قصيدة سحر عينيك بقلم الشاعر / محفوظ فرج

سحر عينيك

............................

 

سحرُعينيكِ هاجني ورماني
ودعاني في غمرة الأشجانِ

يا منى الروح مالنا في غدوٍّ
ورواحٍ وعشقنا في تواني

أنتِ إشراقةُ الحياةِ وَوَجدٌ
تاهَ فيها السفينُ بالقبطانِ

لكِ في كلِّ ساعةٍ من سكوني
سَوْرَة تعتلي صميمَ كياني

ماعلمتُ الهوى إذااكتَسَحتني
أربعون يَنسلُّ في شرياني

وحدتي مزّقتْ رؤايَ الخوالي
فإذا بي أعيشُ غربةَ عانِ

لملمتني الألحاظُ فاخترتُ صمتي
مُفصِحاً عن صبابتي وَهواني

أنا يا حلوةَ الشمائلِ وَهمٌ
حين لقياكِ صارَ معنى المعاني

ما عساني أقولُ والبعدُ عمرٌ
بيننا ليس فيه بعد المكانِ

وإذا ما ترددتْ في غرامٍ
منك أعطافُ حبك الفتان

فارحمي من شبابُه قد توَلى
ذاقَ منهُ مرارةَ الحرمانِ

هامَ في الشعرِ فاستمرّ بديلا
عن لقاءِ الحسان إذ أغواني

لم ترقْ لي النساء طراً لأنّي
لم أجدْ خافقاً عفيفاً دعاني

إنما الحبُّ في خيالي تسامٍ
فوق ما قد يروقُ للنسوانِ

فدعيني أهواكِ لا لفسوقٍ
أو تجنٍّ فأنتِ أحلى الأغاني

إنهُ البحرُ ماله من قرارٍ
يا لشوقي للقاع والمرجانِ

كلما لاح من خيالك طيفٌ
أوقدتْ ليلها نجومُ حناني

لحظاتٌ قد كان وجهك افقأ
يترامى في داجيات زماني

كلنا للغروب محضُ انتظارٍ
فامنحيني معتقات دناني

زلزلي بنية تطاول فيها
( ابن أوس) فضلها الجرجاني

أرفديها بنسغ وحي جديد
وذريها تلوي عنان اللسانِ

لحظك الفاترُ المحاورُ خمرٌ
لعبت فيه لعبة الشيطانِ

حاذري يا مليكتي أن تكوني
خدعة تستلذ فيها الغواني

 

تعقيب الناقد / غازي أحمد أبو طبيخ

 

آفاق نقديه يا لفرحنا بك أخي وزميلي أستاذ محفوظ فرج..
هناك وجهة نظر واضحة الملامح طافحة على طول هذا القصيد الفاتن وعرضه..
وجهة نظر بالحياة ،بالانسان،بالعلائق الانسانية ..
وجهة نظر بالشعر شكلا ومضمونا ..
كل هذا جميل وماتع وعميق الدلالات..
ولكن ما يلفت الانتباه بقوة هو ان النص يتضمن دعوة حداثية عملية مباشره..
الدعوة الى التحديث على مستوي العمود الكلاسيكي ليست جديدة بحد ذاتها ..لكن جديد الشاعر يتجلى هنا في جانبين:
1- ان شاعرنا لم يكتف بالتنظير وحسب.. بل قال وفعل موضوعيا وابداعيا.. وماهذا النص الا ذات القول والعمل معا..
2-ان الدعوة للتحديث هذه المرة
لم تنصب على خلق انزياحات تجديدية على مستوى التعبير ،وإنما انصب على جدة الموضوع ،وعصرنة الاطروحة ،وطريقة التفكير الفنية غير المتنازلة عن زمن الشاعر.. مع الحرص الرائع الجميل النبيل على الاصاله..
هذا يعني الجمع بين التراث والمعاصرة في بودقة واحدة رائده..
ولاريب ان مثل هذا التصدي سيتعرض الى الانكسار والاحباط،لو كان المتصدي غير مكتمل التجربه..عروضا ونحوا ورسوخا تعبيريا..بينا كان شاعرنا مبدعا ناضجا ،بل مميزا..
اخي الاستاذ الشاعر محفوظ فرج
..لقد أجدت.. وابدعت.. والسلام

 

رد الشاعر/ محفوظ فرج

 

MA FA شكرا جزيلا لآفاق نقدية الغراء يرعاكم الله
شرف لي أن أقرأ خطابك الرائع في تحديث القصيدة ذات الشطرين وتصديك لآليات التحديث التي تمكن الشاعر أن يجنح إلى نص يتصف بمقومات الحداثة وينهض في أحياء اللغة من خلال إثرائها بمعان مولدة وأبنية تركيبة قادرة على تشكيل الخطاب الحداثوي
شكرا جزيلا لك صديقي المبدع وفقك الله وأعزك تحياتي واحترامي