الخميس، 5 يناير 2017

ملاحظات على نص ( لم أمت هكذا ولم أحيا هكذا ) ،(،لملكة نرجسية )عائشة عبد العليم بقلم / الناقد جمال قيسي

ملاحظات على نص ( لم أمت هكذا ولم أحيا هكذا ) ،،لملكة نرجسية
في مداخلة للناقد اللامع الاستاذ ،،الاستاذ اسامة حيدر،،،وفِي معرض سؤاله،،عن ارتباط الروي ،،في مكان وزمان،،او هكذا فهمت،،أن النص بحاجة الى أرتباط بأرضية ،،تجري عليها الأحداث ،،،وهو مانسميه في علم السرد ،،تنقلات الفواعل ضمن مسافات،،( الفاعل،،هنا الراوي القائم بالعمل ،،اوالمروي له،، او القائمين بالافعال بدرجة ثانوية والمسافات درجة قربهم وبعدهم عن الأحداث ،،وتفاوتهم الزمني )
على ضوء هذا المنطلق،،وطبيعة السؤال لأستاذ اسا...مة،،سنعيد قراءة النص،،،،،

تبدأ ملكة نرجسية،،بحوار ذاتي على شكل مونولوج ،،وطرح إشكالي ،،وهي بداية ناجحة جداً،،وتمارس دور الراوي الرئيسي،،وبأسلوب قريب الى كافكا،،تشكل المحيط على شكل كورال موسيقي ،،لتكون هي المركز في الرؤية ،،( وجهة النظر،،او التبئير،/ حسب جرار جينت ) ،،ثم تنتقل الى راوي ثانوي بنجاح في تذكر طفولتها المؤطرة،،وتستطيع ان ترسم البيئة القروية،،والعذابات الأنثوية ،،،وهنا اصابت مني مقتلاً،،في طفولتنا نخرج للعالم منطلقين بسر الحياة للعالم بلا محددات ،،كل شيء جميل في عالم الطفل،،الكون يختزل بهذه الأعين البريئة ،،والمتشوقة شغفاً لكل معطيات الحياة،،،والحياة هنا بكر،،ووديعة،،وعلى فطرتها ،،لايفهم الطفل تقسيم العمل ولا الجنوسة،،فنكبر وتتلبسنا الهموم والعوائق،،لتحد من قدرتنا وتسرق كل رغباتنا،،بالضبط،،انه سؤال الحرية المسروق منا،،،لحظة انشطار أنفسنا في أعماقها الإلهية الى شعور ولاشعور،،،ربما من يعتبرني مبالغاً،،ولكن ملكة نرجسية ،،استطاعت ان تجعلني أستحظر،،مجمل قرائاتي ،،لفرويد،،ويونغ ،،واريك فروم،،ولاكان،،،،في عبارة ،،مثخنة بالزروع،،،،طفولة جامحة كما صممها الإله ،،لكنها تكبح بحكم العرف بسبب الجنوسة ،،لاتتعدى السواقي القروية،،لتسجن في إطار العرف ،،،
وفِي تناقل جميل بعد محاولات الانتحار الفاشلة،،في الروي ،،وهنا تجعل من الموت راوياً،،،وهي تتخذ دور المروي له،،،
وتنجح في وصف القرية العربية ،،بكل ابعادها الاجتماعية،،وعلاقتها،،،سواء بمؤسسة الزواج،،او بعلاقة العمة بها،،وصورة الجدة،،المقيتة،،،وفِي جانب حيوي ،،يكون الراوي الطبيب البيطري،،،وهنا تعطينا ان مستوى الانسان لايفرق عن الحيوان المُدجّن ،،في هذه البيئة،،،يالروعتك سيدتي على هذه الموهبة،،،أمتلكت الوعي الى أقصاه،،لانها تستحضر ،،نيتشه العظيم،،،لتجعله احد مراجعها،،،فهو هنا يأخذها برحلة وعلى هامش عربة الشك التي يقودها،،في اجواء القرية الموحشة،،،او في طرحها لموضوعة الخراف،،في رمزية،،،الى الانقياد الى القطيع،،نعم معظمنا نخضع صاغرين ،،لتعاليم القطيع،،حتى نحمي أنفسنا او هكذا نتوهم،،،وهنا ارفع لها القبعة،،،في عبارة الخراف التي ترتدي ستر المجانين،،،،للهروب من جحيم القطيع،،،،
ومع بوحها،، بمشاعرها،،للصديق في اعتاب المراهقة،،او الطبيب،،والذين شكلوا،،جزءً من الممنوعات عليها،،تبث شكوى الانثى،،والتي هي مخلوق ثانوي أساساً ،،في مجتمعاتنا،،هي عبارة عن رغبات مقموعة،،مع وعي عالي،،يجيز لها الانتحار،،لتخلق نوع من التوازن،،،،
على العموم،،،هناك قرية،،ببعد ساسيولوجي،،،وبعد جغرافي،،وتاريخي،،وتشكل سايكلوجي،،واستحضار ،،عالي لوعي ثقافي،،وموقف أزاء هذا كله،،،رغم انه موقف سلبي،،
جمعت كل أركان الروي الناجح،،
تحياتي،،للاستاذ اسامة حيدر،،،وللمبدعة ملكة نرجسية

جمال قيسي / بغداد


تعقيب ليث الدخيل
Laith Aldakel قرية ملكة نرجسية ..تذكرية بقرية ماكوندو التي اسس لها ماركيز في روايته..100 عام من العزلة..احداثها.واوجزت تاريخ مفجع لا مريكا اللاتينية..مودتي ابو سرى..
 

تعقيب أسامة حيدر

أسامة حيدر النّاقد والكاتب والأخ والصديق Jamal Kyse:
النصّ القصصي أكثر من رائع في رأيي ورأيك ورأي الأخت نائلة ورأي كلّ من قرأه ولكنّ ما قلته أنا لم يكن المقصود منه أنّ كاتبة النصّ لم تحدد بيئة للنصّ بل كنت أشير إلى التّالي :
1_ جوّ النص يوحي بالفقر والفاقة والمرض
والبؤس / المرأة زوجها يعمل في السعودية / أغلقت هاتفها ولم تأبه لرسالته / الطبيب البيطري وربّما هو للبشر ولكنّها لمّحت من خلال الطبيب البيطري إلى شيء آخر .
2_ تحديد الوقت الذي تمّ فيه الاستيقاظ ( الخامسة والنصف ) هو فضلة قول إذا ما نظرنا إلى عملية التكثيف اللّغوي الذي تميّز به النصّ .
3_ قالت : كان الطريق هادئا والحقول هادئة مخيفة محشوّة بالذئاب ( الناس ربّما أو الذّئاب حقيقةً ) . كيف ذلك وكانت قد قالت سابقاً : إنّ موقع الطبيب من الجهة الشّرقيّة للقرية . ؟؟!
4_ أسأل : ماعلاقة الشارب عند نيتشه والشارب هنا ؟ يعني ماذا أضاف ؟ يعني لو كان شارب سيلفادور دالي باعتباره قد صنع شاربا شبيها بنيتشه هل كان سيتغير الأمر ؟
وإذا أردت أن أجري مقارنة بين قصّة للقاصّ ( نبيل قديش) استحضر شاربي نيتشه أيضاً بعنوان ( عودة فريدريك نيتشه ) وبين هذه القصّة في رمزية أو دلالة الشارب عند نيتشه فستكون الكاتبة الخاسرة في هذه المقاربة .
دمت بخير صديقي وأعتذر لك وللأخت ملكة نرجسيّة والأخت نائلة على إطالتي .
ملاحظة : أنا معجبٌ جدّاً بالقصّة بل وجدّا جدّا .
 
رد جمال قيسي
Jamal Kyse ما أروعك ،،ياسيدي،،،نحن نعرف من يعمل بالسعودية،،،اما مصري او سوري،،،وهنا لمحت الى البيئة،،،او القرية،،ونحن كعملية تخيلية ،،لابد من التهويل،،في صناعة فضاء النص ،،هي دقيقة،،حتى عندما موضعت الطبيب البيطري ،،في جهة الشرق،،واستحضرت ،،نيتشة وعربته المتمثّلة بالشك،،وجلست على طرفها،،والطريق الموحش،،هو رحلة وعيها الفكري،،،،،شكراً لملكة نرجسية،،لانها ،،استدعت وجودك الباهر،،،تحياتي صديقي العزيز

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق