السبت، 15 أكتوبر 2016

في قصيدة حضور الغياب سفر التكوين المصغر بقلم الناقد / جمال قيسي...قراءة نقدية لنص الشاعرة مياسة دع


 
في قصيدة حضور الغياب سفر التكوين المصغر
 
في طريقة غريبة ومدهشة من الإحالة ،،،والإحالة على الإحالة ،،حتى لتغدو بعالم غير العالم الذي توهمك به مياسة ( والإحالة هنا توازي المجاز والتورية وأحياناً الكناية،،حسب منهجية نورثرب فراي ) ،،هناك الحبيب المعني،،ولكنه يتماهى مع دور اله،،،وعتاب وملامة،،وحتى محاكمة على إهماله ،،وفوضاه التي خلفها،،عندما يتخطى معبوده ،،وأي فوضى،،وأي عالم قد تم تخطيه،،،،قلب،،ولكنه اشبه بصندوق الدنيا،،،يتجمع فيه يوم الخليقة،،ربما هو الواحد والعشرين من آذار... ( اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار،،ودرجات الحرارة بين الليل والنهار،،ويوم خروج موسى وقومه من مصر،،ويوم نزول القرأن،،،) ،،انه يوم الهي بامتياز،،وهنا مياسة تستعرض مصغر الحياة في يوم مثالي لتحاجج هذا الاله الحبيب الجحود،،تتصلب مشاعرها رغم النبضة العارمة،،في رواق طويل من الدمع،،،هي تحيلك ،،الى عالم ،،وسرعان ماتجد نفسك،،،،في مكان اخر،،،رسمت فطرة الحياة ،،على جدران قلبها ،،العشب ،،وكل تقلبات الخليقة،،،وأحالت إليك التموضع الهندسي ،،بوضعية التعامد،،،مع قلب الاخر الجحود،،ألذي ،،تخطاها،،رغم افتراضها ديمومة العناق،،وهنا احالة على احالة،،،اذ ان التشييءليس،،في زوال،،لانها أقفلت علينا الامر بالديمومة ،،بسلالات لاتنتهي وأجساد لا تفنى،،،وهل هناك لهذا الامر مثيل،،،، الا في الجنة،،،والمراد في خطابها ،،اله،،واجواء الخلق في جذر الحياة ،،والعروق العريضة،،،،حتى لتكاد ان تشم رائحة الحياة الاولى في بداية تكونها،،وعنفوان التخلق،،،انه سفر للتكوين،،،،،
 
نص الشاعرة مياسة دع
 
مَا تَعبرُهُ كَثرَةُ عَيْنيك ؟!
فِي جِدَارِ قَلبِي ..
عُشـبٌ ,ولَيلٌ ,
شَمسٌ طَويلةٌ , ونَهارَاتٌ فَائتةْ ,
وأعمَارٌ لا تُنسى ,
وأجسَادٌ لا تَفنَى , وسُلالاتٌ أخرَى ,
وجَذرُ حَنينٍ , وعُروقٌ عَريضةٌ ,
ونَبضةٌ وحيدَةٌ ..
لا تَنتهي !
.
مَا تَعبرُهُ مَسافَةُ يَديْك ؟!
في جدَارِ قَلبكَ ..
بَقيةٌ مِنْ دَمي ,
وعِنَاقٌ وحيدٌ .. لا يَنتهي !.
.
دَمعةٌ وحيـدَةُة .. تبرُدُ
أبرُدُ في
آخِرِ
دَمعي ..!
 
تعقيب الناقد / غازي أحمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه انت تضع اياديك المتشوفة على نص رؤيوي بآمتياز..ولاريب أن الجذر الأصيل للشعرية هي الرؤيا..
ولرب اشراق لايد للشاعر فيه الا بحدود محدوده..لكنه يرى..وغيره لا يرى..وهذه روعة وفرادة موهبته..بينا نجد كثيرا مما يكتب ولكنه لايتجاوز حدود الوصف الخارجي ,او التعبير
المتصل بالقدرة التخييليه..
كنت مبدعا اخي ابا سرى..بالإيجاد وبالتقري وبالاستشراف..
الذي اظنه ايضا انك والمبدعة صاحبة النص تنظران من زاوية واحده..وهذه سمة الناقد التحليلي الحصيف ..فمن لا يجيد التحديق من زاوية نظر المبدع يصعب عليه جدا ان يضع يده على حقائق الأطروحة تفصيلا واجمالا..
هذه تحية كبيرة للناقد والمبدعة ..ونحن بالانتظار..كل التقدير لكما ..والسلام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق