تداول السلطة الشعرية
=====
=====
من العجيب أن نجد شاعر -العمودي- الذي يحارب الإضطهاد بكل أشكاله، ويسب الديكتاتورية، هنا وهناك، ويملأ الدنيا بشعارات الحرية، والتحضر وووو.. هو ذاته الذي يقوم بدور الحاكم على أمور اللغة، ولا يعترف "بقصيدة النثر" كنوع من الشعر، ولا يقبل فكرة التغيير، في مفهوم الشعر، حتى لو قلنا له، أن هذا يعد نوعا من أنواع "تداول السلطة" التي تنادي بها أنت!!!
*في مقالة، قد كتبها الدكتور "مصطفى محمود" تحدث فيها عن اللغة، وأورد فيها العديد من التساؤلات، على هيئة حوار بين أب، وطفله.. حول كلمة "شجرة" .. ما الشجرة؟ نبات.. ما النبات؟ بذرة؟ ما البذرة...إلخ. ثم يعود الطفل ليسأل سؤاله الأخير، لماذا سميت الشجرة بهذا الاسم؟؟ فلا الأب يعرف، -ونحن كذلك- ثم يدخل الكاتب في محاور أخرى ليست في موضوعنا.
المهم أنه يمكن تطبيق مثال الشجرة، على كل الأشياء حية كانت أو جمادا. اسم، منير.. ما معنى منير؟ أي مضاء، ما معنى مضاء؟ وما معنى مضاء... إلخ. (كما جاء بالمقالة)
*ما أعنيه من ذكر هذا الجزء من المقال، هو فكرة أن الأشياء تكتسب أسماءها لا عن طرق "مقدسة" كما نظن، وإنما بطرق تآلفية، أي كما يألفها ويعتادها الناس، ومن ثم تنتقل من جيل إلى جيل، حتى يثبت اسمها، وتستقر أخيرا ضمن "المعرفة" لدى الناس. وهذا ما جعلني، أطبق نفس الفكرة على كلمة "الشعر" .. ما الشعر؟ هو الكلام الموزون المقفى..إلخ، ويمكنك أن تعطيني آلاف التعريفات، لكني سأظل أسألك سؤالا واحدا.. ماذا تعنى كلمة الشعر في حد ذاتها؟ وهكذا إلى ما لا نهاية.
*ما أريد الوصول إليه، أن كلمة الشعر في أصلها كلمة مجردة من أي مفاهيم أو تعريفات، أو دلائل، ونحن -البشر- أكسبناها بعض الصفات "الموروثة" كمثلا أن نقول: هو الوزن والقافية. ثم بعد ذلك، عندما وجد شعراء العمود. أن بعض مما يطلق عليه الشعر، كمفهوم مادي كما اعتدنا (أي أنه كل ما هو موزون ومقفى) لا يندرج تحت مفهوم الشعر من الناحية المعنوية (أي نسبة الشاعرية والتأثير والجماليات وغيرهم) فقاموا بإخراج مصطلحا آخر، ألا هو "النظم" ... فنجد الكثير من القصائد المقفاة والموزونة، ومع ذلك لا تندرج تحت مسمى الشعر -باعتراف شعراء العمود أنفسهم-
* نستخرج من كل هذا أن مسألة "التصنيف" هي مسألة متغيرة، وليست ثابتة كما نعتقد. ومع تطور الفكر، والعصر، قد نضطر لإعادة فكرة التصنيف، وهذا ليس بالأمر العجيب، فإنه كثيرا ما يحدث في شتى العلوم كما درست، فمثلا قد يندرج كائنا معينا تحت مملكة ما نظرا لتشابهه مع سلوكيات وصفات هذه المملكة، ونظرا لتطور النظريات والدراسات العلمية ووو.. ينتقل هذا الكائن تحت مملكة أخرى، لأنه يصبح أقرب من الناحية التصنيفية للملكة أخرى.. وهكذا.
*في أصل الكون والعلوم جميعها، هو عدم الثبات، ولا توجد (نظرية بشرية) قابلة للتقديس!! فإن كان هذا في علمي الطبيعة والأحياء، القائمين على أساس التجربة العلمية، ومن ثم الحصول على نتائج، فما بالنا في علوم الأدب، والتي تتدخل فيها الانعاكاسات المعنوية والفلسفية، وتفرض نفسها، أكثر من الأمور المادية البحتة، كما في العلوم الأخرى. مثلا مهما حاولت إقناعي أن الماء يغلي عند درجة 90 درجة مئوية، لن أصدقك، ولن يلتفت لكلامك أحد، لأن الماء "عمليا وعلميا" يغلي عند 100 درجة وهذه نظرية علمية بحتة، ولا علاقة لها بوجهات النظر الشخصية، أو مشاعر الناس! لكن في المقابل، عندما تأتي لي بنص أدبي -أيا كان شكله- ثم، وتطلب مني أن أسميه شعرا أو نثرا أو ذرة مشوية حتى! حينها لا يمكن أن ألغي وجهة نظري عن مفهومي للشعر مثلا، ولا يمكن أن أستسلم للتصنيفات "الموروثة" لمجرد أن صاحب النص ذاته، يرغب بتسمية معينة! وإلا فمن يقنع كاتب النظم، أن كلماته نظما، لا شعرا؟؟
*وأعود من حيث بدأت، وأؤكد على فكرة "تداول السلطة الشعرية" فشاعر العمود، قد يكتب قصيدا اليوم، وأسميه شاعرا -حقيقيا- أما غدا، فهذا تحكمه ظروف قصيد الغد. وكذلك نفس الشيء يطبق على شاعر النثر. أليست هذه الحرية والديموقراطية، التي ينادي بها أهل الأدب جميعا؟؟؟
===
دنيا حبيب
*في مقالة، قد كتبها الدكتور "مصطفى محمود" تحدث فيها عن اللغة، وأورد فيها العديد من التساؤلات، على هيئة حوار بين أب، وطفله.. حول كلمة "شجرة" .. ما الشجرة؟ نبات.. ما النبات؟ بذرة؟ ما البذرة...إلخ. ثم يعود الطفل ليسأل سؤاله الأخير، لماذا سميت الشجرة بهذا الاسم؟؟ فلا الأب يعرف، -ونحن كذلك- ثم يدخل الكاتب في محاور أخرى ليست في موضوعنا.
المهم أنه يمكن تطبيق مثال الشجرة، على كل الأشياء حية كانت أو جمادا. اسم، منير.. ما معنى منير؟ أي مضاء، ما معنى مضاء؟ وما معنى مضاء... إلخ. (كما جاء بالمقالة)
*ما أعنيه من ذكر هذا الجزء من المقال، هو فكرة أن الأشياء تكتسب أسماءها لا عن طرق "مقدسة" كما نظن، وإنما بطرق تآلفية، أي كما يألفها ويعتادها الناس، ومن ثم تنتقل من جيل إلى جيل، حتى يثبت اسمها، وتستقر أخيرا ضمن "المعرفة" لدى الناس. وهذا ما جعلني، أطبق نفس الفكرة على كلمة "الشعر" .. ما الشعر؟ هو الكلام الموزون المقفى..إلخ، ويمكنك أن تعطيني آلاف التعريفات، لكني سأظل أسألك سؤالا واحدا.. ماذا تعنى كلمة الشعر في حد ذاتها؟ وهكذا إلى ما لا نهاية.
*ما أريد الوصول إليه، أن كلمة الشعر في أصلها كلمة مجردة من أي مفاهيم أو تعريفات، أو دلائل، ونحن -البشر- أكسبناها بعض الصفات "الموروثة" كمثلا أن نقول: هو الوزن والقافية. ثم بعد ذلك، عندما وجد شعراء العمود. أن بعض مما يطلق عليه الشعر، كمفهوم مادي كما اعتدنا (أي أنه كل ما هو موزون ومقفى) لا يندرج تحت مفهوم الشعر من الناحية المعنوية (أي نسبة الشاعرية والتأثير والجماليات وغيرهم) فقاموا بإخراج مصطلحا آخر، ألا هو "النظم" ... فنجد الكثير من القصائد المقفاة والموزونة، ومع ذلك لا تندرج تحت مسمى الشعر -باعتراف شعراء العمود أنفسهم-
* نستخرج من كل هذا أن مسألة "التصنيف" هي مسألة متغيرة، وليست ثابتة كما نعتقد. ومع تطور الفكر، والعصر، قد نضطر لإعادة فكرة التصنيف، وهذا ليس بالأمر العجيب، فإنه كثيرا ما يحدث في شتى العلوم كما درست، فمثلا قد يندرج كائنا معينا تحت مملكة ما نظرا لتشابهه مع سلوكيات وصفات هذه المملكة، ونظرا لتطور النظريات والدراسات العلمية ووو.. ينتقل هذا الكائن تحت مملكة أخرى، لأنه يصبح أقرب من الناحية التصنيفية للملكة أخرى.. وهكذا.
*في أصل الكون والعلوم جميعها، هو عدم الثبات، ولا توجد (نظرية بشرية) قابلة للتقديس!! فإن كان هذا في علمي الطبيعة والأحياء، القائمين على أساس التجربة العلمية، ومن ثم الحصول على نتائج، فما بالنا في علوم الأدب، والتي تتدخل فيها الانعاكاسات المعنوية والفلسفية، وتفرض نفسها، أكثر من الأمور المادية البحتة، كما في العلوم الأخرى. مثلا مهما حاولت إقناعي أن الماء يغلي عند درجة 90 درجة مئوية، لن أصدقك، ولن يلتفت لكلامك أحد، لأن الماء "عمليا وعلميا" يغلي عند 100 درجة وهذه نظرية علمية بحتة، ولا علاقة لها بوجهات النظر الشخصية، أو مشاعر الناس! لكن في المقابل، عندما تأتي لي بنص أدبي -أيا كان شكله- ثم، وتطلب مني أن أسميه شعرا أو نثرا أو ذرة مشوية حتى! حينها لا يمكن أن ألغي وجهة نظري عن مفهومي للشعر مثلا، ولا يمكن أن أستسلم للتصنيفات "الموروثة" لمجرد أن صاحب النص ذاته، يرغب بتسمية معينة! وإلا فمن يقنع كاتب النظم، أن كلماته نظما، لا شعرا؟؟
*وأعود من حيث بدأت، وأؤكد على فكرة "تداول السلطة الشعرية" فشاعر العمود، قد يكتب قصيدا اليوم، وأسميه شاعرا -حقيقيا- أما غدا، فهذا تحكمه ظروف قصيد الغد. وكذلك نفس الشيء يطبق على شاعر النثر. أليست هذه الحرية والديموقراطية، التي ينادي بها أهل الأدب جميعا؟؟؟
===
دنيا حبيب
تعقيب صباح سعيد
Sabah Saaed أسعد الله أيامك...
مجرد وجهة نظر أن الشعر إحساس ولغة ودربة
لا علاقة له بالسلطة...
الإبداع الجميل يبقى ويثبت وجوده...
نستطيع القول أن الشعر العامودي مع العلم أني لست شاعرة هو هوية وديوان العرب
له ضوابط
ولايعني أن نقلل من بقية فنون الإبداع...
ربما بعضهم يتعصب له بسبب هجمات الفكر الهدام بأسماء مختلفة... اعتقد أن
قصيدة النثر...يجب أن لا يهمها
الاسم ...أعني قصيدة
ممكن أن تكون مقطوعة نثر أدبي...
ودائما الغلبة للأجود
شكرا لك لهذا الموضوع
مجرد وجهة نظر أن الشعر إحساس ولغة ودربة
لا علاقة له بالسلطة...
الإبداع الجميل يبقى ويثبت وجوده...
نستطيع القول أن الشعر العامودي مع العلم أني لست شاعرة هو هوية وديوان العرب
له ضوابط
ولايعني أن نقلل من بقية فنون الإبداع...
ربما بعضهم يتعصب له بسبب هجمات الفكر الهدام بأسماء مختلفة... اعتقد أن
قصيدة النثر...يجب أن لا يهمها
الاسم ...أعني قصيدة
ممكن أن تكون مقطوعة نثر أدبي...
ودائما الغلبة للأجود
شكرا لك لهذا الموضوع
Sabah Saaed مثلا نرى السمفونية لها ضوابط
ولا يستطيع لحن روك أو دبكة أن يقارنا...
كم من ألحان خالدة وهذا يرجع للمحتوى وتميز الإبداع..
التنوع هو الجمال في الأدب والفن
ولا يستطيع لحن روك أو دبكة أن يقارنا...
كم من ألحان خالدة وهذا يرجع للمحتوى وتميز الإبداع..
التنوع هو الجمال في الأدب والفن
تعقيب أسامة حيدر
أسامة حيدر علميّاً الأرض تدور وهذا مثبت . ولكنّ البعض اليوم ينكرون ذلك ويأتون بأدلّتهم الوهميّة والكثير ممّن يستمعون إليهم يصدّقون .
فمن الطبيعيّ بعد هذا أن نجد أحدهم يقف اليوم ليعلن أنّ قصيدة النثر ليست من الشعر ونجد الكثير ممّن يصفّق له رغم أنّ الاعتراف بقصيدة النثّر قد تمّ وانتهى الأمر وهناك عشرات الكتب تتحدث عن قصيدة النّثر وشعرائها وبداياتها كما فعلت الدكتورة عزيزة مريدن . والسؤال المطروح اليوم : هذا النصّ جميل أو لا .
فمن الطبيعيّ بعد هذا أن نجد أحدهم يقف اليوم ليعلن أنّ قصيدة النثر ليست من الشعر ونجد الكثير ممّن يصفّق له رغم أنّ الاعتراف بقصيدة النثّر قد تمّ وانتهى الأمر وهناك عشرات الكتب تتحدث عن قصيدة النّثر وشعرائها وبداياتها كما فعلت الدكتورة عزيزة مريدن . والسؤال المطروح اليوم : هذا النصّ جميل أو لا .
تعقيب حسين ديوان الجبوري
حسين ديوان الجبوري كﻻم في الصميم ست دنيا انا معك في كل ما ذهبتي اليه وعاشت يمينك تحياتي لك مع التقدير
تعقيب خديجة محمد نعوف
ام رامي صحيح بكل تأكيد .....دمت ألقاً
تعقيب نائلة طاهر
ندى الأدب الأستاذة دنيا قالت كل ما يريد كل كاتب متوازن فكريا قوله ..وطبعا بأسلوبها الخاص الذي يغلب عليه صفة المنطق وبعيدا عن فضفضة الألفاظ العلمية التي ربما تنفر القارئ العادي من إتمام المقال وبنفس الوقت ورد المقال في تسلسل علمي موضوعي.
برافو صديقتي تعودت منك التدخلات الرشيقة والشيقة
برافو صديقتي تعودت منك التدخلات الرشيقة والشيقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق