الأحد، 23 أكتوبر 2016

امْرأة مِن دِمَشْق بقلم محمد الزهراوي

امْرأة مِن دِمَشْق
ياهلا..
يمامَةٌ شارِدة .
جاءتْ مِن
الشّام عبرَت
مدى البحْر شوْقاً
تحْميها النّوارِسُ
مِن تداعِيات
الحرْب ودُخّانِها..
وشضايا القنابِل
وزخّاتِ ..
رصاصها الطّائِشِ .
نَسِيَتْ دونَها
كُلّ دِمشْق
وكُلّ أفْيائِها..
نَسِيَتْ ..
حتّى عِطْرَها
وأشْياء زينَتِها ..
حتّى الياسَمينَةَ
الّتي ربّتْها لِسَنوات
وعَرائِسَ الطّفولة.
وأتَتْ تحُطّ على
فنن يابس ..
تُرَتِّل شجْوَها
المحْتَشِم بيْن
حنايا أضْلُعي ..
(رُبّما منْذ ميلادي
صدْري ملاذُكِ
وأنا لا أدْري)..
وإن سألْتِ برَدى
لاسْتحْيا وقال..
رُبّما مِن عهْد
ثمودَ وعادٍ ؟
إلى منْ تقْرئين
حِكايَةَ ..
قلْبِكِ المهْجور ؟
إلى منْ تمُدّينَ
عطشَ عنُقُكِ
الأتْلَع كغَزالَةٍ
ومنْ أضْناكِ ..
رُبّما هوَ في
الجِوارِ أو..
دون كُلّ بِحار
الشّوق في
مَتاههِ البَعيد.
تسْتَغيثين بِمَن
وقَدْ خذلَكِ البعْد
والقرْب بيْن
شِتاء الغِياب
وخَريف الحضور؟
فرايَة السّلْطانِ
لنْ تحْمِيَكِ ورصاصَة
الثّوْرِيِّ لنْ تاْوِيَكِ..
وهلْ مِن مُغيث ؟
تذْرفين كُلّ هذا
الدّمع كأنْدَلُسٍ ..
تدْلَقين نَبيذَ
عِشْقِكِ المُعَتّقِ
مِن القُرون الأولى
أمام منْ لا
يُحِبّ أنْ يسْمعَ
أوْ يرى..
تُهَشِّمين حتّى
الخَوابي وتنْسَيْن
أن ترْفَعي بهِ..
شكْواكِ إلى اللّه
وإن لمْ يُنْصِفْك
تُفَوِّضين الأمر إلى
إله الحُبّ..
!!عفْواً بلْ
لِإله الحرْب.
أخْتي..
ياصَديقَتي الأخيرة:
أما كان مِن
حقِّكِ أن تنامي
في سلامٍ كَكُلِّ
الطّيورِ على شجرَةٍ
بالقُرْب مِن البيْتِ
أوْ على حصيرٍ..
كإنْسانَة بَسيطَةٍ
أوْ في فِراشٍ..
دافِئٍ كأميرَة ؟
 
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه كبداية لا بد لنا من الترحاب بشخصك الكريم انسانا ومبدعا..اخي الشاعر الواضح الهدف والنضج الفني شرفتنا بحضورك صديقنا العزيز( أ.محمد الزهراوي ابو نوفل)المبدع..
ذلك لأن معرفة اي شاعر لغايته او اهدافه يمنع وقوعه في المغامرات اللغوية العمياء..اما نضجه الفني ف
ذلك الاخر ما يمنع وقوعه في التقريرية او الجفاف او الركون الى المستهلك..
ولقد قدمت لنا نصا عابرا واضح التحققات .. وسبنصفها الله ..صدقني ولو بعد حين..فما يراه غير ما نراه..وما يقدره غير قابلاتنا على التقدير فبورك البدء الباذخ ,والسلام..
.
.
.ملاحظه..
كنا نتمنى ان تهمش لنا من صاحب السطر المقوس في نصك الكريم..وبارك الله لجنابك هده الامانة الثقافية الرائعة ..احسنت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق