السبت، 29 أكتوبر 2016

الشاعر العراقي القدير :غسان راضي

-------------ادمنت طعم الليل--------
.................

أدمنتُ 
طعم الليلِ
 يشربُني 
مخاضات القصيدة 
حتى اذا
 ثملتْ عراة 
 نجومه الغرِّ الودوده 

يبدي ترنحهُ ضنىً 
 في نهد غانيةٍ شريده

والشمسُ
 تقرأُ فجرها 
 عرافةُ الضوء العتيده 

وبياض قهوتها الكرى 
 يلهو بمقلتها الخريده 

الليلُ
 شعرُ الشمس 
 برقعها
 النهار
 كما تريده 

وانا 
 تلسكوب النجوم
 سلوتُ في ليلى البعيده

قلبي 
 كمثل زجاجةٍ
 والحبُّ احجارٌ تبيده

انا
لستُ ادري من أنا
تيهي ...حكومتنا الرشيده

و الصبرُ تحت تهكمي 
 سقطتْ على سهوي 
 بنوده

برسائلٍ موؤدةٍ
 والريحُ 
قد بلعتْ بريده

حل الخريف مؤخراً
 وبكت على عمرٍ عقوده

لا عاصر الجيل الجديد
 ولا تدانى من جدوده

في برزخِ الاحلام عاش
 غفى بواقعه وقوده

عسكرتُ 
جنب منيتي
 بعض الردى أمٌ ولوده 

ونفضتُ بردةَ خافقي
 بحثاً 
عن الليلى الجديده

فانا بدوتُ نقيضني 
 ماءً تبرأ من جليده

نارٌ وتحرقُ نفسها
 وقديمةٌ ظلتْ جديده 

قلبي
 شياطينٌ غوتْ
 أغوتني حواء المريده

ذبحتْ تلابيب الصبا
 والشيبُ
 قرر ان بصيده

ما عدتُ افقهُ من انا
 أأصيدُ 
ام كنتُ الطريده

شغفي 
 انكسار الضوء
 حشرجتي 
تغنيني حيوده

كتفي تبسمُّ دمعةٍ
 حارتْ بصبغتهِ شهوده

لحنُ الصبابة نبضةٌ
 أضلاعها أوتار عوده

اهدابُ عيني عازفٌ
 هتكتْ بوارقهُ رعوده

يا هدهد الانباء قلْ
أوجدتَ بلقيس الوحيده؟

هي بنتُ حواء التي
 كسرتْ لعاشقها قيوده

حتى اطلَّ بكهفها
 يدنو رويدا من وصيده

يغفو هديل حمامةٍ
 بأراكة الحلم الكؤوده


:::::::::::::::::::

تعليق الناقدة : نائلة طاهر
حين يقرأ النقاد قصيدتك هذه يا شاعر سيشعرون برغبتك هذه المرة في مخالفة نهجك القديم لاني واثقة من أن البنية اللغوية والفنية المعتمدة بهذا النص مختلفة عن السابق حتى أني ألمح وبشدة بتلك الضربات الموجعة القاسمة التي أردت تضمينها تلميحا وتصريحا بنصك .هذه "اليلى" لا أظنها حواء فقط وإنما هي أكبر لذلك كانت مشروعية نصك مؤكدة . 
يعجبني الشاعر بك حين يبحث عن التجديد والاختلاف سعيا منه للاقناع والتفرد.


تعليق الأديب الناقد .أستاذ غازي أحمد أبو طبيخ


"""""



لا إضافة على ما تفضلت به الناقدة أ.ندى الادب..فهو عين ما اردنا قوله..تقديري للناقدة الفطينة وللشاعر ااساعي الئ التجديد ,بخاصة هذه التقفية التي تبدو خيط وصل بين العمود والحر ,كونك قمت بتقفية الاشطر جميعا ,فهي تبدو من جهة كمقاصير حرة ومن جهة كأشطر لبيت عمودي ,وهذا هو ما ارادت الست نائلة الإشارة اليه ,فضلا عن طبيعة الموضوعة الشديدة الارتباط بواقع الحياة المعاصره..
رائعك يكمن في توظيفك للمجس الغزلي الانساني كجسر لإيصال اهدافك الابعد من حواء كما تفضلت استاذتنا الناقده نائله طاهر..لكما خالص الود والتقدير والسلام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق