الثلاثاء، 17 يناير 2017

رسالة مسجون بقلم / دنيا حبيب

سيدي ال(...)
بعد السلام، وما يتبعه من تفخيم لا تستحقه..!
أشهد لك..
أنت بارع حقا في إعادة سرد التاريخ بصورة ديناميكية ممتازة، ترقص كالبهلوان أمام الكاميرا؛ فتروق لنا حد الثمالة، ونصفق لك حتى يتورم خدنا!!! تفعل هذا بثقة تامة في أنك ستحصل على أعلى أصوات، من أول صوت أدق كائن في مملكة الحيوان، إلى أعلاهم! وهذا لأنك داهية، وتوقن جيدا، أن (الكافرين بالإنسانية) يظنون أننا على علاقة وراثية مع القرود!!
لم أكن أهتم يوما بتحليل رقصاتك تلك، أو محاولة كشف "تكنيكها" .. ففي كل حال، ستنكسر قدماك يوما ما، وتتحول بعدها (لمنحوت صغير) لنظل نتذكرك.. وأظنك غبي بدرجة كافية لتفرح بأمر المنحوت والذكرى، ويسعدني أن أخبرك أنك على خطأ تام؛ فإن للتذكر أشكال -تماما كرقصاتك- فهناك تذكر باللعنات، أو البركات!
صحيح أن قبعتك البهلوانية تخرج لك الأرانب، والمناديل الملونة.. لكن رأسك لن يخرج لك غير الأفاعي، التي ستلدغك يوما ما، ولا عاصم لك منها؛ إلا إذا أحرقت رأسك! احرقها.. احرقها يا سيدي وعش سليم البال... ولا تنعي نفسك هم رائحة الدخان؛ فإن السماء كفيلة باستيعابها جميعا، ومن ثم تبديدها بين السحب البيضاء! ولا تخش مرآتك، أن تسخر من شكل رأسك المتفحمة، قف أمامها، ولا تحاول التبرير أبدا، فقط شق صدرك، وحينها أجزم لك، أنها ستتحول للوح من الخشب، ويزول لمعانها المزيف.. وأعدك أنه ستنمو لك رأس جديدة، وفي وقت لا يتعدى لمح الغفران!!
سيدي..لم يكن في نيتي أبدا، أن ألبس رسالتي عباءة التقى والورع، كي أخفي عيوب أحرفها -كما تخفي أنت وجهك بلطخات الألوان- وصدقني أن آخر همي أن أقدم النصيحة لأمثالك، رغم أني لا أنكر أنكم تشبهونني كثيرا حينما أسكر! لكنني قبل أن أقدم على إرسالها، قد بررت لنفسي ما سأفعل في أمرين:
الأول، أن رقبتي تحت مقصلتك، وأنني -والحمد لله- خارج إطار رحمتك..
ثانيا، أقنعت نفسي أننا أحيانا نضطر لأن:
"نقول ما لا نفعل" وأعتقد أن رسالتي الآن قد وصلت!!
|
#دونيا_حبيب
 
تعقيب غسان الحجاج
 
غسان الآدمي هذه الرسالة قرأتها وقرأتها وقرأتها وفِي كل مرة ينتابني شعور بالخوف ربما لأن جزء من ذلك المخاطب هو نائم في داخلي او هو قد نوم جزءا من ضميري ذات غفلة مني .عندما انظر للرسالة يخيل لي ظاهرا انها بسيطة ولكني عندما اقرأها آتيه في باطنها فظاهرها بساطة وباطنها معقد يالها من متاهة تحتمل التأويل .
ربما كانت هذه القبعة هي رمز يشير الى تاج الحكم والأرانب في اللغة الدارجة تعني الثروة وما دعاني الذهاب الى هذا التأويل هو ان الاستاذة دنيا استخدمت رمز الأفعى وهو حسب علمي جزء من تاج الفرعون او في إشارة الى عصا موسى عليه السلام التي كشفت زيف الطغيان من جهة اخرى هي أشارة بذكاء الى انها لن تجعل المعنى ضمنيا رغم انها فعلت ذلك مرارا فما اجمل هذا التعبير
(واعدك انك ستنمو لك رأس جديدة في وقت لا يتعدى لمح الغفران)
هل هذا يعيدنا الى بداية النص في اعادة سرد التأريخ الممتلئ بالطغاة كناية عن ولادة طاغٍ اخرى قبل ان يلتقط المسجون انفاسه وربما قصدت انبعاث الطاغي من قبره برأس جديدة لن تلمح الغفران
تحياتي إيتها المبدعة
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه لقد كنا بانتظار قصيدة ما يا ست دنيا حبيب..فإذا بها موجة مكتظة بزحام المشاعر ومشاعل الاحتجاج..
بيد أن اللافت الأكثر اهمية هنا بحسب تصوري يتجسد بجلاء في وحدة السياق والمساق في هذا المرسال البارع..
فلاشئ يشي بقوة السبك الأدبي اكثر من دقة ونضج السياق اللغوي المعبر عن ارادات الكاتب بلاحشو ولا فجوات..
ولشد ما افرحني هذا النص
به اولا ..
وبما حمل ثانيا..
فغاية الاهتمام ان نشهد على ولادة شرعية جديدة وعصرية لنظرات تشبه وتتميز عن نظرات المنفلوطي الرائد الكبير..
تشبهه لانها نظرات..
حتى مفردة رسائل ماعادت تكفي للتعبير عنها..لأنها تصاعدت من الناحيتين الشكلية والمضمونية بحيث لا يليق بها الا اصطلاح النظرات..
ولاتشبهه لانها تميزت بالموضوع وتميزت بالاداء وتميزت بالخصب الفكري الكثيف العبارة والمتشعب الاهداف والمرامي..
كنت في محطة خارج المألوف تماما..وكسر السائد ليس امرا سهلا ..سيدتي..تقديري الكبير..

تعقيب تغريد بدوي
Taghreed Badawi Alhindi سلم الفكر و البنان..رمزية ..واقعية و لا أجمل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق