازتقدير لجنابك الكريم..تحياتنا وتقديرنا ..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق