الخميس، 27 أكتوبر 2016

قراءة نقدية لقصيدة الشاعر باسم الحسناوي (لم ينصحوا) بقلم غازي احمد ابو طبيخ

بين أن تكون الحداثة الكلاسيكية تسطيحا باردا لا نخرج منه الا بملابس الامبراطور الجديدة وبين ان تكون اصيلة لغة وجديدة فكرا جماليا وصورة تعبيرية مشهدية عصرية المخيال والحدث والاحساس والزمن كما هي الحال في قصيدة الدكتور باسم الحسناوي فارق كبير بل ولا اظنها مقارنة تليق بالمقام ولكن فقط على سبيل الاستدلال بالضد على الضد ..على مثال قول الشاعر القديم (والضد يظهر حسنه الضد)هذا هو ما نقول اخي  الشاعر الرائع ..لاتوجد مفردة غير شعرية ابدا بل ولا تنازل عن اية مفردة عربية .انما هو المقام وحسن المقال وكيف نضع الكلمة في موضعها المناسب لتكون العقربة نجمة على الورق والوردة قطرة دم قانيه..بوركت المساعي الكبيرة اخي الدكتور باسم..والسلام..
*****************
نص الدكتور باسم الحسناوي:


لم ينصحوا أحداً يوماً وما انتصحوا
ويفخرونَ كثيراً كلَّما ذُبِحوا

همُ الرقابُ وهم سكِّينةٌ ذبحت 
تلكَ الرقابَ فمن يرثيهمو وَقِحُ

ورغمَ هذا فلا ذمٌّ سيبهجُني
ويصبحُ القلبُ موّالاً متى مُدِحوا
***
من يشتري وطناً ماتَ النخيلُ بهِ
وماتَ فيهِ الهواءُ الطَّلْقُ والفَرَحُ

من يشتري وطناً أفعى وعقربةً
وقلبُهُ رغمَ لَدْغِ السُّمِّ مُنشَرِحُ

من يشتري وطناً يعطي لقاتلِهِ
تحيَّةَ الكفِّ يُعطيها وينبَطِحُ

من يشتري وطناً فذّاً بروعتِهِ
لكنَّ أهليهِ أشباحٌ فما اتَّضحوا

للهِ درُّ بلادٍ في الخيالِ وفي 
الخيالِ شعبٌ سعيدٌ مترَفٌ سَمِحُ

أضمُّها بفؤادي ضمَّ ذي وَلَهٍ 
وإذ أطيرُ بها في الجَوِّ أتَّشِحُ

حبيبتي هيَ ما أحلى الهيامَ بِها
جمالُها الغايةُ القُصْوى لمَن طَمَحوا

لكنَّما هيَ لي معشوقةٌ عَقَرَتْ 
خيالَ من عَشِقوها كلَّما جَنَحوا

أنا الحبيبُ لها لا غيرَ واثقةٌ 
من أنَّ قلبي لها بيتٌ ومطَّرَحُ

وليسَ تَثْني اقتراحاتٌ مشاعرَها 
عنِّي وإن طاوَلَ الجوزاءَ مُقْتَرَحُ

نبيَّةٌ هيَ وحْيُ اللهِ يسْكنُها 
وفي يدِ الدَّهْرِ من صَهْبائِها قَدَحُ

إن دمعةٌ أبرَقَتْ منها فذا نَهَرٌ 
يَجْري وفي ضفَّتَيْهِ الكَرْمُ والبَلَحُ

بانت سعادُ؟ وماذا بعدُ؟ تفجؤهم
من المياهِ سُعاداتٌ متى سَبَحوا 

همُ الألى عشقوها من بني وجَعي
لمّا إلى دَمْعِها من أدْمعي نَزَحُوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق