قرية السحاب قرية زراعية جميلة تزرع فيها أشجارالموز ويمثل الموز الدخل الرئيس لأهلها الطيبون وبالنسبة لتضاريس القرية فهي تقع في وادي أخضرمروي بالأبارالجوفية ويعلوهذه القرية أحدى الجبال الشاهقة التي يوجد بها شجرة مشهورة وعظيمة للغاية،كان أهل القرية في نعيم وحب ووئام يبكرون كل صباح الى مزارعهم ويزاولون أغلب حياتهم اليومية في حقول الموز والأعتناء به،لكن مع الأيام ظهرماينغض حياتهم ويهددمستقبلهم وعيشهم الرغيد وهوظهورأكبرمجموعة من القرود لايعرف عنهامن اين أتت وماهوموطنها الأول ، كانت هذه القرود تأتي من أعلى الجبل المشرف على القرية وتنزل منه إلى الوادي لتشرب من مياهه وتعبث به وتعبث أيضا بمحصول الموزوتأكل ماصلح منه ،لاسيما وان الموز طعام محبوب للقرود، وتمضي الأيام وتزاد معاناة أبناء القرية من نقص محصول الموز وليس هذا فقط بل ازدادت أذية القرود من حيث أنهم بعد خروجهم من مزارع المواطنيين يتسلقون الجبل ويصعدون بعدذلك الى أعلى شجرة ويصدر ون الاصوات وكأنهم ينشدون أناشيدالفرح ويرددون زوامل النصر على أهل القرية كانت أصواتهم مع كثرتهم تصل إلى داخل القرية لتخيف الأطفال ولاسيما في الليل كانت توقظهم من المنام ، ومع ازدياد الأمر عن حده قرر أهل القرية شن عاصفة حرب ضد القرود وذلك لكي تعود الإبتسامة المفقودة على وجوه الفلاحين البسطاء ويأمن الأطفال المفجوعين، فأجتمع أهل القرية وقرروا تشكيل حراسات من الشباب ودعمهم بالذخيرة والسلاح ناظل الشباب وكافحوا وتوالت الأشهر ولكن بدون فائدة فالقرود كثيرة وعندما تسمع صوت الرصاص تهرب بسرعة فائقة دون ان تخسرالكثير، وإمام هذالامرومع مطالبات جماهيرالقرية من الشيوخ والفلاحين والأطفال للحسم برزت عدة تحديات تواجه أهل القرية وهي تدخلات عقلاء ومنظمات تأتي لتمنع شباب القرية لمواصلة مايسمى بالحسم ووقف إطلاق النارعلى القرود فورا بحجة أحترام حقوق الحيوان الامرالثاني طول المدة الممنوحة لشباب القرية للحسم الاأن الامورلم تحسم بعد . ومع حيرة الشباب المدافع ومشائخ القرية على التوفيق بين مطالبة جمهرة الفلاحين بالحسم --وبين الميل لضغوطات المنظمات- التى تنادي بالهدنة -وتحكيم العقل -واحترام حقوق الحيوان - وتتوالى الأيام ولم يتحقق شيئا فشباب القرية محبط وفلاحيها ونسائها قد أصيبوا بالإحباط وأصبحت القرية أمام مفترق طرق.
وفي وسط هذه العواصف والزوابع التى تتربص بحياة هذالمجتمع البسيط والمسالم كانت القرية بحاجة لمعجزة اولبطل ما. هنا ظهر حمدان الذي كان يعرف بالقرية بحنكته وحكمته وهوخطيب القرية وإمامها ذهب حمدان الى المشائخ والشباب وكلمهم أن لديه خطة انقاذ تحسم الأمور وتقضي على القرود التي قلبت حياة الأهالي إلى جحيم، كان الجميع يتعجب من حمدان ترى كيف سيفعل وهوليس لديه سلاح ولم يعرف انه قدأستعمل سلاحا من قبل وسرت همهمة في القرية حيث أصبح الجميع يتحدث عن خطة حمدان وهو لايمتلك أي قوة اوسلاح وقدفشل من كان قبله ، ومرت ثلاتة ايام والناس تترقب لتسمع خبراما ، عن ذلك الرجل الصالح حمدان ونجاح خطته التى يدعي انه ستنجح بحكمته ومن دون قوة ، وتمر الاربعاء والخميس والجمع ة فصعد حمدان في ليلة الجمعة الى اعلى الجبل وذهب نحوالشجرة التي يتجمع القرود عليها ويتأخذونها مسرحا حيث يحتفلون بالنصرفوق جذوعها على أهل القرية قام حمدان بقطع جذورتلك الشجرة إلى المنتصف وابقاها شامخة كماهي من قبل كان حمدان يعلم أن القرود يوم السبت من صبيحة كل أسبوع تتجمع كلها وكأنها تحتفل بإنتصارها على اهل القرية وعبثها بمحاصيلهم أصدر حمدان أمره لأهل القرية للخروج الى باحة أسفل الجبل صبيحة يوم السبت وذلك لمشاهدة انتصارأهل القرية على القرود وبالفعل خرج الناس شباب وشيوخ ونساء واطفال كان الفلاحين يائيسين من الأمر ويقول أحدهم لصاحبه لاتصدقوا حمدان كيف سيفعل وهولايملك شيئا وقدعجز اهل السلاح والناس يضحكون ؟ لكن البعض كان يقول كونوة عقلاء فحمدان لم يجمعنا اليوم الاولديه سلاح فتاك -يقضي على كل القرود ومع تعالي الأصوات والنقاش ظهر حمدان وهولايحمل شيئا بيده ---ياالهي كيف سيفعل كانت القرود حينها تلتهم الموز وتعبث في الحقول امام أعين الأهالي وكانوا ينظرون ويقولون حمدان اين ماوعدتنا به --هي أرينا رجولتك لكنه يؤمي إليهم بيده اي ان اصبروا ومع انتهاء القرود من أكلهم لمحصول الموز أسرعوا يتسلق الجبل والناس ينظرون ذهبت القرود
وحمدان لم يصنع شيئا ، ولكن اتجهت إلى الشجرة وكأنها هذه المرة ستعايرالاهالي المجتمعين في تلك الساحة أسفل الجبل وذلك زيادة على احتفالهم المقام كل أسبوع هنا تواردت القرود كلها وصعدت على جذوعها وبدأت تغكربعزف أهازيجها ولكن هيهات هيهات ان تحتفل هذه المرة كعادتها حيث لم تكن تعلم ان حمدان قدعمد الى الشجرة فقطع جذورها إلى المنتصف وبينما القرود تتوالى وتتوارد وتصعد على جذوعها هنا حمدان يصيح في اهل القرية لذا كأنت أعينهم تنظرالى تلك القرود على الشجره وماهي الاثواني حتى ثقلت القرود على الشجرة فأنكسرت جذوعها وهوت الى أسفل الوادي وهوى معها تلك القرود وهنا دوى الجبل صدى البيان الأخير لهلاكها وعزف نحيبهافي الهواء وصدى تكبيرات الأهالي الذين نهضوا من أماكنهم يهتفون -الله أكبر -الله أكبر وفي هذه اللحظات أصبح حمدان بطلاقوميا للقرية حيث دخلها محمولا على اكتاف الرجال وأستقبلع من كان داخلها من النساء والرجال على امتداد الطراقات وبشعار واحد الله اكبر الله اكبر انتصر الحق -عاش الحق -يعيش حمدان --يعيش حمدان --حمدان -حمدان --حمدان...
قصة جميلة استخدم فيها الاستاذ ابو قُصي حاتم الرمزية المتمثّلة بالقرود لتمثل الفاسدين الذين يعيثون فسادا في الارض كان السرد رغم بساطته متسلسل الأحداث حيث وصلت الأحداث الى ذروتها ثم اخذت بوادر النهاية بالظهور مع نكهة من عوامل التشويق .ايضا هذه القصة القصيرة تحتوي بين طياتها على العبرة المتمثّلة بعدم اليأس في مجابهة الظلم.
ردحذفأستاذ/ غسان الآدمي