ما الذي يحرك الناس ويحرك مخيالهم الأدبي3
للناقد جمال القيسي
مالذي يحرك الناس ،،ويصنع مخيالهم الأدبي /٣
تناولت أ. دنيا حبيب في مقالها الموسوم ( رأي قارئة عربية،،،،، )،،واحدة من اهم الإشكاليات واخطرها على الإطلاق ،،الا وهي اشكالية ( التراث ) ،،وهو موضوع في غاية الوعورة ،،مليء بالمطبات ،،وبالطبع لايمكن تغطيته ،،بأسطر ،،ومع ذلك سنحاول قدر الإمكان الاختصار،،ولكن لامناص من تناول المفاصل العقدية،،(البنية ،،والوظيفة ) وهنا لدينا البنية تتوضح بمفهوم التراث ،،اما الوظيفة فهي الهوية ،،مع توضيح السرديات ( Master-narrative) ،،وطبيعة العلاقة العضوية والمتلازمة المفهومية بين التراث والسرديات ،،،
٣- مفهوم التراث اصطلاحياً،، وفق المفـهوم الحديث المتداول هو كل ُّ مـا وصل إليـنا مكـتوباً في عـلم من العلوم أو محـسوساً في فن من الفـنون ا أنتجه الـفكر والعمل في التاريخ الإنساني عبر العصور. فلكل أمة إذن تـراثـهـا الذي هـو: ثـمـرة فكـرهـا وعقـائـدهـا وحصـيـلة جهدها العقلي والروحي والإبداعي.إن أول ما ينبغي أن نبدأ به هو الإشارة إلى أن ثمة ترابطاً بين بين التراث حيث هو بنية والهوية من حيث هي وظيفة ،،ولامعنى لموروث اذا لم يؤسس للهوية
،،والهوية ( ldentity ) في المعاجم الحديثة هي التي تعبر عن خاصية المطابقة ،،مطابقة الشيء لنفسه وهي الصفات الجوهرية التي تميز الانسان عن غيره ،،وهي وحدة الذات والتشخص،،والشخص نفسه،،ووجوده الخارجي،،اي التمثل ،،وخلاصة القول ان الهوية الثقافية والحضارية لأمة هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من القسمات العامة التي تميز حضارة هذه الأمة عن غيرها
هذا التراث او الموروث ،،غير قابل للتطور من ناحية الماهية او الجوهر ،،لانه ماضي،،،ولكنه قابل للتفاعل مع محدثات جديدة ،،بحكم الامتزاج الثقافي والتجاور والتبادل،،على ان لايلغي وجوده،،،فالطائرة والمركبة الفضائية لايمكنها ان تلغي الخيمة والجمل،،،كرمز ثقافي وموروث،،،
نعم لقد رفعت الحركة المعرفية الغربية اعلان القطيعة مع الماضي في عملية صيرورتها الحديثة وما بعدها ،،وكانت أقوى هذه الدعاوي عند البنيوية والتفكيكية ،،لكنها مجرد دعاوي،،لانها لم تستطع التخلي عن أسانيدها ،،الإغريقية او المسيحية الغربية ،،حتى في أقوى طروحاتها على يد من يعده الغرب صاحب اهم فلسفة في القرن العشرين وما بعده الا وهو بول ريكور،،،نرى في كتابه المهم الزمان والسرد مستنداً الى أرسطو ومارتن لوثر،،،،
لماذا يطلب منا الغرب،،،ومثقفينا المغتربين ( المتأثرين بالفكر الغربي ) ،،ان تكون لدينا قطيعة مع تراثنا،،في حين الغرب نفسه وفي اعلى مراحل تمثله يستند الى موروثه والتمركز الغربي في الهوية،،،
انها ليست اكثر ولا اقل ،،من عملية هيمنة ،،،باخطر قنواتها،،،الثقافة وهويتها ،،،،ولنا ايضاً عودة في نهاية المبحث عن هذا الامر،،،،،
يتبع
جمال قيسي / بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق