الأحد، 16 أكتوبر 2016

الخلق والاحتجاج ،،،في قصيدة الشاعرة مياسة دع (حضور الغياب ) بقلم الناقد /جمال قيسي

الخلق والاحتجاج ،،،في قصيدة حضور الغياب

يصيبك الدوار،،عندما تنقلك مياسة من موضع الى موضع،،لكنه دوار جميل،،،بحكم البهجة والتوظيف الصوري،،والتناقض الذي يقطع الانفاس،،،تتقاذف بك العوالم ،،بين اعمق نقطة في ذاتها السحيقة ،،وفي اللحظة ذاتها تشعرك ،،انك في كون رحيب،،،ربما اكبر من كل تصوراتك الممكنة،،،لا اعرف هل ان لديها منهج محدد،،ام انها مسكونة ،،بمارد حكيم،،،ربما ذات بعضك،،،،لا يزال عالق في أوردة الليل،،،،هذه الحالة الزئبقية من الناحية الفيزيائية،،،للمكونات ،،تذوب كمشاعر،،،وذكري...ات في اروقة الليل ،،في السهد والاحلام،،،لتتشيء منطقة اللاشعور ،،الى مسرح نابض بالحياة ،،نوع من تمزق الحجب بين الشعور واللاشعور،،تمكنت الشاعرة من ازاحة كل السواتر لتطل على عالمها الداخلي،،لتنقل توزع عوالق ذات ،،معشوقها،،في الإرجاء الفسيحة والشاسعة ،لذاتها المتماهية مع الكون،،،ولكنه كون بإبعاد تتخطى معطياتنا،،،لانها تقف عند النهاية المرتفعة ،،وترى المشهد برمته ،،منذ لحظات التخلق الاولى،،والزوالات في بعدي الزمان والمكان ،،في لعبة الحياة والموت ،،كيف يصبح الضوء أشد اسوداداً،،الا في في حالة واحدة،،،عندما يمتص في ثقب اسود،،عندما يمتص معشوقها نور الحياة وضوئها،،في دوامة عدمية،،مع صرخاتها المعبئة بالتاريخ،،،فالتاريخ مرتبط بالانسان،،
انا فهمته وجد صوفي،،لايقل شئنا عن اي عرفان قرأته،،،هنا تبوح به مياسة ،،،في اخر قلبي ما زلت احصي،،يديك وروائحك،،،ومياه نبضك،،،
هل هناك اجمل من هذه الصورة،،التي لا يعرفها الا الصوفي،،،البالغ للدرجات العليا في العرفان،،،،
هنا تقول،،،
انت موجود وعالق في قلبي،،،واتحسس بديع خلقك ،،في عطاياك،،،عندما ارى فعل ما صنعته يداك ،،،ورائحة التكوين الاولى الفطرية،،ونار النشئة الاولى ،وحرارة الحياة التي تسري،،،
و ببراعة تنقلك الى،،،مشاعرها المكسورة،،،هناك سر الهي كبير،،،ربما لم تدركه مياسة،،،ولكن وعيها الصوفي أمسك بالصورة،،،،
النساء تحت اي وضع كان في الحياة،،،،هن آيات الله ،،والثيمة الإلهية الاولى،،للخلق،،،سواء في الأمومة ،،او الحب،،او حتى العهر،،،لان المرأة هي شفرة الله،،بما نسميه نحن الحياة،،،المعيشة،،او الآتية ،،منها المبتدى،،وحيث هي يكون المنتهى،،،ونحن الرجال نعتدي بوقاحة على هذا السر الالهي ،،،لفرط جهلنا،،،فنقسوا ونعذب،،ولكننا لا ندرك إنما الامر يفضي،،الى غربتنا،،وتلاشينا والا كيف تفسر أذرفك حتى النخاع،،،،
لا اعرف،،ربما كل النساء وعذاباتهن،،،في التاريخ ،،اجمعوا على الاحتجاج بلسان مياسة،،،
ان تقرأ مثل هذا النص،،،لا تعود كما كنت،،،،

يتبع
 
نص الشاعرة مياسة دع
رُبما .. ذَاتَ بَعضِكَ
لايزَالُ عَالقَاً فى أوْردَةِ اللّيل
ولا يَعرفُني ..
أفتَحُ عَيني لأرَاهُ ..
لا يرَاني !!
.
رُبما .. ذَاتَ قَلبكَ
أشدُّ اسودادَاً من الضّوءِ ,
وأثقَلُ منْ دَمعِي ..
أُغمضُ عَيني لأرَاهُ ..
لا يَراني !!
.
رُبما .. ذَاتَ نَبضي ..
يَهجُرُ الحَواسّ والوَريدَ ,
وحينَ نَبضكَ .. لا يمضي !!
.
رُبما ..
أذرفًكَ حتّى النّخاع ..
لكنّكَ .. تُطفئُ الدمَ ,
و... تَمضي !
.
ـ 8 ـ
في آخرِ عتمتـكَ ..
مازِلتَ تَرقدُ وَحيداً ,
تُقطّعُ رَائِحةَ غِيابكَ .. نفَساً نفَساً
ثم تَمضي .. إلى أوّلِ لقَاءٍ ،
لكي تُشعِلَ مِياهَ نَبْضكَ
وتُحبّ ..!
.
فِي آخرِ قَلبي ..
مازلتُ أُحصي يَديْكَ ،
وروائحَكَ ،
ومِياهَ نَبضِكَ المُشتَعلة ..
لكنّي ..
مازلتُ أجفّفُ أورِدَتي المَحروقة ،
ثم أمضي .. إلى أوّلِ رَحيلٍ ، َ
وأنكَسرْ !..
 
 
تعقيب الناقدة/ نائلة طاهر
 
ندى الأدب شدني ما قلت بآخر نقدك. ان تقرأ هذا النص لن تعود كما كنت .يا قيسي النص الذي يغير بنا هو ما نفتقده الآن .شكرا بحجم السماء يا قيسي ليس لاني من إدارة المجموعة وإنما الذي قمت به أفادني شخصيا وغير مني.
 
تعقيب الشاعرة / مياسة دع
 
مازلت أقول أذهلتني أستاذ جمال بتحليلك ورؤيتك التي تجاوزت العالم المادي .. وهذا يثبت أن الشعر هو فعلا طريقة تغيير لانه طريقة معرفة للعالم بل ويتجاوز ماهو سائد .. و هذا هو جوهر الرؤيا التي يعرفها العرفانيون والمتصوفة .. تحياتي وتقديري ..
 
تعقيب الشاعر/ حسين ديوان الجبوري
 
حسين ديوان الجبوري وتبقى استاذ جمال الفكر النير الذي يتيح للقارئ الغوص بأعماق البحار ليستخرج اﻻشياء الثمينة حقا انت يا استاذ ﻻبد ان نفيك حقك انت من يصنع النجوم فكيف لنا ان ﻻ نصفق لك انا اصفق لك اﻻن بكل قوة ﻻنك الحكم الوحيد الذي يمتلك الميزان العدل انا اشكو من العدل ﻻيتوفر احيانا عند كبار النقاد ولكن انت وحدك عادل تعلم لماذا ﻻنك من جيل الذهب اللذين تأثروا وأثروا باﻻفكار الستينية والخمسينية التي علقت من اجلها اجساد الرواد وشنقت شباب تهتف للوطن السعيد لقد ادركنا الحقيقة متأخرين جدا وما شممنا روائح البخور تطوف حولنا ما ان طل وجهك شممنا عطر فكرك الراقي تحياتي لك استاذ جمال وتستحق ان نقول لك الكبير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق