الشاعر السوري أبو طلال :جرول ابن أوس
ضحكت خناسُ ...
ضحكتْ خُناسُ فهاجَ ذلك مدمعي
من بعد أن أشجى بكاها مسمعي
دهراً طويلاً ما عرفت لغيرها
سحاً لدمعٍ ، كان هيّض أضلعي
أمضتْ خُناسُ الدهرَ تبكي صخرَها
واليومَ تضحكُ ، ذاك أمرُ المُفزَعِ
لوكنت أعلم يا خُناسُ طريقةً
أرقا بها نزفاً لذاك المَدمعِ
لسفحتُ دمعاً طالما أرجأتُهُ
في سِرِّ نفسٍ ما هَناها مَرتعي
ولرحت أبكي الدهرَ عَلَّ حزينةً
رأفتْ بها الأيامُ رأفة مُولَع
فتردّ ضحكتها ولو لهُنيةٍ
وتعيدُ أيامي التي لم ترجعِ
لو كنت أعلمُ يا خناسُ لأدمعٍ
نفعاً لعشتُ الدهرَ أسفحُ أدمعي
كيما يعودُ لذي الشفاهِ توهجٌ
من بسمةٍ أو ضحْكةٍ كمُشعشعِ
إن كنتَ يوماً قد بكيتَ لصخرها
ها نحنُ نبكي فقدَ كلِّ سَمَيْدَعِ
قد كنتُ أذكرها إذا ذُكرَ البكا
واليوم أذكرها لضحكٍ يَدّعي
أنْ كلَّ حُزنٍ قد تبدّدَ فجأةً
مذْ أنْ رأتْ نَوحي وفيضَ توجُّعي
قالت : لَصِنوي أنتَ في هتّانةٍ
فاجمعْ شجونكَ ، و لْتَجِي تبكي معي !
(جرول) 20151014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق