الأربعاء، 11 يناير 2017

في - موقد الحياة - لكننا نعيش بقلم / جميلة الكجك

في - موقد الحياة - لكننا نعيش
- أين كنت؟!
- في العمل، وهل أذهب إلى غيره؟!
- لم لم ترد علي طوال النهار؟!
- انت تعلمين زحمة الطريق، الناس والباعة والعربات، وكأنما هو عالم داخل عالم داخل عالم، وأنا التائه فيه....

- بل أنت تتقصد عدم الرد علي. الهاتف بيدك والنت شغال 24 ساعة، و الماسنجر عندك مفتوح على "الغارب" إلا عندما احاول الاتصال بك يتوقف الإرسال وكأنما هناك عفريت من الجن يتقصدنا. أم أنك تتحدث مع إحداهن طوال الوقت، أصدقني القول؟
- انا لا أتحدث مع أي كان. كل وقتي اقضيه في العمل. لم تحاولين افتعال الخلافات، لم كل هذا النكد، هل علي أن أغمس لقمتي بشتائمك عند كل عودة من عملي الشاق. حتى عبارة - يعطيك العافية - لم تنطقي بها؟!
- لأنني أفزع، أشعر برعب شديد عندما لا أرى علامة - نشط - في أعلى صفحتك. أخاف عليك فطريقك خطرة وحياتك دوما على كف عفريت - كما يقولون - ألا تحب أن أخاف عليك؟!
- ولكن ليس إلى هذه الدرجة.
- أنت لا تدرك أن قلبي يحترق كل يوم بعدد المرات التي لا ترد فيها علي. لا تفعل ذلك معي أرجوك. ما أن تشرق الشمس وإلى ان تغيب وانا في انتظار عودتك أدعو الله في كل مرة أن أن يحميك و يحفظك وتعود إلي من فم السبع سالما من جديد. حياتك دوما في خطر وأنا من تعاني هذا الخطر، وأحاول أن أعتاده لكنني لن أستطيع ذلك أبدا. هي مأساتي التي يبدو أنها لن تتوقف يوما.
- والحل؟!
- أن تبحث عن عمل جديد.
- وأنا أبحث عن هذا العمل الجديد قبل أن أبدأ بعملي هذا! أي قبل أكثر من عشرين عاما. كنا وحدنا والآن أصبحنا خمسة.
- وها أنا أكاد أتحول أمام ناظريك إلى كومة من الرماد.
جميلة الكجك
 
تعقيب أبو عمر
ابو عمر إبداع دائم يفوق الخيال. ..حقا انها صوره من حياتنا اليوميه فالحياه مشاعر متبادله وعتاب ممتد وأهتمام في المقام الأول بين الزوجين .تحياتى لك يا معلمتى النبيله
 
رد جملية الكجك
Jamileh Alkujok ولك اسمى التحايا صديقي، تحليل رائع، شكرا لك
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه المشهد العصري المسيس في جانب , والعرض الذي يجمع بين الإسلوب الدرامي والمجس (السوسيولوجي) هما ثيمة هذا النص المتميز العميق الذكاء..
وسر ذكاءه يتجسد في فرادة الطريقة التي كتب على اساسها من اجل توفير اكبر قدر من الإقناع بفكرة وأطروحة النص التي اظنها هي ه
دف المبدعة المفكرة Jamileh Alkujok..حتى أنني احس أنها حين لجات الي إسلوب القص او الحوار القصصي كانت بذلك تقوم بعملية توظيفية توليفية مقصودة لخدمة الغرض الأساس للنص واعني المبحث الإجتماعي والنفسي المعاصر علي وجه التحديد ,وهذه المعاصرة واضحة للعيان يلمسها كل متابع من خلال مفردات الحياة اليومية المباشرة لإنسان هذا الزمن الذي نعيشه بكل تفاصيله..
كما وان اللافت في طبيعة الحوار حرص الكاتبة علي عرض وجهتي النظر لكلا الجنسين في العائلة الواحدة بحيادية منصفة تعطي لكل ذي حق حقه ثم تقوم بذكاء وفطنة بآقتراح نوع من الحل الذي يخلق توليفة مقنعة كحل لابد منه للخلاص من ضواغط الماحول المربكه..
كان نصا حاملا لضرورته الابداعية , سيدتي..احسنت..
 
رد جملية الكجك
Jamileh Alkujok تحليل رائع من جهتك سيد "الموسوي" أشكرك عليه، كان بمثابة كشاف نور أضاءت كل جوانبه، ووضحت الكثير من أهدافه. هذه حقيقية كل بيت وأية علاقة بين رجل وامرأته عندما تتعثر بمفردات الحياة روحيهما، يتوهان ما بين الحب والغيرة والقلق والإنشغال بتصريف أمورهما المشتركة، وأهم ذلك الخوف من المجهول الذي يترصد بهما، يستشعرانه دون ان يتعرفا عليه، فيكون الإرباك والعصبية والغضب، ويتسلل الحب من بين جوانحهما وهما يحاولان القبض عليه بكل ما أوتيان من قوة. إنه الصراع الأبدي والرغبة بالإلتصاق بالآخر خوفا من الفقد، والرغبة بعيش كريم لا تنغيص فيه. هي جدلية القرب والبعد، بل جدلية كل المتناقضات التي يعيشها كل رجل وامرأة.
 
تعقيب نائلة طاهر
ندى الأدب أعجبني العنوان فهو يصلح لبيت في قصيدة .
النص قصصي فاجأتنا الكاتبة بحوار كمدخل له ولا خلاف على ذلك لكن يبقى التأطير المكاني والزماني لأي عمل قصصي مهم ويبرز ظاهرا أو خفيا في مقدمة أي نص .أو بعد الاستهلال.
اعتمدت الحوار في كل القصة وهو أسهل الأساليب لخلق
نص قصصي ما خاصة إذا كان ينقل الواقع .
الذي جعلني أتوقف عند نصك هو جمالية الحوار و موضوعه وصراحة هذا أكثر نص عجبني من بين نصوصك ينقل فكرة متصلة بما نعيشه وبطريقة مختلفة عن ما قيل سابقا وفي طابع قصصي شيق .
كان بالإمكان أن تلجئي إلى الحوار الداخلي بعد كل حين حتى تنقلي الانفعالات النفسية للبطلين باطلالة قصيرة للراوي يربط بين كل مجموعة اقوال والذي من شأنه يثري النص ويحوله إلى قصة قصيرة ناجحة .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق