قراءة في نصّ (ألم وأمل) للشاعر أمين حربا:
_________________
سلمية مدينة عبيد الله المهدي خليفة الدولة الفاطمية الأوّل . مدينة محمد الماغوط وإسماعيل عامود وحميد الحاج وفايز خضور وعارف تامر ومصطفى غالب والفيلسوف المفكر إبراهيم فاضل وسامي الجندي وحسين حلاّق وعشرات المفكرين والأدباء والشّعراء ومنهم شاعرنا أمين حربا.
سلمية عبر تاريخها كانت على حوافّ الموت وما تزال يبكيها أبناؤها وتبكيهم محكومة بالموت . يحاصرها الخوف صغيرةً مرميّةً . من الشّرق تحدّها الصحراء الممتدّة حتى العراق الذي يعشق أبناؤها شعراءه وأصوات الألم والحزن المنبعثة من حناجر أبنائه :( منسيّة على تخوم الموت / يحدّها الجفاف والغبار )
هي المدينة المهدّدة من كلّ الجهات من الشذّاذ وقاطعي الرؤوس ( وحولها يستوطن الدّمار / كظبية أسيرة سبيّة ) لكنّ أبناءها يستميتون من أجلها ولهذا ينتظر الغربان بامتعاض ( وتنعق الغربان بامتعاض / قد ملّت انتظار )
وها الجزّار قد حمل سكينه ليعمل فيها شأوه
وهنا يأتي دور الشّعراء دور حربا ليغرس الأمل في النّفوس وليطمئن محبوبته أنّ النّهار قادمٌ لا محالة وأنّ الصبح ستشرق شمسُه شأنُه في ذلك شأن شعراء الواقعيّة الاشتراكيّة المحكومين بالتفاؤل .
نصّ ( ألم وأمل) يختصر الحكاية ؛ ألم واقع والأمل المرهون بسين التسويف . لغة بسيطة سهلة .وجاء الرّمز شفافاً يكشف عن مضمونه بلا جهدٍ لمن يعرف الحكاية حكاية الظبية الأسيرة السبيّة التي أحاط بها شذّاذ الآفاق من كلّ صوب .
ثمّ انظر إلى هذه الصور :
( الظبية الأسيرة ) هي صورة تحمل إضافة إلى جمالها إحساس الألم الذي يعتصر القلب وأنت ترى الجمال تقيّده أيدي الغدر .
( تنعق الغربان بامتعاض ) : تكشف الصورة هنا عن قيام الغربان بدورها الدّال على الخراب وهي ممتعضة لأنّ الأمر قد تأخّر .وهي تكشف عن إحساس الكره وكذلك صورة الجزّار الذي وصلت ذبيحته وهو يقهقه كاشفاً عن بداية انتصاره وهو يستل سكينه ليعمله فيها .
ما أروعك أيّها الشاعر حين يتدفق إحساسك كلمات تحكي واقعاً وتروي تاريخاً وتضع إطاراً في آنٍ معاً لمدينةٍ يعشقها كلّ من عرفها أو عرف أبناءها إلاّ الحاقدين على الفكر وعلى مدينة الفكر . !!!
___________________
(ألم وأمل)
حبيبتي ترنيمة شرقية
منسيةعلى تخوم الموت
على ضفاف الخوف والحصار
صغيرتي مرمية
محكومة بالجوع والعطش
من شرقها
يحدها الجفاف والغبار
وحولها يستوطن الدمار
كظبية أسيرة سبية
يحوم حولها الشذاذ والتتار
وتنعق الغربان بامتعاض
قد ملت انتظار
وفوق رأسها المليء بالأحزان
يقهقه الجزار
ياطفلتي الأبية
لاتحزني لاتجزعي
فمن صميم الصمت
يدمدم الإعصار
ورغم هذا الحزن والظلام
سيولد النهار.
-ترانيم شرقية-
_________________
سلمية مدينة عبيد الله المهدي خليفة الدولة الفاطمية الأوّل . مدينة محمد الماغوط وإسماعيل عامود وحميد الحاج وفايز خضور وعارف تامر ومصطفى غالب والفيلسوف المفكر إبراهيم فاضل وسامي الجندي وحسين حلاّق وعشرات المفكرين والأدباء والشّعراء ومنهم شاعرنا أمين حربا.
سلمية عبر تاريخها كانت على حوافّ الموت وما تزال يبكيها أبناؤها وتبكيهم محكومة بالموت . يحاصرها الخوف صغيرةً مرميّةً . من الشّرق تحدّها الصحراء الممتدّة حتى العراق الذي يعشق أبناؤها شعراءه وأصوات الألم والحزن المنبعثة من حناجر أبنائه :( منسيّة على تخوم الموت / يحدّها الجفاف والغبار )
هي المدينة المهدّدة من كلّ الجهات من الشذّاذ وقاطعي الرؤوس ( وحولها يستوطن الدّمار / كظبية أسيرة سبيّة ) لكنّ أبناءها يستميتون من أجلها ولهذا ينتظر الغربان بامتعاض ( وتنعق الغربان بامتعاض / قد ملّت انتظار )
وها الجزّار قد حمل سكينه ليعمل فيها شأوه
وهنا يأتي دور الشّعراء دور حربا ليغرس الأمل في النّفوس وليطمئن محبوبته أنّ النّهار قادمٌ لا محالة وأنّ الصبح ستشرق شمسُه شأنُه في ذلك شأن شعراء الواقعيّة الاشتراكيّة المحكومين بالتفاؤل .
نصّ ( ألم وأمل) يختصر الحكاية ؛ ألم واقع والأمل المرهون بسين التسويف . لغة بسيطة سهلة .وجاء الرّمز شفافاً يكشف عن مضمونه بلا جهدٍ لمن يعرف الحكاية حكاية الظبية الأسيرة السبيّة التي أحاط بها شذّاذ الآفاق من كلّ صوب .
ثمّ انظر إلى هذه الصور :
( الظبية الأسيرة ) هي صورة تحمل إضافة إلى جمالها إحساس الألم الذي يعتصر القلب وأنت ترى الجمال تقيّده أيدي الغدر .
( تنعق الغربان بامتعاض ) : تكشف الصورة هنا عن قيام الغربان بدورها الدّال على الخراب وهي ممتعضة لأنّ الأمر قد تأخّر .وهي تكشف عن إحساس الكره وكذلك صورة الجزّار الذي وصلت ذبيحته وهو يقهقه كاشفاً عن بداية انتصاره وهو يستل سكينه ليعمله فيها .
ما أروعك أيّها الشاعر حين يتدفق إحساسك كلمات تحكي واقعاً وتروي تاريخاً وتضع إطاراً في آنٍ معاً لمدينةٍ يعشقها كلّ من عرفها أو عرف أبناءها إلاّ الحاقدين على الفكر وعلى مدينة الفكر . !!!
___________________
(ألم وأمل)
حبيبتي ترنيمة شرقية
منسيةعلى تخوم الموت
على ضفاف الخوف والحصار
صغيرتي مرمية
محكومة بالجوع والعطش
من شرقها
يحدها الجفاف والغبار
وحولها يستوطن الدمار
كظبية أسيرة سبية
يحوم حولها الشذاذ والتتار
وتنعق الغربان بامتعاض
قد ملت انتظار
وفوق رأسها المليء بالأحزان
يقهقه الجزار
ياطفلتي الأبية
لاتحزني لاتجزعي
فمن صميم الصمت
يدمدم الإعصار
ورغم هذا الحزن والظلام
سيولد النهار.
-ترانيم شرقية-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق