يا سِرَّ تكويني
صوِّبْ سهامكَ نحوَ النحرِ تُحييني
فالموتُ حُبّاً مصيرٌ صارَ يعنيني
رَمْيُ السهامِ فنونٌ أنتَ تتقنها
هذي دماؤكَ تجري في شراييني
سيوفُ عينيكَ عند الهجر باترةٌ
أغمدْ حُسامَكَ إنَّ الشوقَ يُضنيني
إنّي أَلِفْتُ عيوناً في مهنَّدِها
سِحرٌ حلالٌ وحصنٌ فيهِ تُؤويني
العشقُ عشقي وإن ضلَّتْ مراكبهُ
هذي بحاري ..ركوبُ الموجِ يُغريني
والفجرُ فجري وإنْ لاحتْ سواتِرهُ
كلُّ الكواكبِ تجري في مياديني
هذي وسادةُ ليلي أتقنتْ قِصصي
فاسألْ نجومَ السما عن سرِّ تكويني
لقد أضعتُ بليلِ الشوقِ بوصِلَتي
وفي ليالي الأسى تاهتْ عناويني...
إنّي كتابٌ بماءِ الوردِ أحرفهُ
فسطِّرِ العشقَ دوماً في دواويني
خُذني إليكَ لَعلَّ الوصلَ يُسعِفُني
وَيستفيقُ صباحٌ ظلَّ يُغويني
بيني وبينكَ عهدٌ لستُ أُنكِرُهُ
هلّا ذكرْتَ عهودَ الحبِّ والدِّينِ
نَثرْتَ قمحا" فبتُّ الدهرَ أحصُدهُ
لمَّا بَذرْتَ حياةً في بساتيني
فالموتُ حُبّاً مصيرٌ صارَ يعنيني
رَمْيُ السهامِ فنونٌ أنتَ تتقنها
هذي دماؤكَ تجري في شراييني
سيوفُ عينيكَ عند الهجر باترةٌ
أغمدْ حُسامَكَ إنَّ الشوقَ يُضنيني
إنّي أَلِفْتُ عيوناً في مهنَّدِها
سِحرٌ حلالٌ وحصنٌ فيهِ تُؤويني
العشقُ عشقي وإن ضلَّتْ مراكبهُ
هذي بحاري ..ركوبُ الموجِ يُغريني
والفجرُ فجري وإنْ لاحتْ سواتِرهُ
كلُّ الكواكبِ تجري في مياديني
هذي وسادةُ ليلي أتقنتْ قِصصي
فاسألْ نجومَ السما عن سرِّ تكويني
لقد أضعتُ بليلِ الشوقِ بوصِلَتي
وفي ليالي الأسى تاهتْ عناويني...
إنّي كتابٌ بماءِ الوردِ أحرفهُ
فسطِّرِ العشقَ دوماً في دواويني
خُذني إليكَ لَعلَّ الوصلَ يُسعِفُني
وَيستفيقُ صباحٌ ظلَّ يُغويني
بيني وبينكَ عهدٌ لستُ أُنكِرُهُ
هلّا ذكرْتَ عهودَ الحبِّ والدِّينِ
نَثرْتَ قمحا" فبتُّ الدهرَ أحصُدهُ
لمَّا بَذرْتَ حياةً في بساتيني
لكلّ شاعر لغته الخاصّة التّي تميّزه عن أقرانه من الشّعراء ، بل لكل كاتب مثل هذه اللّغة وإن كان غزير الحفظ للغته تلك ومن الملاحظ ومن الوهلة الأولى أنّ الشاعرة رنا صالح تمتلك فيما تمتلكه لغةً سهلةً واضحةً بعيدةً عن التكلّف فلا نجد لفظاً إلاجاء خادماً للمعنى الذي تريده ، فضلاً عن موسيقا عذبة أضفاها البحر البسيط الذي جاء حاملاً لكلماتها .
وقد اعتمدت الشاعرة على الصّورة الشعريّة كوسيلة من وسائل الأداء لديها ، وهي صورٌ تفاجئك لأنّها تأتيك بما لم تتوقعه: - السّهام المميتة ( النظرات ) غدت تحيي ، والموت مصير العاشق ، وسيوف العين قاطعة ، ولكن لا بأس لأنّ الشّوق متعبٌ . والعيون هي السّحر ، ومراكب العشق تضلُّ الطّريقَ أحياناً لكنّها في فلكها الّذي رسمته فالكواكب تجري في ميادينها . وحبّ الحبيب حياة بذرَها في بساتين المحبوبة .
وقد اعتمدت الشّاعرة على وسيلة من وسائل الأداء الموسيقيّ وهو التكرار اللّفظي ( العشقُ عشقي ) ( الفجر فجري ) ( بيني وبينك ) ( عهد وعهود ) ( ليل وليالي ) وممّا لا يُخفى أنّ هذا الجانب الموسيقيّ الدّاخلي خلّف جانباً مهمّاً في تقوية المعنى الذي تريده من تكرار اللّفظ .
وكان لاستخدامها أسلوب الإنشاء واعتمادها على فعل الأمر بشكل واضح في النصّ ما يعدّ أمراً يجب الوقوف عنده :
- سطّر العشق دوماً في دواويني : فهي توجّه المخاطب إلى ما تريده أن يفعله .
- اسأل نجوم السماء عن سرّ تكويني : مما لا يُخفى هنا أن في هذا الطلب ما فيه من استحالة فانتقل الأمر إلى الإعجاز والتعجيز للمخاطب .
- خذني إليك لعلّ الوصل يسعفني : انتقل الأمر هنا إلى التّمني .وكذلك في قولها ( أغمد حسامك إنّ الشّوق يضنيني ) .
والتنوّع بين الخبر والإنشاء يُظهر مدى حرص الشّاعرة على الخوض في غمار النّفس واستلهام ما فيها ونقله إلى المتلقّي مع جملة المشاعر المضطربة التي تحملها ، وجعل القارئ في حالة من التّوقّد الذّهني مبعدةً عنه السّأمَ .
وشاعرات الغزل بدءاً بليلى الأخيليّة ومروراً بأمّ الكرام بنت المعتصم بن صمادح وعليّة بنت المهدي العباسي وخيرة بنت أبي ضيغم البلويّة ونزهون الغرناطيّة وولاّدة بنت المستكفي وحفصة الركونيّة إلى نازك الملائكة ومي زيادة وانتهاءً بالدكتورة سعاد الصّباح امتزن جميعاً بضعف حالهنّ أمام الحبيب وإن كنّا نلمح مثل هذا عند رنا صالح إلاّ أنّها تمايزت عن أقرانها هؤلاء بالأنا المشبعة بالاعتزاز فهي محبّة عاشقةٌ في نصّها لكنّها لم تتذلّل للحبيب بل كانت أدوات الحبيب في القتل حياةً لها ، والعشق عشقها وإن ضلّت مراكبه ، والفجر فجرها ، وركوب الأمواج يغريها ، وكلّ الكواكب تجري في ميادينها ولا أحدَ في الأرض يعرف سرَّ تكوينها لذلك تطلب من الحبيب أن يسأل نجوم السماء عن هذا السرّ .
يحقّ لشاعرة الياسمين أن تكون كذلك فشعرها له نكهةُ الهيل في قهوة الصباح ، ولمسةُ الندى على تُويج زهرة .
تعقيب الناقد / تحسين
الناقد تحسين جهد مبارك
تعقيب الناقد / غازي أحمد أبو طبيخ
آفاق نقديه أحسنت أ.اسامة.. نحن واقعا بحاجة ماسة الى هذا اللون من النقد الاكاديمي المنهج..بما يجعل منه اضافة رائعة لما نحن بصدده من تنويع العروض النقدية تبعا لزوايا النظر ،مع أن الجميع يلتقون في الاهداف الجمالية الغائيه..خالص تقديرنا زميلنا الفاضل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق