الاثنين، 3 أكتوبر 2016

قصيدة حسبي هواك بقلم الشاعر / عبد العزيز لوح

حسبي هواك
...
مَسٌّ مِنَ الْجِنِّ؟ أَمْ مَسٌّ مِنَ الْحُبِّ؟
أَمْ نَشْوَةٌ مِنْ غِنَاءِ الْبُلْبُلِ الْعَذْبِ؟
....

أَمْ غَيْمَةُ الْعِشْقِ قَدْ هَالَتْ بِأَوْرِدَتِي؟
وَ أَوْدَعَتْ سِرَّهَا فِي قَلْبِيَ الْخَصْبِ
.
فَأَنْبَتَ الْقَــــــلْــبُ لِلسِّنْغَالِ لُؤْلُؤَةً
فَلَأْلَأَتْ تَسْكُبُ اْلأَلْحَانَ بِالْحُبِّ
.
سِنْغَالُ يَا نَسْمَةً هَبَّتْ عَلَى شَمَمِي
وَيَا سَحَابًا يَصُبُّ الْعِشْقَ فِي قَلْبِي
.
هَا أَنْتَ ذَا مِــــلْءَ أَنْفَاسِي، وَأَوْرِدَتِي
فَأَنْتَ فِي الرُّوحِ مِثْلُ الْمَاءِ فِي الْعُشْبِ
.
فَــــابْذُرْ بِيَ الْأَمَلَ الْمَنْشُودَ يَا وَطَنِي
تَكْسِبْ عَلَيْهِ حَصَادَ النُّجْحِ مِنْ كَسْبِي
.
اَلْـــعَـــــاشِـــقُ الْـــفَـذُّ مَنْ يَحْمِي حَبِيبَتَهُ
وَسَوْفَ أَحْمِيكِ مِنْ عِشْقِي وَمِنْ صَبِّي
.
رُوحَـــــانِ قَــــــدْ كَانَتَا رَتْقًا وَلَمْ تَزَلَا
لَمَّاعَتَيْنِ كَضَوْءِ الشَّمْسِ وَالشُّهْبِ
.
لَنْ أَخْطُبَ امْرَأَةً أُخْرَى مَدَى عُمُرِي
حَسْبِي هواك إلى ذاك المدى حَسْبِي
..
 
 
تعقيب الناقد/ غازي أحمد أبو طبيخ
آفاق نقديه يقال ان اجمل الشعر اكذبه.. ??!!
لم تكذب في كل ما قلت ،ومع ذلك فقد كنت جميلا.. ولكنك كذبت في بيت واحد، هو الأخير ..وكان جميلا ايضا.. فتعال معي يا أ.عبد العزيز.. كيف نجد حلا وسطا لهذه الإشكالية ?..سأحاول من جهتي تغييرها الى مايلي (اجمل الشعر أصدقه)فما هو
رأيك?!
ورب سائل يسأل :ترى اليس فيما ذكرته تناقض ظاهر ..والسائل يعني انني اقررت بجمال البيت الاخير مع انه من فصيلة (اكذبه)..وللإجابة على هذا السؤال نقول ما يحتاج الى قوة انتباه:
إن التعبير السابق الذي حاكمناه في مدخل الحديث لايعني أن الشاعر يكذب بطبيعته.. لا.. وانما يعني أن الشاعر قد يلجأ الى اعلى مستويات المبالغة تعبيرا عن قوة مودته او شدة اعتقاده او ذروة دهشته واعجابه.. ونحن جميعا نعلم ان صيغة المبالغة فرع من فروع البلاغة.. او غرض من اغراضها.. وهذه المبالغة تمنح الصورة او النص أجمالا نوعا من التصعيد اللافت الذي يبعث على الدهشة ،ثم الاعجاب..
وسنأخذ بيت الشاعر لوح المبدع للإيضاح..
هل يقصد شاعرنا انه لا يخطب امرأة لأنه يحب السنغال..?!
هل هذا القول يعبر عن حقيقة موقفه.. لا نعلن سرا ابدا حين نقول إن الاستاذ عبد العزيز كان يعشق امرأة بعينها.. فإن قطع الزمن حبل الوصال فسيعشق غيرها بلاشك.. اي شاعر متصحر هذا من لا يعشق?! ،وهل الشاعر الا محض عاشق كبير اصلا.?!
لكنه اراد بهذا التصعيد ايضاح مقدار محبته لوطنه ليس الا.. وهذا يعني إنه كان صادقا ايضا من حيث هو كاذب لغة وتعبيرا.. انما هذا اللون من الكذب هو ما قصده النقاد العرب والمسلمون القدامى( اجمل الشعر اكذبه)..
اما انحياز هذا السنغالي المجيد الى المجاز والبديع بتنويعاتهما في عموم بيانه الجميل فذلك ..كما يبدو..نهج مدرسي تتلمذ عليه من نعومة اظفاره ،بنية خلق صورة فنية بليغة جمالية في كل ما يكتب ،وكأني به يتحرج من التعبير المباشر  دون صورة تشكيلية من نوع ما.. ومع ان هذا الامر يتحمل الكثير من الحوار ،ولكنه يصعب على من اتخذه منهجا،وتبناه معتقدا فنيا ،لا يشعر بلذة الابداع من دونه.. ولقد مات البحتري وكثير من شعراء الامه ..وهم على محامل الجناس والطباق والتورية والتشبيه والاستعارة بنوعيها … الخ..
انت سليل مدرسة عريقة اذن عزيزنا الغالي..ولكنني أتمنى عليك ان تخلق نوعا من المقاربة النابهة الفطينة بين المجاز والبديع من جهة والتلقائية من جهة اخرى بما يقلل الشعور بالصنعة المتكلفة ..
فالمطبوع والمصنوع اصطلاحان اتفاقيان بالغا القدم ،ولكن المطبوع يتوجب ان لا يهبط الى الاسفاف ،والمصنوع يجب ان لا يتحول الى تعسف وتكلف ..ومثلك من يعي سريعا مرادنا ،بحكم وعيك الكبير الذي نعرف..
الاستاذ الشاعر المبدع عبد العزيز لوح.. تعلم مودتي وبالغ اعتزازي.. تحياتي..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق