(نقد النقد)
وجهة نظر ليس الا...،،
عودة الى دارين مقال للناقد الجميل قيسي
ولعل ابرز ما استوقفني في هذا المقال هو تواضع الرجل واعترافه بخطأ ما ثم اعتذاره للبعض في اكثر من موضع على حد تعبيره ولعمر أن هذا لهو قمة الانصاف والنبل
رغم ان الناقد مهول بامكاناته وتجاربه وبارع بادواته الأكاديمية المفعلة من خلال بصمته الواضحة وجهوده المضنية مع الهم الابداعي واشباع الذائقة الفنية والادبية بعد ان يمرر عليها مشرطه النقدي المتمترس بادواته البناءة،وهذا ما لاحظناه جميعا من خلال فعالياته التي تكاد تكون يومية على الكثير مما ينشر في افاق وغيرها.
يرى بعض علماء النفس ان المرء يستطتيع التحول من الذات الى المجموع .لذا فأن الناقد يحلل ثم يعمم ذاته وشخصنته لما يعرض افكاره بصيغة فن الكلمة .
وعليه فان الناقد لايخفي ذاته بل هو يعبربها عن وجهة نظره،لكن عليه ان يضعها بوصف موجز لمشاعره وانطباعاته ولايغالي بها بعيدا لانه حتما سيبتعد عن فحوى وحقيقة العمل الفني والتي هي ملك للاخرين وللتاريخ. هناك من حمل النقد افكارا ذاتية حتى صار مرآة عاكسة له لم يوغل الى العمق الفني ولم يعطي تذوقا فنيا متميزا .. يقول (توماس راشل)ان التذوق هومسؤولية الادب والتذوق غير التصوف انه نتاج وجهات نظر العالم المختلفة وانه تربية فنية وخلق زمني يتحد مع الوظيفة الانسانية والتاريخية..
ويقول الكاتب والناقد (كونترايبرت)بان ليس هناك ناقداعاجزا بل على الناقد الايعقد مقارنة بين النص او اللوحة او الموضوع وبين معلومته الشخصيةفقط بل عليه ان يحدث تاثيرا في الممارسة الفنية وان لايشير الى تلك الممارسة اوالموضوعة بسهولة وبطريقة عابرة حتى يستهلك المضني ثم يطلق عليه حكمه في اطار مشاعره وحسب، اويعمد الى الفات النظر الى اثارة مواضيع جانبية آخرى متعددة .. ان النقد الادبي هو عربة النتاج الفني والابداعي على الرغم من قصوره احيانا في تكوين خطة اوسياسة ثقافية مستقرة ..
ان الناقد هو قارئ وقارئ شغوف قبل كل شئ قارئ متابع يقرأ اكثر من الاخرين فضلا عن امتلاكه لقدرة المقارنة بين درجات البناء الابداعي والمعارف الواقعية،
وعلى الناقد المبدع ان لايزج نفسه في احكام قضائية ويصنع من نفسه مشرعا وعليه ان لايتحرك نحو الكاتب او الشاعر اولا بل عليه ان يتجه نحو المتلقي اوالقارئ ويشاركه فهم المحتوى والاحداث ويتحد معه ليغني المشهد بفيض ارهاصه ودفق انثياله وعبقرية تحليله ..
يفضل بعض النقاد اسماع النقدالمتملق ويتبنى بعضهم موقفا ضعيفا كمن يعرف تفاصيل فعل الشئ ولايفعله اوليست له القدرة على فعله . وكما يعتمد البعض على كتابة نثر فني فيقر بمعلوماته الادبية حتى يجعله جنسا ادبيا قريبا او شبيها بالحكاية اوالشعر يجد فيه القارئ متعة جمالية .،،
بعض الملاحظات تشير الى ان للكاتب اوالشاعر قدرة على الكتابة في كل المواضيع الا النقد ..
ثم يتحول بعض النقاد ونتيجة عجزهم ان يكتبوا انشاءا بشكل مقالات وعدم وضع خطة عمل لكتابة كتاب نقدي خصب الخيال ثري المعلومة منجدا للحل والحلول انى شئنا.،،. كما ان صيغة المفرد تنعدم في حالة المشاركة مع الاخرين اي حين يشرك الاخرين بافكاره حتى ولو كانت معارضة له. ففي كل الاحوال المناقشات حتى وان كانت حادة بين الاطراف المختلفة افضل بكثير من الغباء المعرفي البارد ولوان بعض النقاد يصر على كسب الجولة وهذا ايضا يكون على حساب الحقيقة وغالبا ما يحسم مثل هكذا نقاش دون الوصول الى اضافة جوهرية جديدة وعلى الناقدان يكون جريئا لايخشى من لومة لائم ومن وضع النقاط على الحروف .
النقد عالما متحركا والناقد الناجح هو من يفلح في صنع وحدة بين المتناقضات بين العلاقات الاجتماعية والذاتية وبين الحب والعمل وكافة الاتجاهات المتضاربة ومن دون الاعتماد على الوجبات والمصطلحات الجاهزة.،،،،.!!
تحياتي جاسم السلمان ..
وجهة نظر ليس الا...،،
عودة الى دارين مقال للناقد الجميل قيسي
ولعل ابرز ما استوقفني في هذا المقال هو تواضع الرجل واعترافه بخطأ ما ثم اعتذاره للبعض في اكثر من موضع على حد تعبيره ولعمر أن هذا لهو قمة الانصاف والنبل
رغم ان الناقد مهول بامكاناته وتجاربه وبارع بادواته الأكاديمية المفعلة من خلال بصمته الواضحة وجهوده المضنية مع الهم الابداعي واشباع الذائقة الفنية والادبية بعد ان يمرر عليها مشرطه النقدي المتمترس بادواته البناءة،وهذا ما لاحظناه جميعا من خلال فعالياته التي تكاد تكون يومية على الكثير مما ينشر في افاق وغيرها.
يرى بعض علماء النفس ان المرء يستطتيع التحول من الذات الى المجموع .لذا فأن الناقد يحلل ثم يعمم ذاته وشخصنته لما يعرض افكاره بصيغة فن الكلمة .
وعليه فان الناقد لايخفي ذاته بل هو يعبربها عن وجهة نظره،لكن عليه ان يضعها بوصف موجز لمشاعره وانطباعاته ولايغالي بها بعيدا لانه حتما سيبتعد عن فحوى وحقيقة العمل الفني والتي هي ملك للاخرين وللتاريخ. هناك من حمل النقد افكارا ذاتية حتى صار مرآة عاكسة له لم يوغل الى العمق الفني ولم يعطي تذوقا فنيا متميزا .. يقول (توماس راشل)ان التذوق هومسؤولية الادب والتذوق غير التصوف انه نتاج وجهات نظر العالم المختلفة وانه تربية فنية وخلق زمني يتحد مع الوظيفة الانسانية والتاريخية..
ويقول الكاتب والناقد (كونترايبرت)بان ليس هناك ناقداعاجزا بل على الناقد الايعقد مقارنة بين النص او اللوحة او الموضوع وبين معلومته الشخصيةفقط بل عليه ان يحدث تاثيرا في الممارسة الفنية وان لايشير الى تلك الممارسة اوالموضوعة بسهولة وبطريقة عابرة حتى يستهلك المضني ثم يطلق عليه حكمه في اطار مشاعره وحسب، اويعمد الى الفات النظر الى اثارة مواضيع جانبية آخرى متعددة .. ان النقد الادبي هو عربة النتاج الفني والابداعي على الرغم من قصوره احيانا في تكوين خطة اوسياسة ثقافية مستقرة ..
ان الناقد هو قارئ وقارئ شغوف قبل كل شئ قارئ متابع يقرأ اكثر من الاخرين فضلا عن امتلاكه لقدرة المقارنة بين درجات البناء الابداعي والمعارف الواقعية،
وعلى الناقد المبدع ان لايزج نفسه في احكام قضائية ويصنع من نفسه مشرعا وعليه ان لايتحرك نحو الكاتب او الشاعر اولا بل عليه ان يتجه نحو المتلقي اوالقارئ ويشاركه فهم المحتوى والاحداث ويتحد معه ليغني المشهد بفيض ارهاصه ودفق انثياله وعبقرية تحليله ..
يفضل بعض النقاد اسماع النقدالمتملق ويتبنى بعضهم موقفا ضعيفا كمن يعرف تفاصيل فعل الشئ ولايفعله اوليست له القدرة على فعله . وكما يعتمد البعض على كتابة نثر فني فيقر بمعلوماته الادبية حتى يجعله جنسا ادبيا قريبا او شبيها بالحكاية اوالشعر يجد فيه القارئ متعة جمالية .،،
بعض الملاحظات تشير الى ان للكاتب اوالشاعر قدرة على الكتابة في كل المواضيع الا النقد ..
ثم يتحول بعض النقاد ونتيجة عجزهم ان يكتبوا انشاءا بشكل مقالات وعدم وضع خطة عمل لكتابة كتاب نقدي خصب الخيال ثري المعلومة منجدا للحل والحلول انى شئنا.،،. كما ان صيغة المفرد تنعدم في حالة المشاركة مع الاخرين اي حين يشرك الاخرين بافكاره حتى ولو كانت معارضة له. ففي كل الاحوال المناقشات حتى وان كانت حادة بين الاطراف المختلفة افضل بكثير من الغباء المعرفي البارد ولوان بعض النقاد يصر على كسب الجولة وهذا ايضا يكون على حساب الحقيقة وغالبا ما يحسم مثل هكذا نقاش دون الوصول الى اضافة جوهرية جديدة وعلى الناقدان يكون جريئا لايخشى من لومة لائم ومن وضع النقاط على الحروف .
النقد عالما متحركا والناقد الناجح هو من يفلح في صنع وحدة بين المتناقضات بين العلاقات الاجتماعية والذاتية وبين الحب والعمل وكافة الاتجاهات المتضاربة ومن دون الاعتماد على الوجبات والمصطلحات الجاهزة.،،،،.!!
تحياتي جاسم السلمان ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق