الجمعة، 28 أكتوبر 2016

تمارين روائية - 2 -بقلم جمال قيسي

تطاول الوقت وفق ساعته النفسية،،،( سأمضي لحالي،،،بعد تخطي الموعد بربع ساعة،،وَيَاريتها ،،لا تأتي ،،،سوف لن يكون الامر خيبة أمل ابداً،،بل ربما إنقاذ لبعض الكرامة،،التي أهدرتها بمجرد قبولي للموعد ) ،،،،،
قطع سلسلة القرارات التي كان يروم اتخاذها،،رنين هاتفه النقال،،،( اللعنة،،،انها هي،،ربما ستعتذر ،،وتوفر علي الكثير،،)
- آلو ،،،استاذ،،،،
- أهلاً وسهلاً،،،
- آسفة على التاخير،،ولكني قادمة بعد اقل من نصف ساعة،،،واعتذر جداً عن هذا،،،
- ولا يهمك،،سأكون في الانتظار
( آه ،،،قضي الامر الذي فيه تستفتيان ).
لكنها قالت،،لي استاذ،،،وحددت الزاوية التي سأكون بها. وأفرغت من شحنتي العاطفية الخاوية أصلاً ،،عجيب امر العلاقات الانسانية،،اشبه بالأحاجي ،،كَر وفر،،والكل يمارس الخديعة. وانا في المقدمة ،،لاشيء يدفعنا للتواصل الا الدافعية الغريزية ،،او المصلحة ،،،يالله كم هم ملاعين ماركس وفرويد،،وحتى هيجل،،عندما عرفوا ماذا يريد الناس،،لابد انهم مارسوا الكثير من الاحتيال والكذب،،ومن كثرته،،توصلوا الى ما توصلوا اليه،،،،بالتاكيد انهم فاشلين كبار في العلاقات الانسانية،،،لأن من ينغمس بها لا وقت لديه لمثل هذه الأفكار ،،لو كان ماركس وصديقه المجنون انجلز ،،ناجحين في الحب،،والعلاقة مع الجنس الاخر لما استطاعا كتابة سطر واحد من البيان الشيوعي،،وفرويد لو لم يكن شاذاً في نظراته المريبة للجنس الاخر لما افترى علينا بالتحليل النفسي،،،حتى هذا المهووس هيجل شعر بعظيم خيبته عندما شاهد الطاغية نابليون ،،قاهراً مدينته،،واعتبره روح التاريخ،،،لم تشكل كل أفكاره ،،،مردوداً له،،بينما هذا العسكري المغامر امتلك كل شيء السلطة والنفوذ والمال،،والنساء والمحظيات تحصيل حاصل لذلك،،هكذا هي الحياة لابد ان تعيشها بمغامرة،،حتى تشعر بمتعها،،وكل من امتهن الفكر لابد من انه جبان،،وهو شيء طبيعي،،لانه كلما اقدم على امر،،،،احكمه للاحتمالية ،،في حين تكون المبادرة قد قضت نحبها،،،،
واستدرك ( ما هذا الهراء،،،والهلوسة،،انه مجرد موعد،،وأخذت أعيد هيكلة التاريخ،،كم انا بائس،،،)
جذبت نظره فتاة تسير بغنج،،وخطوات كأنها ،،عارضة أزياء ،،،مجرد النظر اليها شعر وكأن الموسيقى أحتوت أرجائه لتحيل خلاياه الى كورال مساعد لهذه السمفونية الكونية،،،وامتعته تداخل المنحنيات ونفورها خلال مشيتها،،تقدمها نحو مدخل الكافتيريا ،،اشبه ،،بالمسيرة الظافرة ،،زاد من وهجها ،،ضوء الشمس،،خاصة وانه قابع في مكان ،،الانارة فيه خافتة،،،تأكد له احساس بأنه لا معنى لجمال الألوان ،،والضوء دون النساء،،كل شيء مرتبط بمفهوم الجمال لدى الرجال ،،مرجعيته النساء ،،وكانت خيبة امله عندما توقفت فجأة ،،،واستدارت قبل الباب ببضع اقدام،،كأن هناك من نادى عليها،،( ياللجمال ،،،ربنا ما خلقت هذا باطلاً،،،،،)
كان هناك شخص ترجل من سيارته بالدفع الرباعي ،،يكاد يشبه فيلاً صغيراً ،،قدر وزنه بربع طن،،وكذلك الشخصين الذين برفقته،،،ويبدوا انهم كانوا على موعد مع الفتاة،،ربما حصلوا عليها بجولة التراخيص الهرمونية،،،النفطية
امتعض كثيرا،،من طعم القهوة،،التي بردت،،،،( كل شيء في غير أوانه ،،فاقد للقيمة على الانسان ان لايتجاوز الأربعين ،،فألاوضاع كلها سيئة بعد ذلك )
وضع صورة تقريبية ،،للحواء،،،التي تعنيه،،،قدر عمرها بالأربعين سنة،،وذلك من طريقة مشاركتها واهتماماتها ،،وافترضها سمراء،،ومتحررة،،وذلك لمجرد قبولها الموعد مع رجل بعمره،،
( ربما هي تصرفت على سجيتها،،وأخذت الامر على محمل حسن،،،فقط انا من هو سيّء الطوية،،،)
تلك الكتب الكثيرة التي قرأها و لدت لديه الريبة بكل شيء إبتداءً بنفسه وحتى بالوجود كله ،،بالاضافة الى حياته التي كانت أشبه بلعبة السلم والثعبان،،ولم يحصل له ان نجا من الثعبان الأخير ،،،
 
تعقيب ليث الدخيل
Laith Aldakel يقرر Jamal Kyse..في نصه الممتع ان المغامرة هي السبيل الى المتعة..وان المثقفين الكبار فاشلون في تحارب الحب ..وهو طرح واقعي ومحزن في الوقت ذاته .ولذا اعظم المفكرين كان لديهم احباط من جهة النساء للاسف..شكرا ابو سرى لهذه السردية ..محبتي..
 
تعقيب خضر عباس
Kudher Abass قمة في الروعه واحسبها الان تجربه مريره لمن يمر بفتره احتضار وغربه ..ولكن من قال ان الارض لاتدرك معنى المطر ...هو يشعرنا اننا مازلنا احياء.
 
تعقيب أسامة حيدر
أسامة حيدر في الجزء الثّاني من قصته راح Jamal Kyseيحمّل الشخصيّة في حوارها الدّاخليّ الكثير ممّا يحمل هو فدخلت الشخصيّة في تناقض واضح في رأيي لأنّ شخصاً يمتلك هذه الثقافة ( فرويد . هيجل . ماركس . انجلز ...) يميّز بين الخطأ والصّواب لأنّه باختصار يملك المفاتيح لذلك . والحقيقة أنّ أخي جمال حمّله الكثير ممّا يمتلكه هو من ثقافة رفيعة المستوى وهذا ليس عيباً لأن الشخصيّة تحمل الكثير من مبدعها بشكل أو آخر .
والشيء الثّاني أننا لم نعرف ملامح هذه الشخصيّة إلاّ الملامح الخارجيّة وأقصد أنّ شخصيّة بهذا المستوى الثقافي لن تكون شخصيّة عاديّة فلم يلمح النصّ إلى ذلك . (عمل الشخصية . دراستها . أو شيئاً من ذلك كي نبرّر أن تحمل هذا الوعي المنبثق من المعرفة التي نالتها ورغم ذلك تعيش هذا التناقض الحاد . )
وإذا انطلقنا من البنيويّة التي تعدّ النص الأدبي هو إشارات وليست رسماً للواقع في النصّ الشعري أو القصصيّ فسيكون النصّ هذا في وضع حرج ؛ وذلك للكثرة المفرطة من الأغلاط اللّغويّة التي وجدتها فيه وبذلك تضعف الإشارة التي نتتبّعها فيه .
 
رد جمال قيسي
Jamal Kyse سيدي استاذ اسامة حيدر،،،انا مغرم جداً بتعليقاتك،،،لأسباب عدة،،،أولها حرصك الشديد على التكامل المثالي ،،للعمل الذي تتناوله في تشريحك النقدي،،،وهذا امر لا يأتي ،،مع التمارين،،،وثانياً،،لأنك شخص مثالي حسب ما أظن ،،وهذا الامر واضح لدي،،من خلال مساهمتك ،،تحسب ان المثقف انسان مثالي،،،ولا أخفيك سراً ان بطل هذه القصة هو استاذ جامعي في الحقيقة واحد إعلام الفكر في العراق،،ولكني تلاعبت بالزمان والمكان،،،وبعض المشاهد،،،على انني لا أفصح عنه تحت اي ظرف،،،وكان رغم علمه،،فاشلاً عاطفياً واسرياً،،،،ومع ذلك هذه مقاطع من مشروع روائي،،،فيه الكثير من النواقص التي احرص على تلافيها بعد الملاحظات السديدة من حضرتك ،،ومن الآخرين ،،،عدا الجانب اللغوي،،،،تحياتي صديقي الرائع
،،استاذ اسامة حيدر
 
تعقيب أسامة حيدر
أسامة حيدر ولأنّني أحرص عليك حرصي على نفسي أبديت ما أبديت من ملاحظات .
ومن باب أولى أن يكون المثقّف يتجه نحو المثاليّة أو يلامسها بين الفينة والأخرى لا أن يكون مكتبة متنقلة لا تصقل ثقافته من فكره أو سلوكه .
دمت بخير أخي
Jamal Kyseأنتظر مع متابعيك البقيّة بشغفٍ لا حدّ له .
 
تعقيب حسن سالم
حسن سالم حسن حوار مع الذات ، قطع انفاسي
وجعلني اهرول بين السطور
لقد خلقت من بين كل الاستنتاجات

بقعة ضوء سلطتها على نواة الضمير ..
شددتني بسنفونيتك وتركتني أبحر وحدي
بين ارتكازاتي التي كنت قد نسيتها ...
شكرآ على هذا الابداع ايها الكبير .....،
 
تعقيب جبار الاسدي
Jabbar Jabbar Alsaedy مازلت،،،اسئل،،نفسي،،أين كانت،،نائمه،،هذه السرديات الكبيره،،وكيف اخفاها،،طول هذه المده التي كنا معه بها،،،،،
اريد ان اعرف،،ميكانزمات ظهور ها،،،،وهل كانت أم عبدالمنعم،،هي السبب،،أم جمولي،،،القاطن في البطين الرابع،،،،قرب سويق،!الصنوبر،،،،
تحياتي لك أبو سرى
Jamal Kyse

 
رد جمال قيسي
Jamal Kyse حبيبي دكتور جبار،،،انتم زمرة المتنبي عائلتي،،واهم أسبابي ،،،ووقتي الذي اقضيه معكم ،،شيء اتمنى ان لاينتهي،،،فكيف تريد مني ان أضيعه ،،،بالسرديات وغيره،،،وأنتم ،،ركائز تاريخنا الحقيقي،،،مشتاق
 
تعقيب سهير خالد
Suhair Khaled وها انت كعادتك...تتركني معلقة .....قرأت على عجل ..وتسارعت دقات قلبي تترتقب اللقاء المنتظر ..وبين خضم التسارع في القراءه ..وتسارع دقات القلب ..كان هناك سؤال طرح نفسه بقوه ...ترى هل سيعني الجمال له شيئا ...وهل سيرتد خائبا لو لم تكن مثل غصن البان .....وذا قد نحيف ..واخيرا هل سيشكل الجمال منعطفا في موقفه ...متجاوزا كل توافق الاراء .؟؟؟
وما أن تتطلع البطل للقادمه من الضوء احسست انه تمنى لو تكون هي ..متحاوزا جمال الروح ....متطلعا لجمال الشكل ....الذي قد يذوي مع مر الايام ...
ولكن السيد القيسي ..كعادته تركني اتخبط ...وانتظر الى ما سيؤول اليه اللقاء ...
تحياتي ...سابقى اتابع
 
Suhair Khaled الاخ الفاضل Jamal Kyse...بغض النظر عن النهايه ...غدا باذن الله سيكون لي موقف مع البطل ..وساتكلم بلسان البطله ..لو سمحت ؟؟؟؟؟
 
تعقيب نائلة طاهر
ندى الأدب معك يا قيسي علمنا أن الرواية ليست سرد أحداث و تقديم كشوفات عن أشخاص .معك تجاوزنا الحكاية إلى عالم أرحب عالم نفسي متصل بطبيعة شخصية البطل وفكره فيتطور السرد إلى جدل فكري دون أن يسقط الكاتب في استعراض معلومات جافة .في الألفية الثالثة لانحتاج حواديث ولا حكايا شهرزاد نحتاج الغوص في الذات البشرية بسيكولوجيا وفكريا علنا بذلك نصل إلى ذروة المعرفة حتى جسديا يا أديبنا. وحين نعلم عن ذواتنا يتسنى لنا الإبداع في كل مجال
(لا معنى للألوان ولا الضوء دون النساء) انا تعلقت بهذه الفكرة ليس لاني امرأة وإنما لاني على يقين أن الحب كقيمة كونية كفيلة بتحقيق الخلاص الذي نبتغيه.
يا قيسي الرهان كبير أمامك لتكون روايتك مختلفة فلست ممن يكتب ليُرمى بكتبه في أدراج النسيان وإني لواثقة من تحقيقك لطفرة أدبية راسخة
 
تعقيب هيثم احمد الصفار
هيثم أحمد الصفار يا صديقي المبدع ... لم يجاملك من أطلق عليك لقب ديستوفسكي العراق ... فسردك كعادته ممتع .. مشوق .. يحبس الأنفاس عند متابعته ... ذو أبعاد نفسية أجتماعية معرفية ...يواكب زمانه ومكانه ... واخالفك الرأي بتمسكك وبحثك عن الأراء القاسية ... دعها وابحث عن الشحنات التي تزيد من عطاؤك لنبقى نستمتع بما تتحفه لنا موهبتك وابداعك . محبتي ودمت بألق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق