الثلاثاء، 10 يناير 2017

ضرورة دارين بقلم /جمال قيسي

ضرورة دارين
في المحاكاة المباشرة،،،انتهجت دارين ، ببناء قصيدتها،،في قراءة اللوحة الجميلة ،،للفنان رحمة مع ان ،،النص الشعري ،،لم يشكل نصاً موازياً،،ولكن ،،الجرأة في المحاولة تحسب لها،،،
لانها تمتلك وعياً،،متماهياً مع عصرها،،تتخطى السياقات التقليدية،،والتي نواجه صعوبة بتقبل ،،صدمة التغيير،،لأننا نعاني من رهاب ،،ما وصفه فرويد " التصالح مع الماضي " ( اي بمعنى ان الجهد الذي نبذله حتى نفكر من خلال خبرة معينة او مجموعة الخبرات التي لاتزال تمارس سيطرة دفينة على أساليبنا الحالية في الوجود والتفكير والعمل ) ،،،في عالم مُتَخلَّق ،،من الصعوبة بمكان ان نمسك بطبيعة فعالياته،،الوظائفية ،،مالم نستوعب حقبة مابعد الحداثة،،،وهنا نقصد عصر المعلوماتية الذي انطلق بعد عام ١٩٩٥ ،،،رغم اننا نتعاطى معه كمستفيدين سلبيين،،،لأننا بحكم فعالية العالم الرأسمالي المتعولم،،جزء من قطاع السوق المستهدف،،كمستهلكين،،،جميعنا نستخدم الحاسوب،،بل ربما أصبحت حياتنا لا تستغني عنه،،وربما هناك من جيل الشباب من يتعامل بحرفية مع هذا الإله الجديد،،وهذا امر ليس بالغريب ،،لان أساس مرحلة المعلوماتية وخط شروعها الاول ،،هو امكانية استخدامها من الجميع ،،الكل يتعامل مع الحاسوب،،ولكن الهيمنة في هذا العالم الافتراضي،،بيد من،،واين نقع نحن في ارجاء هذا العالم،،،
ربما هذا العالم الافتراضي،،من مواقع تواصل اجتماعي ،،وتبادل المعلومات الى المكتبات الرقمية ،،،يوحي بمقولات جوهرية ،،الصدق،،العدل،،الحق،،،من خلال اتاحة وسرعة تداول المعلومة والحدث،،وبلورة موقف انساني،،،لكن هذا لايلغي ،،انه وسيلة هيمنة،،بل وتجدد عبارة نيتشة ( أن جميع مزاعم الصدق والعدل والحق مجرد قناع لمصالح أجتماعية محددة أو أعتبارات سلطوية ) ،،
ويأتيك شخص،،ويخبرك ان ،،قصيدة النثر،، لاتمت للشعر بصلة،،،ويعترض الاخر على هذا الرأي،،، او ان البنيوية والتفكيكية بضاعة كاسدة،،انقرضت وتم تصديرها لنا،،،لا اعرف كيف وصل الفكر الغربي،،وهو الفكر الذي يقود العالم،،الى المعلوماتية دون المرور بهذه المفاصل،،او ان هذه الفلسفات،،ليست محددة باللغة،،،ان ثورة المعلوماتية وقبلها التفكيكية والبنيوية،،قامت ونهضت في حقل اللغة،،بل ان الثورة المعلوماتية قائمة على اللغة ( الديجيتال ) ،،وهي لغة من رمزين ( صفر - واحد ) ،،،
من هنا استرجع السؤال الخالد لتولستوي ( ماذا نفعل ؟ وكيف نعيش ؟ ) ،،،
هل نتمسك بالماضي،،لتتغلغل سطوة،،،وهيمنة الرأسمالية،،بعملية أستلاب تدريجي،،حتى يتم محو هويتنا،،،وكيف نعيش،،هل نرفض العقل الغربي ومعطياته،،لمجرد تقاطع تراثنا مع الاثار الثقافية البالغة الأثر التي تمزق بلداننا،،ام يجب علينا ان تكون لنا وقفة جادة،،في نقد العقل العربي ،،،ولست هنا ادعو الى تغيير في هويتنا،،،بل بتكيفنا ،،ومراجعة أسباب وجودنا كحيز ثقافي،،وهل الظاهرة الترامبية ،،هي ظاهرة عابرة،،،ببساطة انها تمثل انتصار عصر المعلوماتية ،،والواقع المفرط،،،،ترامب اظهر انتصار ،،مواقع التواصل الاجتماعي على كل مراكز الأبحاث ووسائل الاعلام العريقة،،،وكل الدراسات الأكاديمية ،،،
انه عالم اليوم،،ولامفر من نتائجه ،،بلغت درجة هيمنته الى الذروة،،وأخذت بلداننا تتداعى،،امام هجماته ،،انفرط عقد العائلة،،لتتوزع على الهواتف والاجهزة اللوحية،،حتى وان جلست في غرفة واحدة،،،انقسمت المجتمعات زوالياً،،باسم الطائفة ،،والمعتقد،،،انفرطت مفاهيم الدولة الوطنية والقومية،،،بمجرد زوال أنظمة الاستبداد،،ليمارس علينا عالم النت،،سلطته،،توسعت الهوة،،بيننا وبين الغرب،،لتجعل منظومة القيم ،،كطرفي نقيض ،،غير متكافئ،،،إذاً علينا ان نتدارك الامر بعملية نقدية قاسية للعقل،،حتى وان لم نواكب،،ولكن حتى لا ننقرض،،
ربما من يعتبر هذا الكلام تجديف،،،ولكن ،،هو الحقيقة الموضوعية،،وأي ادعاء إيديولوجي أزائه باطل،،،
كل هذه الأفكار ،،تداعت لدي في قصيدة دارين،،ليس في مبناها ،،او في التناص الذي استحظرته،،ولكن فيما تطرحه من قضاياً ومحمولات ،،في محاكاة للوحة الفنية المرفقة،،،و اللوحة خطاب،،ينتج معنى،،،ورغم ان الفنان المبدع رحمة،،مازج بأسلوبه السوريالي ،،بين ( مارك شغال،،وبوتيرو،،و جون ميرو،،) ،،لكن هذا ليس بمثلبة،،اذ نجح بتوظيف عالمه المحلي،،في خطاب اللوحة،،،،بأسلوب الحداثة
ان الطريقة التي تشتغل بها دارين،،تنم عن استيعاب لمعطيات العصر،،وخلق فضاء نقدي،،نحن بأمس الحاجة له،،وان بدا مغترباً،،، علينا ان نجتهد بعقل مفتوح لهذا الامر،،،هي ومن يسير على هذا النهج أمل المستقبل،،
جمال قيسي / بغداد





تعقيب  أسامة حيدر
أسامة حيدر لا أعرف لماذا انتابني شعور وأنا أقرأ لك هذه المرّة أنّك لم تقرأ النصّ وإنّما أردت أن تجيب عن تساؤلات من خلال التطرّق لهذا النصّ الجميل . أو أنّك تردّ عمّن أثارك وأنا من ناحيتي أتمنى أن تُثار دائماً هكذا كي تبدع لنا وتصبّ جملة آراء ستكون مع التعليقات عليها قاعدةً يعتمد عليها فيما بعدُ .
كلّ المودّة والمحبّة لك أبا سرى .

رد جمال قيسي
Jamal Kyse تحياتي صديقي العزيز،،نص دارين،،شرحت فيه مضامين اللوحة،،،بأسلوب شعري،،وهو ماجذب انتباهي،،،خاصة طريقة تفكيرها،،في محاولة تأسيس نمط،،جديد،،،وانت محق فيا ذهبت اليه،،،
 
تعقيب ليث الدخيل
Laith Aldakel ماذا نفعل ..وكيف نعيش..لا زلنا على اعتاب الحداثة ..لم ندخلها ..رغم رياحاها العاتية دخلت عنوة لبيوتنا ..لا زلنا صديقي ..حراس لمتحف الشمع ..الذي يرفض قصيدة النثر مثلا ..ماذا يدعى ..والغرب الان في طور صناعة مفاهيم جديدة للخطاب ..بعد التدوالية ..مودتي ابو سرى ..
 
تعقيب احمد الشبلي
Ahmad Alsheble انت رددت على الانتقادات حول قصيدة النثر في معرض تحليلك للوحة فلقد استفاد الفنان الرحمة من اسليب الفناين الذين ذكرتهم ووظفها محليا في لوحتة فما المانع أن نستفيد من المناهج الغربية في النقد والفلسفة والدراسات النقدية ونبيئها ونوظفها لانتاج فكر محلي لنا قادر على استيعاب غصر المعلومات وهذا مافعله السلف بترجمة الفكر اليوناني وتوظيفه لصالح انتاج معرفة صبغت بالصبغة الاسلامية العربية فلماذا عليهم حلال وعلينا حرام متى نخرج من عباءة الأجداد ونهدم الصنمية التي حنطتنا على مدى الف واربع مائة عام ونعتبرها نص مقدس كقداسة القرآن . شكرا على اغنائك لنا بدراسات تحرك العقل وتفتح آفاقه.
 
تعقيب نائلة طاهر
ندى الأدب ابتعدت عن نص دارين نوعا ما لكن كنت وفيا لإطار الموضوع نفسه مع توسع كبير وكأن كاتبانا دارين والصورة التي نشرتها مع النص كانت القطرة التي جعلتك تنتفض فتنهمر المعلومات منك دافقة لا نملك معها سوى فتح الأعين بشدة و التركيز الجيد حتى لا يفوتنا ما لا نجده في مكان أدبي آخر .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق