الثلاثاء، 17 يناير 2017

قصيدة،،،تيار الوعي وتجربة أسعد الجبوري/ 3 بقلم جمال قيسي

قصيدة،،،تيار الوعي وتجربة أسعد الجبوري/3 بقلم جمال قيسي
ليست الحياة نزهة بالنسبة لي،،ولست متصالحاً مع نفسي ،،بكل الاحوال،،لان لي وعياً ،،جعلني استشعر الالم الذي يحيط بنا ،،لست قلقاً على نفسي ،،ولكن على وجودي،،ضمن جماعة تسيير الى الزوال،،،،،،
ان تقطف ثمار قرائتك،،،لنص اسعد الجبوري،،حتماً ليس في المرة الاولى،،لأن التعسف قائم بحكم التأويل المتباين،،الذي ربما يبلغ حد التناقض،،ومجمل السياقات ،،في النص ،،تبدو مثل صورة النمل في شاشات التلفاز القديمة،،عند انقطاع البث،،،او رقعة ( الباركود ) التجارية،،وربما لمنتج لم تتعرف عليه اجهزتنا المسحية،،( عقولنا ) ،،يتخطى هنا الجبوري،،بحركة زخمية فائقة السرعة ،،خارج نطاقنا العقلي المألوف للميكانيك،،وانا هنا اعتقد جازماً،،انه أعطى لقصيدة النثر ( اعتذر عن التسمية التي ربما بعض الأساتذة ،،من يعتبرها غير جائزة اصطلاحياً ) ،،مكانة مرموقة،،وأحالها الى خطاب زخمي،،مفارق،،وأجزم كذلك،،انه قد دشن عهداً جديداً لاهمية خطاب ( قصيدة النثر ) وسرودها ،،لم يحدث ان اطلعت على نص،،بمثل هذه المحمولات،،هذا من ناحية المضمون ،، وعديد الشفرات ،،حتى لمستوى ( الجناسات ) * ،، او من الناحية المورفولوجية ( البنيوية ) ،،،
وحتى لا نقض مضاجع القارئ ،،بالمصطلحات،،وان كان لابد منها،،لان ( بنك الايام ) ،،خطاب تأسيسي ،،في مضمار العقل المعاصر،،والذي نحاول قدر الإمكان ان نجعل بيننا وبينه جداراً ،،من حجر أصم،،وكأننا نختار ان نبقى معزولين،،عن مركز عالم اليوم،،نختار ان نبقى في الأطراف ،،على حافة دوامة العقل الغربي،،وتمسكنا بتراثنا ،،وإشكالياته ،،مع مفارقة زمنه،،،نكون دائماً على الحواف النهائية بحكم قوة الطرد المركزي ،،فيما مضى،،حتى قبل عقد من الزمان،،لم يكن التحدي الذي يواجهنا،،هو تحدي هوية،،،او إثبات وجود،،لقد شبه لنا ان التراث العربي قد قال قولته وتسمر الزمن،،كل مايجري،،قد نحيط به بمقولات السلف،،بمعطيات عقلنا التاريخي البائد،،والزمن والتاريخانية ( فعالية العقل في صنع الحراك التاريخي ) ،،التي اهدرت بحكم تكاسلها والوعظ الديني والتراثي المؤول ظلماً وعدواناً،،وكأن الآية ( لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ) ،،لاتشير الى اهم قوانين الجدل،،،ارتضينا،،الاستبداد،،وخطب المنابر المتخلفة،،وحتى المستنيرة منها،،فأن ضؤها مسلط الى الخلف،،ليجعلوا من الأجيال المتلاحقة تسير بعمى وهوامية،،في حين الآخر،،يمضي قدماً في اتجاهين،،الاول نحو بناء حياته المطورة،،والآخر الايغال في امتصاص ثرواتنا البشرية والمادية،،،حتى أصبحنا ،،في محتدم ،،خياراته محدودة،،اما الموت بسبب النزعات الاثنية،،او الطائفية،،او عبور المتوسط. ،،بعد تسديد حصة ( بوسيدون ) * ،،
لتحكي كل منهن شيئاً عن نظرات الزمن
ما اذا كانت ماجنة منحرفة ام نظرات دافئة بغيوم
البكاء على كل من غادر الأعين على زورق مطاط
أو فر من بين الأيادي فرحاً بجنازته المطرزة
بالرصاص،،
فرص النجاة بات شبه معدومة،،طريق واحد تفضي اليه حياتنا،،،وكل يوم يضيق،،،وهو ان نضع تراثنا على طاولة التشريح ،،وبحيادية ،،ونقدّم على نقد كل شيء ،،بدم بارد،،وعاطفة متحجرة،،،ونعيد الحياة الى سياقاتها الزمنية الصحيحة،،،ونعترف بان الاجداد،،قد قالوا قولتهم وانتهى،،هي صحيحة،،ولكن في سياقها الزمني،،ونص بنك الايام لأسعد الجبوري،،عبارة عن طاولة تشريح كبيرة،،،،والشاعر جراح ماهر،،،ولكنه لايستخدم التخدير،،،جزء من رسالته ،،ان يشعرنا بالالم ،،لانه يدرك العلة،،نحن بحاجة الى صدمة،،وان نستشعر الالم ،،حتى اقصاه،،،
سأسال كل متساوي الأضلاع من الرجال
إن قضوا الزمن الفائت كتماثيل يلفها الغبار
أو انتهت بهم أوقاتهم بالتردد على مختبرات الأديان
وقوافل الأوبئة العسكرية،،
يطرح علينا السؤال ،،الوحيد الذي كان يجب ان نسمعه،،،ولم نفعل ،،لأننا متماثلين مع قوالبنا التراثية،،مع اهدار للزمن بالمطلق،،حجارة صماء،،،لا ،،لسنا حجارة،،لانها ربما قابلة للتشكل،،ولكن تماثيل ،،مشكلة،،يعلوها الغبار،،وأي غبار،،،انه التاريخ الذي يسير القهقري،،،والسذاجة التي تغلف عقولنا،،،ووعي ابعد ما يرشدنا،،الى حيّز المساجد،، حيث نتوهم الحل،،،او بحراك اقصاه. ،،لحروب عقيمة،،لنكمل أنشودة القطيع بالخضوع الى جنرالات الاستبداد ،،او دوامة السلف،،المتمظهرة بالارهاب ،،وهو يقترح علينا ان نبدل إبعادنا ،،وان نملي الفراغ،،،بقيم الحياة،،والإنسان المهدور،،اننا ارقام لاقيمة حسابية لها ،،نعرض اوكسجين الكوكب الى النفاد،،بدون وجه حق،،ونلوث آلبيئة بالفضلات المادية والفكرية،،
يبدأ اسعد الجبوري خطابه ،،بمنظور سردي فخم،،فهو يحدد مثلث الفاعلين ب هي وهو وانا،،،ولأنه روائي ،،يخلق فضاءً،،
هي ( الأنثى ) أقصى مسيرتها ان تصعد الى رأس الرجل،،هي شرقية وهذا منتهى مرادها،،ارتضت ان تكون مخلوقات تابعاً ،،بنية تاريخية للخضوع ،،لذكر،،في القطيع،،مع إقصاء ،،إنسانها ووعيها،،
وهو سيجمع حطام تاريخه البائس ،،ليرتقي القمة بحمولة مندثرة ( بالة ) ،،قد فقد أهليته ،،منذ اكثر من ألف عام ،،وتساوت أضلاعه على فراغ انساني،،سيصعد بكيس قمامته الغير قابلة للتدوير،،الى قمة السنة ،،ليجد نفسه غير مشمول بجردة الانسانية،،
انا،،،الشاعر بضمير المتكلم،،الواعي المصاب بالرهاب،،من عطانة كل شيء،،مع احتفاظه بخصيصته الذكورية الشرقية الاستمنائية،،التي لاتجد فعالياته الانسانية غير مفاتن الأنثى ،،،ليخبرنا ،،عن بدائية وعينا وثقافتنا،،،
يتبع،،،،،
* - الجناسات،،مصطلحات ذاتية بالكلمات،، اي الدال ،،اشتغل عليها سوسير ،،اخر أيامه
*_بوسيدون،،اله البحر في الميثولوجيا الاغريقية


 
 
تعقيب ليث الدخيل
Laith Aldakel نص اسعد الجبوري..ليس للعامة..للنخبة التي ربما تستمتع ..حتى انت يابروتيس..كنا نريد نصا متاحا للجميع..ولذا سيحتفل خصوم قصيدة النثر..انها هجينة وبنت لاشرعية..جمولي لك محبتي..
 
تعقيب غسان الحجاج

غسان الآدمي قراءة باذخة كالعادة بعدسة الاستاذ الناقد جمال قيسي ينقلنا بين مدائن نص الجبوري ويحاول جاهدا لئلا يفوتنا منظرا من المدائن برحلته الاستكشافية وكأنه كريستوفر كولومبوس ولكن لجزر وقارات النصوص الادبية هذه المرة . تحياتي واحترامي
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ

آفاق نقديه احسنت الاختيار اخي أ. Jamal Kyse ناقدا ومتذوقا ومتشوفا ايضا..
هذا النص نموذجي بحق في تمثيله للجبوري الجامح الشماس..وليس الا من هو بقامتك يمكنه ان يغوص في اعماقه ليصطاد كل هذه اللآلي الباهره.
بوركت جهودك الكبيرة صديقي العزيز..
تعقيب عائشة عبد العليم

Malka Narjsya نص استاذ اسعد في غاية الروعة كما ان دراستك له استاذنا الفاضل جمال القيسي مثيرة للدهشة كعادتك تطل علينا بكل ماهو رائع ومبهر...دام التألق..تحياتي
تعقيب قيس السعيد 

Qais Alsaeed Mahdi اظهرتَ بابداعك المعهود روح النص وأدنيتَ قطوفهُ للقارئ بقلمٍ حركهُ اﻻلم فما اعظم مجهوداتك استاذنا .. ونحن في انتظار ما سيأتي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق