الثلاثاء، 3 يناير 2017

عيناك بقلم / هيثم جبل

عيناكِ
أَصدَقُ ما حَوَتهُ بِشارةٌ
نادى بها - يا حُلوَتيْ - عَرَّافُ
عَينَاكِ ...
ضحكَةُ طفلةٍ شَامِيَّةٍ
وردٌ نَدِيٌّ - والسنينُ عِجافُ -
عيناكِ
لؤلؤة النجومِ بزهوِهَا
وَحَفيفُ زهرٍ - بالمَهَا طَوَّافُ -

عيناكِ
آخرُ دَمعتَينِ تَزُفُّهَا
أرضُ الشآمِ وطيرُهَا الرَّفرافُ

عيناكِ
سِحرٌ لا أعوذُ إذا أتَى
-لا القلبُ لا هذا المُحِبُّ يَخَافُ-

عيناكِ
سَكرَةُ عابدٍ عرفَ الهَوى
فتَكَشّفتْ من نورِها الأطيَافُ

عيناكِ
قشَّةُ غارقٍ ، أأَرُدُّهَا؟؟!!
أوَهَل تُرَدُّ مَراكِبٌ وَضِفَافُ ؟؟!!!

يا چَنَّةَ
الدُّنيا ووحيَ نُبُوءَةٍ
فوقَ الأَكُفِّ تَخُطُّها الأَصدَافُ

يا آخرَ
الأشعارِ - هَذِيْ قَصِيدَتِيْ -
مِن نُورِ عينكِ رُصِّعَتْ أَوصَافُ

بَدرٌ
تَجَلَّى في غَيَاهِبِ وَحشَتي
فَأُضيءَ كونٌ واستَوَتْ أحقَافُ

يَا شامُ
يا نَبضَ المواجِعِ والأسى
عُذرًا فأرضُ الأكرمينَ عِجافُ

يَمَنٌ جريحٌ ،
قدسُ يُقطَفُ زَهرُها
وابنٌ لها حَولَ العِدَا طَوَّافُ

#هيثم_جبل

تعقيب نائلة طاهر

ندى الأدب أخذت هذه العيون من الوصف ما جعلنا نتشوق لرؤياها ..الشاعر الناجح هو من يقنع قارئه بما يقول فينتشي للتوصيف الذي يعطيه ويميل طربا مع كل انتهاء بيت..الشاعر هيثم جبل صاحب الحرف المتجدد الشاعر الجسور الذي تعلقت همته بعرش الكلمات فجلس عليه الى حين.. أتمنى لك مزيد من الابداع والنجاح حتى تظل أمير الكلمات.

تعقيب غسان الحجاج

غسان الآدمي لماذا العيون بالذات هي المحطة الاوسع التي يتوقف عندها الشعراء ربما لأن العيون هي مرايا الحقيقة التي ان حاول الكذب تعكير صفوتها فستعترف من فورها لا شعوريا او ربما تروي العيون حكايات الحياة بلغة الصمت الفصحى حتى انها اللغة التي توحد البشر ..الشعراء كانوا غالبا ما يتغزلون بجمال العيون الا انّ الشاعر هيثم جبل اتخذ مسارا ومنهجا اخرا في قصيدته فعذرية الوصف طغت على الموقف برمته حتى انك تشعر بالحزن عندما تتنقل بين الابيات فعندما يمتزج الغزل بالحزن سنحصل على لون آخر يصب في الاطار الصوفي النقي الذي لا خدش فيه. من جهتي احيي الشاعر اذ تمكن من احتواء الوطن الجريح والقلب الجريح والطفل الجريح بقصيدته الجميلة بتسلسل منطقي يعكس روح الشاعر المبدع هيثم جبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق