الجمعة، 7 أكتوبر 2016

في عين عصفور - بقلم الاديبة / دنيا حبيب

في عين عصفور
---
بساق واحدة، أسابق الريح .. أحيانا أشعر بالسأم، لكن السباقات التي أجريها مع الخفاش، وأفوز فيها -في كل مرة- تخفف عني هذا الشعور.. اليوم بالذات، لا أعرف لم.. وعلى عكس العادة تأخر.. انتظرت.. وانتظرت، لم يأت.. أسدلت شفتي في غير اكتراث، لم أشعر بضيق غيابه أبدا... كطائر لم يكتشف متعة التحليق من قبل، قلبت بصري هنا وهناك... -ولم لا؟.." حادثت نفسي في مكر.. بتكاسل مصطنع، توجهت نحوها.. هي أول ما كان، بعد حدود السباق... مع الخطوات الأولى.. كدت أتراجع، لولا فضولي الذي ازدا...د في تلك اللحظة.. أخيرا تسلقت شجرة القمر، ذات الأوراق البيضاء الكبيرة، واللامعة.. في شيء من التوجس، اضطجعت على إحدى ورقاتها.. من حسن حظي، كان موسم ثمرها قد حان!... حركات خفيفة من خلفي تنبهني إلى لا أدري ... دب خوف في قدمي ..
-لا بد أنه لحق بي...
عزمت على التبرير.. -كان مجرد فضول، لا أكثر.." هممت مسرعة دون أن أنظر له.. -لم يرد،
-لا بد أن نجرب إقامة سباقاتنا هنا.. ما رأيك؟
لم يرد.. لم يسبق لي أن واجهته من قبل.. تحولت نحوه ببطء.. نظر في عيني، وقابلته في عينيه.. تأملت شكلي حد الإشباع، كانت عيناه مرآة... شعرت بالهلع!.. ساقي الأخرى.. كانت تنزف !..
-هل تأخرت؟"
قالها وهو يستعد للسباق المعتاد...
-انتظرتك طويلا.."
ردت كمن لم تنبس ببنت شفة... عيني لم تزل ترنو نحو تلك الحدود..
ويدي مازالت على ساقي!! رغم كل الجرح والنزف الحزين، ما إن أنظر فيها حتى طار كلمح البصر...
لم يكن هو! ..
كان عصفورا مضيئا ... قرمزيا بلون الشمس.
 
 
تعليق الناقد / شاكر آل هيت
 
Shakir Al Hit هل من الممكن ان يمر هذا النص دون ان يمسكه قلم الناقد لكي يفتح مابه من اسرار تسر الاسارير؟ لايمكن في رأي.. هذا نص قصصي جميل رائع ومعبر باقل جهد كتابي، ان ما دأبت عليه السيدة الكاتبة مبدعتنا دنيا لهو منهج صحيح وهي الان قد وضعت عربتها على سكة الصعود الى الارقى ويوما بعد يوم ارى من خلال متابعتي لماتكتب انها ابتعدت كثيرا عن ارض الواقعية المباشرة والتقريرية القاتلة لكي تمخر عباب الفضاء وتشق افق السماوات وتكون صاحبة القص المرموز، بانسيابة وتوئدة وتسلسل لمجرى الحدث يلقي بظلاله بهذا الاختصار الراقي والايجاز الارقى، فانا واثق انني انتظر منها في قادم الايام ابداعا اعلى من العالي الذي بين ايدينا.. وكم كان اختيار العنوان موفقا ( في عين عصفور) لوحده يحمل ايقاعا يتوائم ويتماهى مع حجم هذا النص المبدع.. احسنت دنيا... تقبلي مودتي
 
رد الاديبة/ دنيا حبيب
 
دنيا حبيب أستاذنا الغالي.. أنا من يتساءل، هل يمكن أن يجد أحدا هذا الدعم والثناء والتوجيه، ولا تتهلل أساريره، ويشحذ طاقته كي يقدم ما هو أفضل وأفضل؟ بالطبع لا يمكن... كلمة شكرا لا يمكن أن تكفي أبدا أبدا.. باركك الله على الدوام أستاذنا..
 
تعقيب الشاعرة / نيفين نانو
 
نيفين نانو حقا روعة
 
رد الاديبة/ دنيا حبيب
دنيا حبيب لا حرمني الله تشجيعك صديقتي الجميلة
 
تعقيب الناقد / غازي أحمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه لا اجد اضافة ممكنة على ما تفضل به أخي الناقد الأستاذ Shakir Al Hitفلقد غطى بثاقب نظرته كل ما يتوجب ان يقال.. اللهم الا إشارة تحذيرية من أن يتعرض بعد التحليل( السيكولوجي)والاستغراق التأملي والرموز التعبيرية ،ومرايا الدخيلة ،الى نوع من الاندفاع غير المبرمج ،او ان يتم الإعتماد على المغامرة اللغوية والمصادفة بحثا عن عنصر خلق جديد ..فمعلوم ان القص ،حتى الرؤيوي او الرمزي منه يجب ان نتوخى فيه درجة من الاعداد والعقلنة التعبيرية عن الحدث نفسه او عن الشخصيات القصصية..
النص كما تفضل اخي الاستاذ شاكر الهيتي مثير للإنتباه ،عالي الهمة،قوي الحضور،رائع الاستعارات التعبيرية ،ولكننا لمسنا بعض القلق والارتباك منذ صعود البطلة الرئيسية على ورقة الشجره.. لكن الكاتبة تمكنت من العبور الى خاتمتها بصعوبة ولكن بنجاح يحسب لها فعلا..
نقول هذا مع علمنا ان كاتبتنا مازالت في رحلة بحث عن مستقرها الإبداعي الرشيد المناسب لموهبتها الكبيرة.. ولكنها وبما تمتلك من مطامح عالية تتقحم باتجاه الخيارات اللافتة الصعبة..
المبدعة دنيا حبيب.. تزرعين الفرح بوعودك الكبيرة ،سيدتي..
 
رد الاديبة / دنيا حبيب
 
دنيا حبيب أستاذنا الغالي..
أدرك ما أشرت له حضرتك.. ومع حضرتك حق، ففي القصة لا يمكن الاعتماد على المصادفة الخيالية، أو اللغوية. لأن هذا سيخرج العمل القصصي إلى خواطر رمزية لا أكثر. فأولا وأخيرا، وبجانب المشاعر التي يضخها العمل القصصي- لا بد من توافر هدف وقيمة في نهاية أي قصة.
كالعادة امتناني وشكري اللذان لا يسعان حجم توجيه ولفتات حضرتك وعطاؤك..

الفرح هو ما يزرع بي بكريم دعمكم لي أساتذتي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق