الجمعة، 13 يناير 2017

أمين حربا / مقالة في عجالة وظلم الشعر بجهل أم بعلم )

(مقالة في عجالة وظلم الشعر بجهل أم بعلم):
لقد كان للشعر أركانه ومقوماته وقوانينه المعروفة وبدونها لا يسمى شعرآ ولاداعي بالتأكيد لذكرها واستمر منذ ظهوره بصيغته المعروفة وحتى زمن قريب على ماكان عليه.
وبدخول عصر الحداثة والاغتراب الروحي والفكري ومحاولة إلقاء اللوم على الثقافة العربية التقليدية ومحاولة تحميلها أسباب جمودنا وتخلفنا والتنكر لها بشكل ما وبدعوى أن الشعر بشكله القديم يحد من الإبداع ويقيده وأنه يجب تطوير أساليب ونظم فكرية جديدة تناسب العصر أطلت علينا أنواع من الشعر بداية هي هجين متأثر بالثقافة الغربية ومع أنها قدمت شعراء نفخر بهم ولكنها فتحت لاحقآ المجال واسعآ أمام ظهور  أنواع من الأدب ليس لها ضوابط نهائيآ ولاتتبع أي نظم أو قوانين فعمت الفوضى ودخلنا عالم العماء وسيطر نوع خاص من كهنوت النقاد يريد فرض مفاهيمه الضبابية والغير واضحة والتي لاتسير وفق أي نسق مفهوم أو قانون معين.
 وبعد أن كانت مهمة الشعر هي مخاطبة العامة والوصول لقلوبهم بمفردات وأفكار وصور الخ.. بسيطة ومفهومة ومحببة تلهم وتحرك المشاعر والعواطف وفق ضوابط واضحة ومفهومة دخلنا الآن بعصر الفوضى وأصبحت مهمته الآن هي إرضاء طبقة الكهنوت النقدي هذه بمفردات غير مفهومة وصور ضبابية متناقضة وكلما كثر التناقض وطغت الغرابة والضبابية كلما لاقى النص استحسان هذه الطبقة من الكهنوت والتي هي الآن وللأسف مسيطرة على الواقع الثقافي العربي.
لقد فهم الغرب أن آخر قلاع  المنطقة وحصونها هي اللغة العربية وعلى رأسها الشعر العربي التقليدي لسهولة حفظه بماله من نظم تضبطه.
وبما أن الغرب لايقدم شيئآ بالمجان فقد مكننا من استخدام روابط الكترونية لنشر مانشاء من النصوص وتوثيقها ومجانآ فظهرت للعلن ملتقيات ومنتديات ومجلات الكترونية يسيطر عليها أناس غير معروفين على الأغلب ولاأحد يعرف مستواهم الثقافي والفكري والإجتماعي ولا لمن يتبعون ولا إن كانت أسماؤهم وهمية أم حقيقية يوثقون على هذه الروابط ماشاؤوا من غث النصوص المليئة بالأغلاط والترهات والأفكار الغريبة عن واقعنا وعالمنا بحجة وبدون حجة ولأهداف غامضة ومشبوهة وغير واضحة المعالم ويقومون بتوزيع الألقاب والشهادات الإلكترونية وبدون ضوابط وبسخاء فهذا يسمى ملك الشعر وهذا سلطانه وهذه شاعرة الياسمين أو النرجس الخ.. وخرج للعلن مايسمى ظلمآ قصيدة النثر وامتلأت الساحات بما يسمى جزافآ شعراء النثر حتى أنه لم يعد بالإمكان معرفة زيد من عبيد كون الأمر أصبح بمتناول الجميع بسهولة ويسر.
 لاأحد ينكر أن الكون يسير بمنهج التطور بحكم القانون الكوني والمنطق لكن التطور الحقيقي يسير بحكم منهج واضح وبخطى وئيدة ومتمهلة وواثقة ليعطي نتائج واضحة وأكيدة ومضمونة النتائج.
فهل نحن الآن بحاجة لوقفة تأمل وإجراء مراجعة شاملة ومتأنية ممن يعنيهم الأمر أو أن القطار قد خرج عن السكة وانتهى الأمر
محبتي للجميع
-أمين حربا-

ندى الأدب
.......................

مرحبا بك بيننا لإثراء المشهد الثقافي بمجموعتنا
مقال قيم و قد لامست به قضايا أدبية آنية رغم أن الجدل بها بدأ منذ زمن ولم ينته. .وكله بسبب تطور مفهوم الحداثة والتي إن لم نفهم أسبابها ومقوماتها ومجالات تدخلها نسقط حتما في الاغتراب والاستلاب الفكري.
هذه مناسبة لأذكر ما يتداول الآن وبكثرة على المواقع الافتراضية من مناهج وأساليب أدبية جديدة ورغم اني حريصة على المنهج التجديدي ومواكبة طل التطورات في الأدب العربي إلا أني لم استسغ قصائد تغزو اذواقنا و صرت اتبنى رغما عني الرفض كما تبنى غيري سابقا والآن مواقف متشددة بشأن قصيدة النثر. وها أنا بنفس الوضعية التي كان عليها الرافضين للحداثة وناكرين لشعرية قصيدة النثر ..ها أنا أرفض الهايكو واشباهه واتجنب القصة القصيرة جدا وانفي عنهما الأصالة والإبداع.

أمين حربا
..................
أستاذتنا المحترمة نائلة طاهر بداية مساؤك سعادة سيدتي وشكرآ لك لأن المنشور لفت انتباهك
سيدتي بالنسبة لقولك أن مقالي قد تناول مرحلة آنية وأن المخاض أطول فأنا شخصيآ أعتبر أن هذا المخاض كله بعمر الزمن الذي نعرف هو مرحلة آنية وبسيطة وقد حاولت بعجالة أن أشرح وجة نظري الخاصة بموضوع حيوي وهام بظل هذه الفوضى المخيفة حقيقة والتي أتمنى أن تكون مخاضآ لوليد صحيح ومعافى.
سيدتي أنا من مناصري الحداثة والتطور ومن القائلين أن الإبداع هو السير بطرق لم يتطرق لها غيرنا ولا أنكر على نص النثر وجوده الإبداعي عند البعض ولكنني استهجنت هذه الصورالمتنافرة والغير مألوفة والتي لم تعد مفهومة من قبل القارئ العادي بل أصبحت تحتاج معاجم خاصة لفهمها حتى لقد أصبح النص الشعري المألوف غريبآ بواقعنا وينتقد لخلوه من المفردات الغريبة وكأن الموضوع هو صراع إلغائي وليس تطورآ طبيعيآ.
شكرآ لك من القلب وتحية تليق بشخصك الكريم وباقات جوري


أسامة حيدر .
..........................
الأخ أمين حربا:
1_مثل هذه الموضوعات الشائكة تحتاج إلى الكثير من التمعّن والتأنّي لطرحها بعد سنوات من النّقاش والأخذ والردّ دون طائل إلاّ أنّ قصيدة النثر مازالت تحفر في الصخر كالماء .
2_اللوم لا يقع على ثقافة تقليدية بل على مثقف أراد أن يعيش في قوقعة وهو يعلم أنّ الزّمن لا ينتظر أحداً .
3_دائما يضع المدافعون عن الشعر التقليدي الموسيقا ( موسيقا البحر والقافية ) شرطاً أساسيّاً للتمايز والحقيقة أن ليس كلّ من كتب على الشكل التقليدي بشاعر ولا كلّ من كتب قصيدة النثر بمتشاعر . فالموسيقا ليست مقياسا لانتماء النصّ إلى الشعر ؛ ومع ذلك قد نجد قصيدة نثرية فيها من الموسيقا ما تعجز عنه قصيدة التفعيلة .
4_ من قال إنّ قصيدة النّثر لا تخاطب العامّة المهتمّة بالقول والشعر بل هي تخاطب الناس وتؤثّر فيهم شأنها شأن أي قصيدة تقليدية أو قصيدة تفعيلة وإلاّ ماذا نسمي كتابات أدونيس ومحمد الماغوط بل السيّاب في بعض نصوصه . ؟
5_ أمّا الغرب ومحاولته ضرب لغتنا فهذا أمر مردود . من قال إنّ الشعر التقليدي يحفظ اللغة ولا يحفظها شعر النثر أو شعر التفعيلة . ومن قال إنّ الشعر من يُعتمد عليه في الحفاظ على اللغة ؟ نحن نعتمد على القرآن الكريم في حفظها ( إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون )
6_ أصحاب المنتديات ودورهم فهذا أمر وللأسف صحيح فصار كلّ من هبّ ودبّ يصنع لنفسه منتدى ويسمه بالأدب والثقافة وهو لا ثقافة فيه ولا أدب . فنادرا ما نجد منتدى يقوم عليه أشخاص لديهم القدرة على تمييز الغث من السمين . بل ثمّة منتديات القائمون عليها لا يميّزون بين الألف وعصا المعزقة .
صديقي الأستاذ أمين:
 نحن بأمسّ الحاجة إلى نصوص حقيقية فيها الفكرة واحترام القارئ و هي تترك للقارئ  هامشاً كي يشارك في صنع النصّ ولا تعطيه كلّ شيء دون عناء ففي العناء متعة المعرفة والبحث عنها دون إبهام يخلق جفاء بين النصّ والقارئ .
كونوا أقسى من ذلك في توثيق النصوص وإن لم يعجب ذلك بعض المتثاقفين أو المتشاعرين . لا تمدحوا نصّاً لا يستحق الثناء . ضنوا بمفردات المديح ولا ترسلوها هباء إلاّ لمن يستحقّها .
دمتم بخير جميعا .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق