الاثنين، 17 أكتوبر 2016

قراءة في قصيدة الرحيل للشاعر غسان الادمي بقلم الناقد / شاكر الخياط

قراءة في قصيدة " الرحيل" للشاعر غسان الادمي


اذا كنت اغض النظر واتجاوز بعض الهنات البسيطة والتي ربما تكون مدعاة للتشجيع او عكسه بالنسبة الى شعراء وكتاب اخرين، فانا هنا لن اتسامح مع اخي الشاعر المبدع غسان الادمي وذلك لانه قد تابع ولايزال يتابع مانكتبه من مواضيع ادبية وخاصة بخصوص الشعر وحيثياته واشكال بنائياته...
القصيدة نجحت كموضوع راق استطاع الشاعر الادمي ان يمسك به وحتى بجزئياته الى نهاية المطاف، ولا اشكال على البوح الذي تم طرحه هنا في قصيدة انتقلت بالسيد الادمي الى مرحلة مهمة اراها وحساسة وذات بعدين اولهما انه لايستطيع العودة الى ماكان عليه قبل هذه القصيدة وهذا لايعني ان ما قبل هذه القصيدة لم يكن بمستوى الطموح ابدا لكنني اؤكد انه انتقل الى مصاف آخر لايمكنه العودة عنه او التخلي عنه وربما وجوب الالتزام والتمسك به، اما البعد الثاني فهو ماننتظره منه مستقبلا على اساس الابداع المتصاعد والصعود الى مراحل اعلى تنتظره، لكن هذا الامر الذي اقوله الان لايعفي الشاعر الادمي من نقاط مثلت امامي وانا اتابع واتمعن بما قال وبما كتب...
هذا بشكل عام موجز، اما الواقع التحليلي فان نجاح الشاعر الادمي في ايصال القصيدة ناجحة بموضوعها لم يعفه مما اكدت عليه مرارا ووجوب الانتباه اليه او بالاحرى تجنب مااشرنا اليه من مواصفات تودي بالقصيدة الى اقل من المستوى المطلوب وهذا مالم اكن اتمناه للشاعر الادمي وذلك لمعرفتي بنباهته وتركيزه العالي واستجابته للصحيح مما نكتب من دراسات ومواضيع هو الاجدر من بين كل المتابعين ان يعدل سير الخطو والمتابعة والبناء بالنسبة الى شاعر اصبح يمتلك زمام القول دون حاجة الى ان يؤشر على مايكتب تحليليا وهذا الذي اريد التأشير عليه والوقوف عنده،، القصيدة التي كتبت على المتقارب والذي يحمل بين طياتها مسببات ومستلزمات النجاح وفي نفس الوقت هو بحر قاتل لمن تصرف معه على هواه فقد يجعل من القصيدة حالة غير صحية شعريا على المستوى الفني، القافية سليمة وواستجابت لرغبة الشاعر والبحر والموضوع، وكان موفقا بشكل مبدع، لكن ما اشكل عليه فيما ذهب اليه السيد غسان هو الصدور واستخدامه جرسا متنوعا ومختلفة وغير متجانس في العاريض الامر الذي جعلني اتمنى لو كان اخي الادمي قد انتبه الى هذا الامر المهم لكي يجنبه قلم النقاد الفنيين، ولا يعني ان ما ساشير اليه يلغي نجاح القصيدة لكنني كما اكدت مرارا ابغي النجاح الامثل للقصيدة والشاعروهو امر ممكن جدا، لو استعرضنا الاعاريض في الابيات:
تمي،
ضباب،
صبا،
رصبري،
هواء،
مصير،
رماد،
ره،
ريا،
دواج،
ثة،
عدو،
قطاة،
غريب،
بقات،
هة،
وحوش،
هر،
صلات،
ورى،
حياة،
لة،
كلاب،
رحيل،
فيات،
نني،
عراء،
تلد،
ندى،
نقاء)
اتساءل هنا هل يتفق معي الاخ الشاعر ان للجرس وموسيقى البيت اهمية بالغة قد تتجاوز الموضوع بعض الاوقات؟، اذا كان الجواب بنعم، فارى العودة ولو للاطلاع هنا على هذه الاعاريض التي تلون جرسها وتنوع مما لم يعط قوة لها مثلما تمسكت به الضروب كافة وهذا ما سجل ايجابيا للشاعر، اني لارى ان ثمة عدم انتباه غير مقصود اطاح بنصف القصيدة ولم تكن متوازنة بين كلمات الروي التي اشتملت عليه، صحيح ان بعض الراي يمكنه القول اننا لا نريد ان ننحى منحى اللزوميات لانه يبعد القصيدة عن موسيقاها وحالة الابداع التي يتوخاها الشاعر، لكنني على دراية ومعرفة بامكانية الشاعر في تجاوز هذا الامر ولو شاء الى جرس موحد للاعاريض، لرأينا اننا امام قصيدة عملاقة امسكت ببحر المتقارب دون ان تدعه يمسك بها ولكانت قد سيَّرته على رغبتها نزولا عند موسيقاه الخطرة في اوقات كثيرة لمن يظن ان المتقارب من البحور السهلة، كما احب التنبيه الى كلمة ( رئات) وارجو معالجتها كما اشكل على الضرب في البيت الاخير ولو من باب الاعادة،على انني ارى هنا في هذا البيت نوع من الابهام وهو بحاجة الى تفسير( فمن كان عبداً يمتْ في الحياة
ومن كان حرّاً : بـــــلا معصمِ )
رايي هذا ارجو ان ينال رضا اخي الادمي ويحظى بالاعتذار سلفا،
رحيلٌ الــــى حيــــث لا انتمي
 لبوّابـــــــــــة الامــــــلِ المعدمِ
الى برزخٍ فــــــارغٍ مــن نفاق
ومن كذبةِ الواقــــع المــــــؤلمِ
غزلتُ جناحاً بريشِ الضباب
وتغريدَ طيرِ الربى الابـــــــكمِ
ومن جَزَعي قد هززتُ الصبا
لتسقـــطَ فاكهــــــــــــــةُ الموسمِ
فلا الريع عند بيادرصبري
ولا الماءُ يضحك في العيلمِ
تجوعُ رئاتي لشـــــــــمِّ الهواءِ
بغيرِ الهمــــــــومِ فلــــــمْ أُتْخمِ
الى حفرةِ الوأدِ صار المصـير
 سعيْـــنا الى بـــــــؤرة المـــندمِ
جحيمٌ رسمنــــــــاهُ لون الرماد
قد احترقَ الرســــــــم بالمرْسمِ
دُخــــــان البخــــور بلا عطرهِ  
وقيــــــحُ الجـــروحِ بلا بلســم
تجرّدَ إنســــــــاننا عاريـــــــــاً
فهلْ قُتـــــِلَ الضوءُ في الانجمِ
تفحّمـــتْ الانْـــــسُ بالازدواج
ألمْ يبقَ مـاسٌ لدى المنــــــــجمِ
جفاءً ذهبـــــــنا بلا مكثـــــــــةٍ
 وشوكاً بقــــــــــــــينا بلا عندمِ
فيكرهنـــــــا الغرْبُ كره العدو
ونكْرهُ نحن قُرى الديـــــــــــلمِ
وتكْرهنا الفرْس مثل القطـــــاة
اذا نظرتْ صـــــولةَ الهيــــثمِ
كأنّ المـــــــــوّدةَ شيءٌ غريب
ولمْ يكُ في الخــــلْقِ من مغْرمِ
بدائرةِ الســوءِ والموبــــــــقاتِ
علقْنا بلــــــيلِ الدجى المظـــلمِ
ندورُ الى أيـــــــن لا وجهـــــةٌ
لنغرقَ فـــــي غيـــهبِ الدرْهمِ
الى غابةٍ بأكتظاظ الوحــــوش
نزلنا الحضيضَ على الســـــــــلّمِ
خفيفون: شكلٌ بلا جــــــــوهرٍ
فما القلب دون وجــــــــود الدمِ
فكم زوروا في رؤى البوصلات
لقد خلطـــــوا الشهد بالعلـــــقمِ
مجالُ الاكاذيــــــب فنُ الورى
دهاءٌ يفــــــــــوق على الارقمِ
فمن كان عبداً يمتْ في الحياة
ومن كان حرّاً : بـــــلا معصمِ
فهلْ اعوجاج ذيــــول الكلاب
 كخصر اعتدال القنـــــا الاقومِ
نهادنُ شيطـــــــاننا غفلـــــــــةً
 يوسوسُ للبعض كالملــــــــهمِ
فمن شاء ينفذ نحــــــو الرحيل
لشيطـــــــــان اغوائــــهِ يرجمِ
سلوتُ لعرّافــــــــــــة القافيات
أبوحُ لها الســرَّ مــــن طلسمي
فأنّـــي بريءٌ ولكنــــــــــــــني
اسيرُ على وجهــــــــة المجرمِ
نبذْتُ وجودي بوادي العــــراء
نبشتُ سراب الهوى المبْـــــهمِ
وحطّمــــــتُ أقنعــــــــةً لم تلدْ
سوى ترهات السُدى الاعقــــمِ
لعلّي أرافــــــــــقُ صْبح الندى
واشرقُ فـــــــي نفحةِ الميـــسمِ
وأمضي الى فتــــــحةٍ من نقاء
ولو كان ذنبي حبــــــــالَ السمِ
 
تعقيب الشاعر /غسان الادمي



غسان الآدمي تحياتي وامتناني لما تفضلت به من ملاحظات وخصوصا في ما يتعلق بتنوع الأعاريض الذي ظننته مسموح في البحر المتقارب والتي اثرت على التناغم الموسيقي
اما فيما يتعلق في البيت المذكور
فالمقصود هو ان عيشة العبيد تحت وطأة الذل هي الموت بعينه

اما من قرر ان يصبح حرّاً فأنه سيقدم التضحيات للتخلص من القيود ولو تطلب الامر ان يتخلص من المعصم
متأسياً بابي الفضل قطيع الكفين
 
تعقيب الناقد /شاكر الخياط
 


Shakir AL Khaiatt استاذ غسان الحبيب عندما يكون استخدام الرمز لمرموز معروف مسبقا يقع الرمز في دائرة البلاغة والسمو اما اذا كان العكس فسيكون المرموز والرمز في بوابة الايهام والابهام وعدم التعرف على الرمز سيوحي ان البيت من القصيدة ليس بمحله، وهذا موضوع ربما يسعفني الوقت لكي اخوض فيه، اما الثاني فانت جمعت بتلك الفارزة غير المبررة ان العبد والحر سيان وهذا خطأ فضيع سيدي الكريم ولو تكرمت وازلت ما جمع الاثنين من تاثير المعصم لرايت جمال البيت وانا تركت لك التعليق لكي انبهك ان الفارزة والنقطة وما شاكل لها تاثير كبير يودي بالمعنى كاملا على عكس مايظن البعض انها تاتي وتستخدم كيفما اتفق... تقبل مودتي


Shakir AL Khaiatt شكرا استاذ غسان انا لم اقل انه ليس مسموحا ولم احرمه او اقل ببطلانه، لكنك تعرف قبل غيرك مدى حرصي على ان يكون الشعر فنا متصاعدا في رقي وابداع عالي، هذا بالنسبة للاخرين من الشعراء فكيف اذا كان الامر يهم اخي الادمي؟ يقينا سيكون التدقيق اكثر واوفى، كل هذا كما تعلم من اجل قصيدة شعر فنية التصاعد بليغة الموسيقى والتي هي سمة من سمات هذا المتقارب اللعين... خالص اعتباري وتقديري

 
 
تعقيب الناقد / غازي احمد أبو طبيخ 


آفاق نقديه كفؤ والله ياغسان..انت لها..نعم هو مسموح للأسف..ومايراه هذا الناقد المفترس..هههههههه..ليس شرطا أن يراه غيره..
ومايطلبه الاستاذ الكبير
Shakir AL Khaiattيتطلب جهدا هائلا قد يفري همة الشاعر قبل أن يمسك العصا من الوسط فيحكم السيطرة على طرفي المعادلة الصعبه...
ولكم يقيد الايقاع اندلاق الفكر او الصورة بشكلها ومضمونها المتناسق المنسجم الى رحبة الجمال الحيوي..
إن الاذن الحادة الرهافة التي يملكها الأمهر الخياط بعفوية وسلاسة عجيبة لاتتسنى الا لمن هم على شاكلته تماما,وحتى من هم كذلك ..وانا واثق أنك يا ايها الشاعر كذلك..فلايمكنهم عبور المحطة المتزحلقة هده الا بعد المرور بفترة من الدربة والمران مررنا بها جميعا وأخي الناقد من بيننا طبعا..ولكنه.. وأعني أخي ابا عبدالله..يعرف بحكم عمقه النقدي الخبير انك يا ابا فاطمه قادر بإذن الله على التعجيل وحرق المراحل..ولهذا فقد وضع ثقته بك عاليا ايها المهندس الشاعر والشاعر المهندس ..
غاية الشكر لكل ما تفدمه من جهود كببرة اخي الاستاذ شاكر الخياط الغالي..تحياتي وشديد.. اعجابي..والسلام..

تعقيب الاديب/ أسامة حيدر

أسامة حيدر أخويّ الأستاذ شاكر والأستاذ غسّان بمحبة أقول : القراءة كلّها جاءت على نقطة واحدة اتفقنا على أنّها ليست عيباً مطلقاً في النصّ . والباقي اعتذار من الأستاذ غسّان على إبدائها وهذا إن دلّ فإنّما يدلّ على لباقة ولياقة أخي شاكر . ولكنّ الأستاذ شاكر قد وقع في دراسته بهنّات أراها - لأنّنا نتعاطى اللغة جميعاً - أشدّ على النّفس من النّقطة الوحيدة التّي ذكرتها القراءة . وعلى سبيل المثال لا الحصر لا يجوز أن نقول (وفي نفس الوقت ) لأنّ التوكيد المعنوي يقع بعد المؤكّد لا قبله . وكلمة ( حالى ) خطأ والصحيح (حالة ) . وتقبل أخي شاكر الاحترام كلّه وما دفعني إلى ذلك إلاّ محبتي للّغة الّتي نعتزّ بها جميعاً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق